عناوين كثيرة واحداث متسارعة تغير الخريطة السياسية للمنطقة بأسرها.صخب اعلامي مقرون بكثرة التحليلات التي تشعل النار في هشيم الافكار لتنقلب الصورة وتضيع بوصلة المواطن العربي الذي فوجىء بأمواج الثورات ...
عناوين كثيرة واحداث متسارعة تغير الخريطة السياسية للمنطقة بأسرها.صخب اعلامي مقرون بكثرة التحليلات التي تشعل النار في هشيم الافكار لتنقلب الصورة وتضيع بوصلة المواطن العربي الذي فوجىء بأمواج الثورات العالية بعد ان كان يعيش مكتئبا في صحاري الانظمة الجائرة.
أحداث كثرت في الآونة الاخيرة: اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، المؤامرة ضد سورية، الثورتان المصرية والتونسية، اليمن وليبيا، القمع في البحرين ...كلها عناوين حملناها لننقاشها مع سفير الجمهورية الاسلامية في لبنان (غضنفر ركن أبادي) لنستطلع رأيه وموقف بلاده في كل ما اسلفنا طرحه.
ركن ابادي: مسرورون باتفاق المصالحة والمرحلة دقيقة جداً للفلسطينيين والانتصار قريب
"سررنا جداً عندما سمعنا خبر اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعو دائما كافة الاطراف والفصائل الفلسطينية الى التفاهم والوحدة والتماسك والتضامن والاتفاق على ان هناك عدو واحد هو الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل لأرض فلسطين"، هكذا عبر السفير ركن ابادي عن ارتياح بلاده لتوقيع اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
الرجل الهادىء الذي ينتظر قليلا لينظم افكاره وكلماته قبل ان يجيب، شدد على أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية تشجع كل الاطراف للمضي بالمصالحة فالظروف اصبحت حساسة جدا ويجب ان يعي الفلسطينيون دقة المرحلة ويجب على كل فصائل المقاومة والمفكرين والمثقفين وكل المجتمع الفلسطيني أن يتوحدوا لتحقيق الانتصار النهائي والكامل الذي اصبح قريباً جداً، ولكن على الفلسطينيين التيقظ أيضاً ومواجه أي مشروع من مشاريع العدو الخبيثة".
السفير الايراني لفت الى ان "العدو الصهيوني يعيش اليوم حالة من التخبط والقلق والدليل على ذلك ما قاله رئيس وزرائه بنيامين نتانياهو وما طلبه من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن يتخلى عن الاتفاق ويذهب الى طاولة المفاوضات لتحقيق السلام"، موضحا ان "العدو الصهيوني يشعر بخطر كبير وهو يبحث عن اي وسيلة لتعويض خسائره خصوصا بعد سقوط النظام المصري الذي كان بمثابة الحصن المنيع الحامي لأمنه."
لا ثورة في سورية والاسد عرف كيف يديرالازمة ..دمشق تجاوزت مرحلة الخطر
وردا على سؤالنا حول ما يجري في سورية وعن المؤامرة التي تتعرض لها ، قال السفير ركن أبادي إن "وضع سورية مختلف تماما ولا يمكن ان نقول إن ما يحدث في سورية هو ثورة كسائر الثورات التي حصلت في المنطقة. نعم هناك مطالب محقة، ولكن هناك من استغل الظروف الدولية والاقليمية وأقصد بالتحديد الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني وما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج ليصطادوا في الماء العكر لاجل هدف اساسي هو فصل سورية عن ايران وفصلها عن المقاومة في لبنان ".
وأوضح ركن ابادي خلال المقابلة انه "من الضروري ان يتوفر شرطان أساسيان لنجاح اي ثورة ،وهما الشرط الذهني بمعنى ان يكون هناك تنافض او تعارض ذهني بين الشعب والنظام الحاكم والشرط الثاني هو الوضع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي الصعب، في سورية بالتحديد لم يتوفر اي من الشرطين، مشيرا الى ان اقل من 5% من الشعب السوري هو من يعارض النظام بينما 95% يؤيدون النظام ويدعمون رئيسهم بشار الاسد ".
"الموقف السياسي للنظام في سورية متطابق مع الموقف السياسي الشعبي، واقصد هنا الموقف الداعم للمقاومة وللقضية الفلسطينية، وازاء الكيان الصهيوني الغاصب، وبالنسبة للظروف الاقتصادية في سورية ليست سيئة كما يصورها البعض، وان سورية تشهد تناميا اقتصاديا وتجاريا كبيرا"، لافتا الى ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية قامت بمائة مشروع اقتصادي في سورية وهذا دليل على التطور الحاصل هناك وعلى الفعل الجدي لصالح الشعب من قبل النظام ".
ورأى السفير الإيراني أن "الانتقام السياسي والتآمر على سورية لم ينجح في النيل منها ومن شعبها وهي تجاوزت مرحلة الخطر، وسيعود الهدوء الى شوارعها في القريبا لعاجل، وهذا مرده الى دراية وحكمة الرئيس الاسد في إدارة هذه الازمة بشكل عقلاني بعيدا عن التصعيد".
ندعم مطالب الشعب البحريني ....المشروع الصهيو- أمريكي عمل على إثارة الفتن الطائفية
تستمر اعمال القمع اللإنسانية التي تمارسها السلطة البحرينية و"قوات درع الجزيرة" بحق الشعب البحريني، وتزيد الى حد اللامعقول الى درجة الكبائر التي يندى لها الجبين.
السفير الايراني وبعد سؤالنا عن الموضوع لفت الى ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم كل المطالب المحقة للشعوب في كافة ارجاء العالم بمن فيهم الشعب البحريني. فلا يمكن ان تدعم ايران كل الشعوب التي تطالب بحقوقها وتنسى البحرين."مشيرا الى ان المشروع الصهيو- أمريكي عمل على أثارة الفتن الطائفية والمذهبية ".
واكد في هذا السياق ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية تتعامل مع ما يجري في البحرين بكل دراية وحكمة وستُفشل المخطط المرسوم للمنطقة بافتعال الازمات للوصل الى غايات ومآرب دنيئة"، لافتا إلى أن "إيران تدعم الشعب البحريني دعما إنسانيا وليس كما يصوره البعص بأنه دعم يحمل صفة دينية، وهي لا توفر اي محفل دولي واقليمي والاجتماعات والمؤتمرات التي تعقد في العالم لتقدم الدعم للشعب البحريني والمساندة للوصول الى مطالبه المحقة".
وشدد السفير ركن ابادي على أن "إيران تدعو الى الحلول السلمية وعدم الانجرار الى الاشتباك والتركيز على الحوار والتعاطي بشكل سلمي ومنطقي مع المطالبين بحقوقهم المشروعة التي يجب على الحكومة البحرينية ان تلبيها بشكل معقول وسلمي، لا ان تمارس العنف والاعتقال والتعذيب لقمع الشعب الذي يشدد على سلمية حركته".
الأرضية ممهدة لتعزيز العلاقات المصرية الايرانية
سقط النظام المصري بفضل انتفاضة شعبية أبت الا ان تنجح باسقاط نظام اثقل كاهل العروبة لعقود لتكشف جبهة العدو امنيا وسياسياً ...وتضعه في مهب الريح.
وفي هذا السياق يقول السفير ركن أبادي إن "مصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس، مصر مبارك، والساحة المصرية تشهد اليوم تحولاً في الموقف السياسي تجاه الامور العادلة والقضايا الاقليمية والدولية المحقة .
بشكل عام الجمهورية الاسلامية الايرانية تنظر الى القضايا العادلة كمبدأ اساسي لسياستها الخارجية وعندما ترى اية دولة تقترب من هذا المبدأ او تشاركها فيه، فمن الطبيعي أنها تقترب من الجمهورية الاسلامية الايرانية أكثر فأكثر. ونظراً للتغييرات الطارئة على موقف الحكومة المصرية تجاه القضية الفلسطينية وكيان العدو الغاصب فإن الارضية باتت ممهدة من اجل تعزيز العلاقات بين البلدين، ووزير الخارجية المصري نبيل العربي اعلن استعداد بلاده لفتح صفحة جديدة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في اطار تعزيز العلاقات."
آن موعد رحيل الأميركيين ... بعد قتلهم لأسامة بن لادن
القوات الاميركية قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامةبن لادن وحاكت سيناريو هوليودي مع احتمال ان يستفيد منها "البطل الخارق الجديد باراك اوباما – كما أسمته بعض وسائل الإعلام" للوصول الى سدة الرئاسة مرة ثانية، وفي هذا الصدد علق السفير ركن أبادي بالقول إن" النظرية الاساسية الأميركية في افغانستان هي مواجهة الإرهاب والإرهابيين، ولطالما ذكّرَت بأن على رأس هؤلاء الارهابيين اسامة بن لادن، وهي اليوم قتلته. فإن صدقوا في كلامهم فقد حان موعد رحيلهم وخروجهم من المنطقة ، متسائلاً "ما هي حجج الولايات المتحدة المقبلة لتبرير أفعالها واحتلالها لأفغانستان وسائر البلاد التي تستعمرها؟"