أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 12-03-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 12-03-2013
الفاينانشيال تايمز: إيران وباكستان يطلقان مشروع خط لأنابيب الغاز
نشرت الفاينانشيال تايمز موضوعا عن مشروع اقتصادي بين إيران وباكستان تحت عنوان "إيران وباكستان يطلقان مشروع خط لأنابيب الغاز". وكتبت الجريدة "أطلق الرئيسان الباكستاني آصف على زرداري، والإيراني محمود أحمدي نجاد مشروعا لمد خط لأنابيب الغاز بين البلدين تبلغ قيمته مليارا ونصف المليار دولار لضخ الغاز الإيراني إلى الأراضي الباكستانية". "وبثت التلفزة الإيرانية مشاهد مباشرة للرئيسين يتصافحان إثر افتتاح المشروع على الحدود بين البلدين في خطوة تتحدى التحذيرات العلنية من الإدارة الأمريكية التى قالت إن افتتاح الخط يزيد الشكوك حول انتهاك البلدين للحظر الأمريكي ضد طهران بسبب النزاع حول برنامجها النووي". "وأوضحت اللقطات المتلفزة مشاهد لخط الأنابيب المطلي بألوان العلمين الإيراني والباكستاني، وفي الخلفية عشرات من العمال يقومون بإنهاء أعمال الطلاء". "وقالت إيران إن الجزء الواقع داخل الأراضي الإيرانية من الخط قد شارف على الانتهاء حيث يمتد من حقل بارس للغاز إلى الحدود الباكستانية، بينما قالت إسلام أباد، الحليف الأمريكي إن إيران عرضت تحمل 500 مليون دولار من تكاليف الإنشاء المتبقية من الخط، التى يبلغ طولها 750 كيلومترا وتقع بأكملها في الجانب الباكستاني". "وحذرت الحكومات الغربية باكستان من افتراض أن واشنطن قد تتسامح بخصوص خط الأنابيب تحت ضغط اعتمادها على الدعم الباكستاني بعد سحب القوات الأمريكية من أفغانستان المجاورة". وقال مسؤول ديبلوماسي غربي رفيع المستوى في إسلام أباد إنه "خلال السنوات المقبلة ومع تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان فسيكون بإمكان واشنطن أن تتخذ إجراءات أخرى لمنع الواردات الباكستانية من الغاز الإيراني". وأضاف المسؤول "أن هذا المشروع ستكون له تبعات كبرى على باكستان". وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "إذا استمر هذا المشروع فستكون لنا اعتراضات كبرى حول انتهاك الحظر المفروض على إيران، ورغم ذلك ألفت الانتباه إلى أننا سمعنا إعلانات سابقة عن المشروع نفسه أكثر من 15 مرة سابقة، لذا علينا أن ننتظر لنرى إن كان المشروع سيمضي قدما هذه المرة".
نيويورك تايمز وواشنطن بوست: أميركا تطالب الصين بوقف تجسسها
في مطالبة مباشرة وعلنية غير عادية، دعت واشنطن بكين إلى وقف عمليات تجسسها المستمرة لسرقة الأسرار التجارية من كمبيوترات الشركات الأميركية، والانخراط في مفاوضات لإنشاء ضوابط للسلوك في الفضاء الإلكتروني. وتناولت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست اليوم هذا الموضوع بالتغطية والتعليق، حيث قالت واشنطن بوست إن هذه المطالبة تُعتبر أول جهد علني من إدارة الرئيس باراك أوباما لمساءلة الصين عما يصفه مسؤولون بأنه حملة تجسس تجاري مكثفة استغرقت عاما كاملا. ونقلت الصحيفتان عن مستشار الأمن القومي الأميركي توماس أي دانيلون قوله إن الشركات الأميركية تتحدث عن قلقها الكبير والمتزايد من سرقات متطورة للمعلومات التجارية السرية والتقنيات المملوكة لها عبر هجمات إلكترونية غير مسبوقة. وقال دانيلون إن على الصين الاعتراف بالمخاطر التي تشكلها هذه النشاطات لسمعة الصناعة الصينية والعلاقات الثنائية. وأوضح أن البيت الأبيض يطالب الصين بثلاثة أشياء: الاعتراف العلني بأن هذه القضية ملحة، والالتزام بوقف الهاكرز في الصين، والموافقة على المشاركة في مفاوضات لإنشاء معايير دولية. وأشار دانيلون إلى أن أعدادا متزايدة من الشركات الأميركية تعيد التفكير في استثماراتها بالصين. وقالت واشنطن بوست إن هذه التصريحات لافتة للانتباه، لأن المسؤولين بالبيت الأبيض ظلوا مترددين في وصف الصين -أو أي دولة أخرى- بأنها سيئة السلوك في الفضاء الإلكتروني، لتفادي إثارة عداوة شريك تجاري مهم وقوة عالمية لها اعتبارها. ومن جهة أخرى، نشرت واشنطن بوست افتتاحية قالت فيها إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لحرب إلكترونية. ونقلت الصحيفة عن تقرير لمجلس العلوم الدفاعية "ديفنس سينس بورد" بشأن الصراع الإلكتروني تلميحا إلى أن الأسلحة النووية الأميركية التي طُورت لمجابهة تفجير ذري خلال الحرب الباردة، ربما لا تستطيع مجابهة هجوم إلكتروني كبير. وقالت الصحيفة إنه لمن المقلق أن تدخل الولايات المتحدة عصر الصراع الإلكتروني بوضعها الراهن. وأضافت أن أوباما وقع على عقيدة جديدة لكنها ظلت سرية، كما أن هناك تقديرا استخباراتيا جديدا للتجسس الإلكتروني وتكاليفه الاقتصادية، لكنه ظل في طي الكتمان. وأن معظم برامج الهجوم الإلكتروني يُتكتم عليها تماما من قبل الاستخبارات. وأضافت أن السرية مطلوبة في بعض العمليات، لكن الجمهور يرغب في إجراء حوار غني بالمعلومات وحيوي حول السياسة المطلوبة في هذا المجال الذي يتمدد بلا توقف. هل ستكون هناك تضحية أو تكلفة عامة؟ من يقرر شن هجوم إلكتروني؟ وتحت أي ظروف؟ هذه الأسئلة من النوع الذي يجب أن تتحدث عنه الإدارة والكونغرس للشعب الأميركي. واختتمت افتتاحيتها بقولها إنه يجب ألا ينتظر الناس وقوع كارثة حتى تتم مخاطبة نتائج السياسات المتصلة بالحرب الإلكترونية.
واشنطن بوست: أميركا تتطلع إلى حقبة ما بعد كرزاي
نصحت صحيفة واشنطن بوست إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن تتطلع إلى ما بعد حقبة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، مشيرة إلى أن المطلوب في الوقت الراهن إستراتيجية تزيد من فرص فوز مرشح في انتخابات الرئاسة القادمة في تلك الدولة الآسيوية يتمتع بالكفاءة الإدارية التي تجعل منه "حليفاً موضع ثقة". ورأت الصحيفة في افتتاحيتها الثلاثاء أن علاقة إدارة أوباما بكرزاي تمر بمرحلة "عاصفة" وذلك بعد أسابيع قليلة من اجتماع للرئيس الأميركي بنظيره الأفغاني في واشنطن بدا ناجحا للوهلة الأولى. وكان كرزاي صرح الأحد أن الهجمات التي شنتها حركة طالبان إبان زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل "تخدم مصالح الولايات المتحدة" و"تفسح المجال للأجانب لكي لا يغادروا (أفغانستان) ويبقوا فيها". وقالت الصحيفة إن من شأن هذا الخلاف أن يُذَكِّر حلفاء أفغانستان أن أيام كرزاي في السلطة بدأت عدها التنازلي، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية قد تجد نفسها أمام "شريك جديد" يتمتع بتفويض ديمقراطي بعد الانتخابات التي ستُجرى في الخامس من نيسان 2014. وأشارت الافتتاحية إلى بروز عدد من المرشحين الذين وصفتهم بالأقوياء لخلافة كرزاي من بينهم وزير الداخلية السابق حنيف أتمار، والمرشح الرئاسي السابق عبد الله عبد الله. لكن الصحيفة حذرت من أن إجراء انتخابات "سيئة" سيضع الحكومة الأفغانية في منعطف حرج، وسيزيد رحيل القوات الأميركية من احتمال نشوب حرب أهلية جديدة. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن على إدارة أوباما والحكومات الغربية الضغط على كرزاي لتعيين مسؤولين أكفاء في مفوضة الانتخابات والسماح بوجود مراقبين دوليين، وذلك بدلا من اللهاث وراء تحقيق تسوية سلمية مع حركة طالبان.
الغارديان البريطانية: رأي كردي في حرب العراق
في مستهل مقاله بصحيفة الغارديان البريطانية، قال راند خالد، وهو طالب كردي بالجامعة الأميركية في السليمانية بالعراق ومراسل لصحيفة الجامعة، إنه يتفهم الازدواجية الأميركية والدولية في حرب العراق لكن هذه الحرب أمدت الشعب الكردي بشريان حياة. وقال الكاتب إن هناك فوارق كثيرة بين وجهات النظر حول الحرب وإنه يدرك وجهة النظر الأميركية المعارضة للحرب بين الملايين من جموع الشعب الأميركي وإن مخاوفهم لها ما يبررها الآن، بالنظر إلى أن الإنفاق على الحرب يضر بالاقتصاد الأميركي علاوة على أن الملايين كانوا يخشون ما يمكن أن تسببه إراقة الدماء، وهذا ما حدث بالفعل: آلاف الجنود من قوات التحالف والعراقيين لقوا حتفهم منذ عام 2003. ويشير خالد إلى أن وجهات النظر حول الحرب داخل العراق كانت في البداية إيجابية إلى حد كبير. وقال إن العراقيين الشيعة في جنوب العراق، الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد المستمر من صدام حسين، كانوا مؤيدين للحرب. والعراقيون السنة، رغم أنهم كانوا يُعاملون أفضل من بقية العراقيين، كانوا منقسمين بين مؤيد لصدام ومساند للحرب. ويعتقد أن الحرب بدت كطوق نجاة لمعظم العراقيين، ومع ذلك بعد عشر سنوات من الحرب لم يحصل العراقيون في وسط وجنوب العراق على الكثير في المقابل، وقال إنهم استبدلوا حاكما مستبدا بانعدام الأمن والصراعات الطائفية والفوضى والفساد. ويرى أن الأكراد استفادوا بالتأكيد من هذه الحرب حتى الآن، لأن صدام طوال حكمه كان يحاول دوما محوهم. وبما أنه فقد اثنين من أعمامه في الكفاح الكردي ضد صدام فإنه كان يعي ما يعنيه إزاحة مستبد مثل صدام من التسبب في إراقة الدماء لكنه وفق قوله كان متأكدا من أن العراقيين وخاصة الأكراد سيكونون أحسن حالا بدونه.
وأضاف أنه منذ عام 2003 فتحت الأبواب للأكراد من كل اتجاه. وقال إن كردستان العراق تشكل الآن ملاذا آمنا لآلاف العراقيين، بمن فيهم المسيحيون، الذين كانوا يبحثون عن مأوى. واقتصاديا بدأت تظهر طفرة والانتعاش الاقتصادي في ارتفاع مستمر. وقال إن مستويات المعيشة لأغلبية الأكراد تحسنت والرواتب زادت أضعافا مضاعفة وهناك انفتاح في فرص عمل كثيرة. وقال أيضا إن الشركات والمنظمات العالمية تتدفق باستمرار على كردستان، ويتلقى الأكراد الآن 17% من ميزانية العراق السنوية. وبالإضافة إلى ذلك يوقع الأكراد حاليا على العديد من العقود النفطية مع كثير من شركات النفط الدولية بشكل مستقل عن بغداد. ويمضى الكاتب بأنه رغم اتفاق معظم الناس على أن الغزو الأميركي للعراق لم يكن مبررا جراء الفوضى وعدم الاستقرار الذي خلفه بالبلاد، فإن الولايات المتحدة منحت الأكراد الحكم الذاتي الذي وُعدوا به بموجب معاهدة سيفر قبل نحو قرن من الزمان، ولكنه سُرق في وقت لاحق بموجب معاهدة لوزان. وأضاف أن كردستان العراق الآن مركز جذب ملايين المستثمرين من جميع أنحاء العالم. وفي حين أن الأميركيين والعراقيين العرب ينتقدون أميركا بسبب الحرب فإن الأكراد ممتنون ومتمسكون بالبناء على شريان الحياة الذي قُدم لهم.
التايم الأميركية: مشاكل الأمن توتر العلاقات الأفغانية الأميركية
استهلت مجلة تايم الأميركية تقريرا لها عن الشأن الأفغاني بأن سلسلة من المشاكل الأمنية والعلاقات المتصدعة مع القادة الأفغان طغت على أول رحلة لوزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، بما في ذلك اتهامات الرئيس الأفغاني حامد كرزاي للولايات المتحدة وحركة طالبان بأنهما تعملان في تناسق لإظهار أن العنف في البلاد سيزداد سوءا إذا رحلت أغلبية قوات التحالف. وقالت المجلة إن هذه الاتهامات هي أحدث حلقة في سلسلة النزاعات التي وترت العلاقات بين البلدين، في وقت تعمل فيه أميركا على إنهاء الحرب هناك وتسليم أمن البلاد إلى الأفغان. ويشار إلى أن المشاكل الأمنية فاقمت سلسلة من حالات الغضب في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك الخلاف الذي عرقل نقل الإشراف على سجن أميركي إلى السلطة الأفغانية، وكذلك أمر كرزاي بمغادرة قوات العمليات الخاصة الأميركة لإقليم وردك بسبب مزاعم تورط الأفغان العاملين مع القوات الخاصة في سلوكيات تعسفية. ومن جانبه، التقى هاغل مع كرزاي أمس، ورفض أي إشارات تفيد بأن الولايات المتحدة متواطئة مع طالبان. وتعقيبا على بعض اتهامات كرزاي للولايات المتحدة، قالت المجلة إن الرئيس الأفغاني معروف بتعليقاته التحريضية في خطبه العامة، وأشارت إلى ما قاله القائد الأميركي في أفغانستان الجنرال جوزيف دنفورد -ردا على ذلك- من أن كرزاي ربما يفعل ما يحتاج فعله للتواصل مع الشعب الأفغاني وقادته السياسيين خارج الحكومة. وقالت إن هذه الحجة تردد صداها مع هاغل أيضا، وأنه يأمل المضي قدما مرة أخرى ولديه ثقة في التعامل مع هذه القضايا. وأشارت إلى رفض دنفورد للتلميح بأن الاحتكاك الأخير يعكس تآكلاً في العلاقات الأميركية الأفغانية، وقال إن جهود تدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن الأفغانية مستمرة، وإن خطط تمكينهم من قيادة الأمن في كل أنحاء البلاد في وقت لاحق من هذا الصيف "تسير في طريقها الصحيح". ورفض دنفورد الإفصاح عن تفاصيل سبب تأخر النقل المقرر إلى مركز الاحتجاز باروان مرة أخرى، واعتبر ذلك مجرد اختلاف في وجهات النظر. لكنه أوضح أن الولايات المتحدة تعتقد أنها يجب أن تتمسك بسلطتها عليه "لضمان بقاء المعتقلين الذين يعتبرون تهديدا أمنيا رهن الاحتجاز". وذكرت المجلة أن هناك حاليا مديرا أفغانيا للسجن، لكن الأميركيين لديهم حق نقض قرارات الإفراج عن المعتقلين. وليس للسجناء المحتجزين لدى السلطات الأميركية الحق في المحاكمة، لأن أميركا تعتبرهم معتقلين موقوفين كجزء من الصراع الدائر. وفيما يتعلق بخطوة طرد قوات العمليات الخاصة، قال دنفورد إنه تحدث إلى كرزاي في هذا الشأن أمس، وأخبره أن الولايات المتحدة تعمل على خطة لنقل الملف الأمني في منطقة وردك إلى القوات الأفغانية. وأضاف دانفورد أن كرزاي يعلم أنهم يعملون على هذه الخطة، ولم يصدر بعد توجيها للقوات.
معهد واشنطن: قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجولان تواجه المخاطر والأهوال
في 6 آذار، تم اختطاف واحد وعشرين جندياً فلبينياً منتشرين ضمن "قوة مراقبة فض الاشتباك" (الأندوف) أثناء خروجهم في دورية روتينية في المنطقة السورية منزوعة السلاح بمرتفعات الجولان. وتم إطلاق سراحهم بعد تاريخ كتابة هذا المقال، وأفادت التقارير أنه لم يلحق بهم أي مكروه. يشار إلى أن هذا الحادث هو الأخير في سلسلة من الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المسؤولة عن ضمان الالتزام بالقيود على الأسلحة المنصوص عليها في اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا من عام 1974. وقد دفع التدهور الأمني بالفعل كلاً من اليابان وكندا وكرواتيا إلى سحب مساهماتهم بالأفراد -- القائمة منذ فترات طويلة -- من "قوة مراقبة فض الاشتباك". وفي حال استمرار هذا الاتجاه، فمن المؤكد أن تعمد الدول المتبقية إلى تحجيم التزاماتها هي الأخرى، منهية بذلك آلية المراقبة الدولية الفعالة الوحيدة على طول الحدود الإسرائيلية السورية.
الخلفية يشار إلى أن "قوة مراقبة فض الاشتباك" أُنشئت عقب حرب تشرين الأول عام 1973 للإشراف على تطبيق اتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا في الجولان، و منذ ذلك الحين تقوم القوة التي قوامها 1000 فرد بإجراء فحوصات نصف شهرية ضمن خمسة عشر ميلاً على كلا الجانبين من الحدود. غير أنه على مدار العامين الماضيين، أدى ظهور تشكيلات ثوار قتالية في محافظة القنيطرة وتراجع قوات بشار الأسد في المنطقة إلى خلق بيئة أمنية مضطربة بشكل متزايد لأفراد "قوة مراقبة فض الاشتباك" العاملين في سوريا. وفي تشرين الثاني 2012، على سبيل المثال، أُصيب جنديان نمساويان تابعان لـ "قوة مراقبة فض الاشتباك" يستقلان حافلة في طريقها إلى دمشق من قبل مسلحين غير معروفين. وقد دفع هذا الحادث اليابان إلى إنهاء نشر قواتها في الجولان بعدها بشهر واحد. وفي شباط ، أفادت التقارير بأن أحد موظفي "قوة مراقبة فض الاشتباك" الكنديين فُقد في الجولان، مما دفع كندا إلى سحب قواتها هي الأخرى. وفي الأسبوع الماضي فقط، أعلنت كرواتيا أنها ستعيد فريقها المكون من 100 رجل، مما يجعل المساهمين الوحيدين المتبقين هم النمسا والهند والفلبين.
العداء والفوضى في سوريا لقد أصبح الوضع على الجانب السوري من الحدود يزداد خطورة بالنسبة لـ "قوة مراقبة فض الاشتباك" التابعة للأمم المتحدة. فوحدات الثوار القتالية -- بما في ذلك "لواء شهداء اليرموك"، الذي أعلن مسؤوليته عن اختطاف القوات الفلبينية -- تقاتل قوات الأسد المتحللة للهيمنة على المنطقة الواقعة بين خط "قوة مراقبة فض الاشتباك" وحاميات النظام الرئيسية جنوب غرب دمشق. كما أن المصادمات أصبحت أمراً متكرراً بسبب تنازع الجانبين من أجل السيطرة على النقاط الرئيسية. وهذا يشمل نشاطاً كبيراً حول منطقة "قوة مراقبة فض الاشتباك"، حيث سيطر الثوار على القرى المجاورة ومواقع النظام، وقاموا بنصب أكمنة لقوات النظام وشنوا هجوماً انتحارياً كبيراً ضد موقع استخباراتي تابع للنظام. وفي حين يبدو أن وجود الثوار آخذاً في التزايد (بما في ذلك تواجد العناصر الإسلامية)، فإن النظام قلل من قواته وهجر بعض مواقعه، وأعاد نشر قواته إلى دمشق لتعزيز مواقعه هناك. وعند النظر إلى هذه العوامل مجتمعة، نجد أنها تزيد فرصة استدراج أفراد "قوة مراقبة فض الاشتباك" إلى القتال، سواء بشكل متعمد أو غير مقصود. ومما يزيد الطين بلة أن المعارضة السورية زاد حنقها وغضبها تجاه الأمم المتحدة على مدار العام الماضي. ففي ربيع 2012، فشل مبعوث الأمم المتحدة الخاص كوفي عنان في وقف إطلاق النار أو سحب قوات النظام من المراكز السكنية. وعندما توقفت الأمم المتحدة عن اتخاذ أي إجراء آخر، فسّر عديدون في المعارضة ذلك التراخي على أنه مراعاة للنظام وخيانة للشعب السوري. وتواصل الأمم المتحدة حالياً إضفاء الشرعية على النظام: فما يزال الأسد يحتفظ بمقعد بلاده في الجمعية العامة، ولا تزال الأمم المتحدة تتعامل مع نظامه كما لو أنه الممثل السيادي للدولة، مما يعني أن كل شيء بدءاً من تقديم المساعدات إلى مهام حفظ السلام كتلك التي تقوم بها "قوة مراقبة فض الاشتباك" يجب أن تخضع للفحص والتدقيق من قبل دمشق. ولا عجب أن هذه الديناميكية قد زادت من الغضب السوري تجاه "قوة مراقبة فض الاشتباك" والفروع الأخرى للأمم المتحدة. كما يُنظر إلى قوات حفظ السلام على أنها تطبق وقف إطلاق النار الذي لا يحظى بشعبية مع إسرائيل، وهي دولة يراها العديد من الثوار عدواً؛ بل إن البعض في صفوف المعارضة لا يزالون يروجون لنظريات مؤامرة جامحة حول دعم إسرائيل للنظام. وهذا الإحساس العام بالعداء يأخذ الآن شكلاً أصبح ملموساً بشكل أكبر. ففي بعض مقاطع الفيديو على اليوتيوب نشرها "لواء شهداء اليرموك" أثناء أسرهم يوم الأربعاء لموكب "قوة مراقبة فض الاشتباك" في قرية الجملة -- على بعد ميلين فحسب من خط الهدنة في الجولان -- انتقد أحد قادة الجماعة قوات حفظ السلام ووصفهم بأنهم "عملاء لنظام الأسد وإسرائيل". وفي مقاطع فيديو أخرى، زعمت الجماعة أنها أسرَت الجنود من أجل حمايتهم من هجمات النظام المخطط لها وأنها ستطلق سراحهم بمجرد أن يضمن النظام سلامتهم -- وهي رواية غير محتملة، لكنها مصممة بشكل جيد لتجنب الانتقاد الدولي.
المشهد من إسرائيل وبالنسبة لإسرائيل، فإن المكاسب التكتيكية للجهاديين في الجولان والمشهد القاتم لـ "قوة مراقبة فض الاشتباك" تشعلان المخاوف من أن أيام الهدوء الطويلة على الحدود قد باتت محدودة. فمنذ انتشارها في عام 1974 ساعدت "قوة مراقبة حفظ السلام" إسرائيل وسوريا على حفظ الوضع الراهن الذي كان يرغب كلا الجانبين في الحفاظ عليه. واختصاراً، أصبحت قوات حفظ السلام رمزاً للاستقرار. إن حل "قوة مراقبة فض الاشتباك" أو عجزها سوف ينهي ذلك الاستقرار نفسياً وعملياً، ماحياً بذلك المنطقة العازلة بمسافة ثمانين كيلومتر ومحولاً إياها إلى "منطقة حدودية ساخنة" يستطيع فيها الجهاديون تحدي إسرائيل والتسبب في حدوث ردود فعل انتقامية -- وهي آلية مماثلة لما عليه الوضع في لبنان. وبغية الحد من ذلك التهديد، يعمل الجيش الإسرائيلي بسرعة على تشييد سور حدودي جديد ومتطور في الجولان. كما أنه أضاف المزيد من القوات المحنكة ونظم الأسلحة الأكثر تطوراً على طول الحدود، وعزز جهوده لتجميع المعلومات الاستخباراتية في المنطقة ووضع خططاً انتقامية في حالة وقوع هجمات عابرة للحدود. وبشكل أوسع نطاقاً، سوف يؤدي تفكك سوريا إلى إثارة مخاوف إسرائيلية تتجاوز المنطقة الحدودية المباشرة، لا سيما في ضوء احتمالية أن تقع بعض أسلحة النظام الاستراتيجية في أيدي «حزب الله» في لبنان أو الجهاديين في سوريا، الذين قد ينشرونها بعد ذلك ضد إسرائيل. ورغم أن المجتمع الدولي والفاعلين الإقليميين قد وضعوا خططاً للتعامل مع مخزون الأسلحة الكيميائية لسوريا، إلا أن التهديد التي يشكله انتشار أسلحة استراتيجية أخرى -- مثل القذائف والصواريخ المتطورة -- لم يتم التعامل معه بشكل كافٍ حتى الآن. وعلى عكس التهديد الكيميائي، تفهم إسرائيل أنه قد يتعين عليها اتخاذ خطوات عسكرية أحادية استباقية للتعامل مع هذه الأسلحة الاستراتيجية الأخرى، بما في ذلك شن هجمات ضد محاولات نقل الأسلحة على الأرض السورية. ونود أن نشير هنا إلى أن الهجوم الأخير -- وهو هجوم أفادت التقارير وقوعه في شباط ضد أسلحة متقدمة مضادة للطائرات كان يجري نقلها إلى «حزب الله» -- لم يترتب عليه شن أعمال انتقامية، لكن المزيد من العمليات المستقبلية قد تؤدي إلى حدوث أعمال انتقامية وعمليات تصعيد.
الخاتمة مع تدهور الأوضاع في سوريا، سوف تواجه "قوة مراقبة فض الاشتباك" صعوبة متزايدة وخطراً في تنفيذ أعمال المراقبة في الجولان، مع حدوث تآكل في عددها الأمر الذي يجعل المهمة غير مستدامة. هذا وتفيد التقارير الأخيرة بأن النمسا والهند والفلبين يناقشون بالفعل مستقبل عمليات الانتشار الخاصة بهم. وفي ظل غياب جهود دولية متضافرة للإطاحة بنظام الأسد وإرساء الاستقرار في سوريا التي مزقتها الحرب -- سواء من خلال عمل عسكري مباشر أو مبادرة جادة لتسليح الثوار بشكل أفضل -- فقد يجري حل "قوة مراقبة فض الاشتباك" قريباً. ورغم إمكانية إعادة تشكيل قوة المراقبة من الناحية النظرية بعد فترة، إلا أن الحكومة اللاحقة في سوريا -- والتي يفترض أن تكون ذات توجهات إسلامية -- لن توافق على الأرجح على مثل تلك الخطوة. إن غياب "قوة مراقبة فض الاشتباك" قد يضعف من احتمالات نشر قوة دولية لإرساء الاستقرار عقب الحرب. وعلى أي حال، فإنه مع رحيل "قوة مراقبة فض الاشتباك" وامتلاء سوريا ما بعد الأسد بالجهاديين المسلحين جيداً، يمكن أن تتحول الحدود الهادئة بين إسرائيل وسوريا بكل سهولة إلى ميدان معركة. وكل هذا يشير إلى المخاطر المرتفعة التي ينطوي عليها الصراع السوري. فمع انتشار عدوى العنف وتأثيرها الفعلي على لبنان والأردن ومع تعرض "قوة مراقبة فض الاشتباك" للخطر، فإن النهج الدولي الحالي لمحاولة وضع نهاية لسفك الدماء في سوريا لم يعد قابلاً للاستمرار. إن استمرار التراخي الدولي لن يؤدي سوى إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار في المنطقة.
عناوين الصحف
سي بي اس الأميركية
• مقتل خمسة أميركيين في تحطم مروحية في أفغانستان.
نيويورك تايمز
• الأمم المتحدة تربط مقتل طفل مراسل البي بي سي بالفلسطينيين.
الغارديان البريطانية
• الولايات المتحدة ترسل تحذيرا واضحا لكوريا الشمالية.
وول ستريت جورنال
• السي أي ايه تكثف دورها في العراق.
جيروزاليم بوست
• مقتل طيارين في حادث تحطم طائرة هليكوبتر خلال تدريبات للجيش الإسرائيلي.
الديلي تلغراف
• سوريا: تنظيم القاعدة في العراق يعلن مسؤوليته عن الهجوم على قوات الأسد.
• باكستان وإيران يطلقان خطا مثيرا للجدل لأنابيب الغاز.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها