تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 14-3-2013 الحدث الدولي الابرز الذي شهده العالم ليل امس بانتخاب الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريا برغوليو على رأس الكنيسة الكاثوليكية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 14-3-2013 الحدث الدولي الابرز الذي شهده العالم ليل أمس بانتخاب الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريا برغوليو على رأس الكنيسة الكاثوليكية، كما انها تحدثت عن تطورات الازمة السورية مع تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن رغبة بلاده في تحاور الرئيس الاسد مع معارضيه.
السفير
ضربـة أميركيـة للحلـف التـركي ـ الخليجـي .. والخـلاف داخـل «الائتـلاف» قـد يطيـح الخطيـب
كيري: نريد أن يجلس الأسد والمعارضة إلى طاولة المفاوضات
محمد بلوط
وكتبت صحيفة السفير تقول "خلال ساعات فقط وبطريقة متزامنة، انفجر الخلاف داخل «الائتلاف» السوري المعارض حول دعوة رئيسه معاذ الخطيب إلى التفاوض مع النظام، مشيراً إلى بدء العدّ العكسي لإخراجه من زعامة «الائتلاف»، فيما كان الراعي الدولي الأول الأميركي لأكبر كتل المعارضة السورية تأثيراً، يحسم أمره في مؤتمر صحافي في واشنطن، ويعلن على لسان وزير خارجيته جون كيري انحيازه الواضح والصريح لحلّ تفاوضي يرجح الوجهة الروسية، ويؤكد أن التقارب الروسي ـ الأميركي أصبح تفاهماً يستحق الاختبار.
وأسقط وزير الخارجية الأميركي من مؤتمره الصحافي مع نظيره النروجي، ظهر أمس، دفعة واحدة كتلة من الاعتراضات الأميركية والأوروبية حول موقع الرئيس بشار الأسد في العملية الانتقالية، وذلك بتسميته الرئيس السوري بالاسم في الدعوة التي أطلقها إلى إجلاسه، بجانب ممثلين عن المعارضة، إلى طاولة حوار سياسي حول سوريا، بعد أن كان المطلب الأولي هو تنحيته.
وقال كيري «نريد أن يجلس الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات، بغية تشكيل حكومة انتقالية ضمن الإطار التوافقي الذي تمّ التوصل إليه في جنيف».
وينسف الكلام الأميركي حسابات المعارضة السورية والمحور التركي ـ القطري ـ السعودي الذي لا يراهن إلا على الحلّ العسكري، بإعادة تأهيل الأسد عنصراً من الحلّ وليس عنصراً من المشكلة. ويتطابق الموقف الأميركي في مؤتمر كيري الصحافي مع الموقف الروسي الذي يعدّ الرئيس السوري جزءاً من العملية السياسية، ويقدّم للمرة الأولى قراءة روسية ـ أميركية واحدة لاتفاق جنيف، الذي شهد اجتهادات كثيرة حول تفسيره.
وكان الفرنسيون والبريطانيون، الذين حضروا ولادة اتفاق جنيف في الثلاثين من حزيران، يقدمون قراءة تعتبر تنحية الأسد شرطاً مسبقاً لأيّ حلّ سياسي أو تفاوض بديل عن الحل العسكري، الذي تدعمه باريس ولندن، عبر أجهزتهما الأمنية على الأرض وتنسيق العمليات العسكرية الكبرى ضد الجيش السوري.
ويتناقض كلام الوزير الأميركي مع تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي سبق الأميركي بالقول إن الروس والأميركيين والفرنسيين يبحثون في أسماء مقبولة لتمثيل النظام. ذلك أن مجرّد منح الرئيس الأسد مقعداً في المفاوضات يسقط شرط اقتصار حق التفاوض على مَن لم تتلوث أيديهم بالدماء، كما يُكذّب كلام الوزير الفرنسي عن إشراك فرنسا في وضع لائحة بالأسماء، خصوصاً أن أحداً من الأوروبيين لم يُدعَ إلى أي لقاء من اللقاءات الروسية - الأميركية حول سوريا.
ويمنح الكلام الأميركي الأفضلية لمفاوضات عملية وفعالة، قد لا ترضي المعارضة، لكنها تأتي بأصحاب القرار إلى قاعة التفاوض، وشخصيات من القادرين على فرض سلطتهم على الأجهزة العسكرية والأمنية، وليس إلى مجرّد ممثلين شكليين لا قدرة لهم على اتخاذ القرارات وعقد الصفقات والتسويات، التي بات الدمار السوري المفتوح يفرض الاستعجال إليها.
وقال كيري «إن هذا ما نسعى إليه، والتوصل إلى هذا الأمر يتطلّب أن يغيّر الأسد الحسابات كي لا يظن أنه يستطيع إطلاق النار إلى ما لا نهاية، كما يجب أيضاً أن تجلس إلى طاولة المفاوضات معارضة سورية مستعدة للتعاون»، مردداً أنه يسعى إلى توحيد المعارضة السورية.
ولن يجد الوزير الأميركي كتلة وازنة في صفوف المعارضة السورية، أو صدى إيجابياً لاستقبال المنعطف الذي اتخذته الولايات المتحدة نحو تبني حل سياسي بالشراكة مع روسيا أو على الأقل المحاولة المعلنة لاختبار الطريق الروسي نحو الحل السياسي، وقدرة الروس على انتزاع تنازلات من النظام الذي يدعمونه سياسياً وعسكرياً في سوريا.
وفيما كان الوزير الأميركي يرجّح الحلّ السياسي، كان الأمين العام للائتلاف المعارض مصطفى الصباغ يفتح النار، على رئيسه معاذ الخطيب ورفضه تشكيل حكومة مؤقتة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، خشية أن تؤدي إلى تقسيم سوريا وتفضيل هيئة تنفيذية إدارية لا صلاحيات سياسية سيادية لها.
وخرج الخلاف بين الصقور والحمائم في «الائتلاف» إلى العلن. واشتعلت حرب الرسائل الإلكترونية بين الخطيب والصباغ الذي ردّ على رسالة الأول برفضه عقد اجتماع اسطنبول قبل أيام لتشكيل تلك الحكومة، مستخدماً كل الاتهامات التي تقارب التخوين. وهكذا أضحت المساكنة بين الطرفين مستحيلة، ليس بسبب عدم القدرة على إدارة الخلافات بين دعاة اختبار الحل التفاوضي الذي يدعو إليه الخطيب وأنصار الحلّ العسكري في كتلة الصباغ فحسب، بل بسبب الروزنامة القطرية الضاغطة التي تستعجل الحصول على حكومة مؤقتة من «الائتلاف» الذي رعته وتموّله منذ أن أنشأته بشراكة أميركية، وحتى أنها عيّنت أكثرية أعضائه كما يردد الكثيرون من «الائتلاف» قبل انعقاد القمة العربية بعد أسبوعين لإيلاء المقعد السوري إلى تلك الحكومة، وطرد النظام السوري نهائياً من الجامعة العربية وإسقاط شرعيته.
وقال مصطفى الصباغ، الرجل الثاني في التركيبة الائتلافية في رسالة وزعتها مواقع المعارضة السورية، إن «الحكومة المؤقتة هي الحكومة الشرعية التي تمثل السوريين وهي الضمان الوحيد لعدم تقسيم سوريا»، في وقت هاجم ما أوحت به رسالة الخطيب «من أن سلطة الحكومة المؤقتة ستوازي حكومة النظام وهو اعتراف بشرعية النظام وينافي أهداف الثورة في إسقاطه».
وكان واضحاً لدى الصباغ أن الخطيب في جنوحه نحو التفاوض مع النظام «ساهم في ترويج رواية النظام بأن استقرار سوريا وحقن الدماء هدفان وطنيان يسموان على غيرهما من الأولويات، لكن لا بد من التشديد من أن الطريق إلى حقن الدماء واستقرار سوريا يمر حصراً عبر إسقاط نظام بشار الأسد ومنظومته الأمنية».
وكان قطب في «الائتلاف» قال لـ«السفير» إن الخطيب يفكر منذ أسابيع بتقديم استقالته، لكنه تعرّض لضغوط من تيارات في المعارضة من خارج «الائتلاف» ومن داخله تطالبه بالبقاء في منصبه، بانتظار أن ينضج تيار سياسي معارض قادر على توحيد الأطراف التي تتبنى الوجهة التفاوضية مع النظام.
وقال القطب المعارض إن معاذ الخطيب من دون «الائتلاف» لن يكون قادراً على التأثير على مسار التفاوض وفرض الحلّ التفاوضي على الصقور في المعارضة الذين يعملون بوحي من المحور القطري - التركي - السعودي.
كما أن إعادة تشكيل المعارضة على أساس الوجهة التفاوضية سيكون صعباً طالما أن أحداً منها، باستثناء الحلف الديموقراطي المدني، الذي وُلد في باريس من لقاء تيار بناء الدولة وهيئة التنسيق الوطني لا يملك تصوراً متكاملاً للعملية التفاوضية، كما لا يضع على أجندته مشاركة ممثلي النظام في حكومة انتقالية تنهي القتال في سوريا وتفتح الباب أمام تغيير النظام بطريقة سلمية.
وتقول أقطاب في الحلف المدني إن كتائب من المسلحين في «الجيش الحر» تميل إلى الطرح التفاوضي، لكنها لا تعتزم إعلان موقفها قبل اتضاح مصير «الائتلاف» وتبلور إطار يجمع أنصار التفاوض.
وقال قطب في «الائتلاف» إن مصير الخطيب سيُحسم في الثامن عشر من الشهر الحالي، إذا ما توصلت الأغلبية إلى عقد اجتماعها، وإن الخطيب قد يضطر إلى الاستقالة لتجنب إقالته في اسطنبول. ومن غير المستبعَد أن يؤجل الاجتماع أو يلغى، لكنه سيؤدي بمجرّد إلغائه إلى توجيه ضربة للطموح القطري، بتحويل قمة الدوحة إلى قمة لتتويج انتصار الدوحة السياسي على دمشق.
ويمتلك الصباغ كتلة أكبر من كتلة الخطيب. ويقول قطب في «الائتلاف» إن الصباغ الذي جاء به القطريون يتمتع بتأييد كتلة من 15 ائتلافياً. كما أن كتلة متباينة من الليبراليين تتألف من 12 عضواً تقف إلى جانب الصباغ، كسهير الأتاسي وكمال اللبواني وجابر زعين، وربما وليد البني الذي كان يقف إلى جانب الخطيب، بالإضافة إلى الإسلاميين المستقلين كهيثم المالح ونزار الحراكي. وهي كتلة تدعمها السعودية وتؤيدها. وفيما يجنح «الإخوان المسلمون» لأسباب متباينة إلى تأييد موقف الخطيب في رفض الحكومة المؤقتة، ولكن من غير المؤكد أن يدعموه في الاجتماع الائتلافي المقبل.
البابــا فرنســيس... اليســوعي الأميركــي اللاتينــي
... وفي تمام الساعة السابعة والدقيقة الخامسة من مساء أمس بتوقيت الفاتيكان تصاعد الدخان من مدخنة كنيسة السيستين، المكان المغلق الذي اجتمع فيه كرادلة المجمع المقدس لانتخاب البابا السادس والستين بعد المئتين.
بعد لحظات من التردّد، لأن لون الدخان الأبيض لم يكن واضحاً تماماً، تصاعدت هتافات الفرح من قبل الحشد المتجمع في ساحة الفاتيكان، وقرعت أجراس كنيسة القديس بطرس لتؤكد ان بابا جديداً قد انتخب.
وانتظرت الحشود المتجمّعة في ساحة القديس بطرس وهي ترفع الأعلام وتهتف «أصبح لنا بابا» و«يحيا البابا» على وقع قرع الأجراس، حوالى ساعة لمعرفة اسم البابا الجديد، وهو تأخير يعود إلى التقليد الكنسي الذي يفرض انتظار موافقة رأس الكنيسة الكاثوليكية الجديد على القبول بمهمته الجديدة، واختيار اسم له وارتداء ثوبه البابوي.
بعد فترة الانتظار، ظهر الكاردينال الفرنسي جان لوي توران ليعلن انتخاب الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريا برغوليو على رأس الكنيسة الكاثوليكية، بعد أن أطلق الإعلان الرسمي الشهير « Habemus Papam» («أصبح لدينا بابا»)، ليطل بعدها البابا الجديد، الذي اختار اسم البابا فرنسيس الأول، على شرفة كاتدرائية القديس بطرس ملقياً البركة الرسولية على المؤمنين.
والبابا الجديد من مواليد 17 كانون الأول العام 1936، وهو ابن لوالدين إيطاليين مهــاجرين من منطقة بيمونتي إلى أميركا اللاتيــنية. وكــان أبوه يعمل في السكك الحديدية، أما والدته فكانت ربة منزل.
تخصص برغوليو في مجال علم الكيمياء، ولكنه ما لبث أن دخل السلك الكهنوتي في أحد أديرة الرهبنة اليسوعية، وأصبح كاهناً للمرة الأولى في العام 1969. درس الآداب، وحصل على إجازة في الفلسفة. وبعد فترة من التعليم الخاص، أكمل دراسات في اللاهوت، قبل أن يكمل أطروحته للدكتوراه في مدينة فرايبورغ الألمانية. وقد ألف كتباً لاهوتية عدة.
تولى برغوليو منصب أسقف العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس منذ العام 1998، وقد رفع إلى رتبة كاردينال في العام 2001.
قربه من الفئات الأرجنتينية الفقيرة والمهمشة لم يؤثر على مسيرته الكهنوتية، بل ربط ما بينهما، ويبدو أنّ أيديولوجيات القرن الماضي لم تؤثر عليه في هذا المجال، فقد نأى بنفسه عن لاهوت التحرير الذي اجتاح أميركا اللاتينية منذ أواخر الستينيات.
وفي حين يُعرف عن البابا الجديد أنه مقلّ في الكلام، إلا ان ذلك لم يمنعه ذلك من أن ينتقد بشدة فساد الطبقة السياسية وأزمة القيم في الأرجنتين.
ومعروف عن البابا فرنسيس حياته الهادئة في بوينس أيرس، حيث عاش حياة بسيطة. وهو رفض المكوث في البيت الفخم المخصص له، مفضلاً الإقامة في شقة صغيرة قرب كاتدرائيته.
يقول عنه المتحدث السابق باسمه الأب روبرتو إنه «يستيقظ يومياً عند الساعة الرابعة والنصف صباحاً ويقرأ كثيراً»، موضحاً أنه «لا خدم لديه، ولا يملك سيارة خاصة. قد تجده متنقلاً في المترو، أو جالساً في آخر صف الاجتماعات. ويعرف كيف يصمت وكيف يتكلم. وهو يهتم بالمقرّبين منه كثيراً، ولا يعط أحاديث صحافية بالرغم من أنه متابع دقيق للصحافة».
عانى البابا الجديد من أزمات صحية عدة، فهو يعيش على رئة واحدة منذ أن كان عمره 20 عاماً.
وفي عهد الديكتاتورية الأرجنتينية (1976 1983) سعى للإبقاء على وحدة اليسوعيين، وشدد على ضرورة إبعادهم عن السياسة، لكن خصومه يتهمونه بأنه لم يواجه قمع الديكتاتورية، قائلين أنه سلم شخصين على الاقل للنظام القمعي وقتها.
هو قارئ كبير للشاعر الأرجنتيني خوسي لويس بورغيس وللكاتب الروسي فيودور دوستويوفسكي، ويهوى الأوبرا، ومشجع كبير لفريق «سان لورنز» الأرجنتيني لكرة القدم.
واجه في العام 2010 بشدة القانون الذي يسمح زواج المثليين في الأرجنتين، وفي العام 2012 انتقد رجال الدين الذين رفضوا تعميد الأطفال غير الشرعيين، واصفاً إياهم بـ«الدجالين».
وفي اول كلمة له بعد إطلالته من على شرفة الفاتيكان، قال البابا الجديد فرنسيس الاول «الكرادلة استدعوني من آخر أصقاع الدنيا».
ودعا البابا الجديد المؤمنين الى «السير على طريق الاخوة والمحبة» و«التبشير بالانجيل».
وطلب من الحشود الوقوف دقيقة صمت وقال «صلّوا من أجلي وامنحوني بركتكم».
وتابع «فلنصلِّ للرب كي يبارك وللسيدة العذراء كي تحفظ»، مضيفاً «فلنصل جميعاً الواحد منا للآخر وللعالم كي تكون هناك اخوة شاملة».
وأعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس سينصّب رسمياً على رأس الكنيسة الكاثوليكية في التاسع عشر من آذار الحالي."
النهار
يسوعي من "آخر أصقاع الأرض"
البابا فرنسيس رأس الكنيسة
وكتبت صحيفة النهار تقول "في دورة الاقتراع الخامسة، انتخب الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريو برغوليو (76 سنة) البابا الـ266 للكنيسة الكاثوليكية، فبات الحبر الاعظم الاول يرتقي السدة البطرسية من أميركا اللاتينية، التي تعد أكبر عدد من الكاثوليك وتشعر بأنها لم تنل حقها، والاول من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف سنة. وقد اختار لنفسه اسم فرنسيس تيمنا بالقديس المتواضع الذي عاش في القرن الثالث عشر حياة زهد وفقر، وهو ما قد يؤشر لرغبته في التغيير داخل الكنيسة.
ونجح هذا اليسوعي المتقشف والمعروف بتواضعه في غزو قلوب المؤمنين حتى قبل أن يروا وجهه. فمع اعلان عميد الكرادلة جان-لوي توران أن البابا الجديد اختار لنفسه اسم شفيع ايطاليا، اهتزت ساحة بازيليك القديس بطرس بهتافات الحشود وصيحاتهم. وبكلماته الاولى، استحوذ على عقولهم، اذ قال إن الكرادلة ذهبوا "الى آخر أصقاع الارض"للعثور على أسقف روما، مذكرا بالبابا المحبوب يوحنا بولس الثاني، الكاردينال البولوني الذي قال للحشود الاولى التي أطل عليها عام 1978 أن الكرادلة استدعوه "من بلاد بعيدة".
وكان آلاف من المؤمنين تحدوا البرد والمطر وتجمعوا في الساحة رافعين اعلام بلادهم وصلباناً ومسابح، وعيونهم شاخصة الى المدفأة التي تعلو كنيسة سيكستين ترقباً للدخان الابيض، بعدما كانوا حضروا قبل الضهر وانصرفوا عندما تصاعد من المدفأة دخان اسود اثر دورتي الاقتراع الثانية والثالثة.
وقرابة الساعة 19:05 بتوقيت روما، 20:05 بتوقيت بيروت ارتفع اخيراً الدخان الابيض، فقوبل بهدير من الهتافات وموجة مدوية من التصفيق وبقرع اجراس الفاتيكان وروما. لكن البابا المنتخب لم يطل عن الشرفة بلباسه الابيض الا بعد اكثر من ساعة، وبعدما اعلن عميد الكرادلة الفرنسي جان - لوي توران بصوت مرتجف ان "عندنا بابا".
وتنتظر البابا الجديد تحديات كبيرة من احتجاجات داخلية الى اضطهاد للمسيحيين حول العالم الى قضايا اخلاقية وتجاوزات اخرى تشهدها الكنيسة.
وبرغوليو الذي شكل انتخابه أمس خلفا للبابا المستقيل بينيديكتوس الـ16 مفاجأة، يسوعي يصنف معتدلا وذا منحى اصلاحي.
واستناداً الى المعلومات التي تسربت عن المجمع الانتخابي السابق عام 2005، حل ثانيا بعد جوزف راتسينغر الذي صار البابا بينيديكتوس الـ16.
وهذا الرجل الخجول والقليل الكلام اسقف بوينس ايرس ورئيس اساقفة الارجنتين، يحظى باحترام كبير بين اقرانه الذين يقدرون اندفاعه ونمط عيشه المجرد من اي تباه.
وعام 2010، عارض بقوة قانونا يشرع الزواج بين المثليين في الارجنتين حيث الاجهاض محظور. وحمل ايضا على الحق في تغيير الجنس في سجلات الاحوال الشخصية.وعلى رغم المواجهات الحادة بينه وبين سلطات بلاده، رحبت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كريشنر أمس بانتخابه وتمنت له "حبرية مثمرة".
وفي ايلول 2012، انتقد الكهنة الذين رفضوا منح سر العماد للاطفال المولودين خارج الزواج، واصفا اياهم بانهم "منافقون" وفي ظل الديكتاتورية العسكرية في الارجنتين (1976-1983)، ناضل للحفاظ على وحدة الحركة اليسوعية، الا أن ثمة من يأخذ عليه عدم بذله جهودا كبيرة في الدفاع عن حقوق الانسان.
واجرى البابا الارجنتيني الجديد مساء الاربعاء اتصالا هاتفيا بسلفه على أن يلتقيه اليوم. وفي مؤتمر صحافي مقتضب، صرح الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي بان الزيارة الاولى التي سيقوم بها البابا الجديد ستكون صباح اليوم لكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في روما ليصلي للسيدة العذراء.وقال إنه سينصب الثلثاء المقبل في قداس يحضره عادة رؤساء الدول والحكومات.
كيري يدعو إلى التفاوض بين الأسد والمعارضة
ولافروف يحذّر من رفع الحظر على السلاح
دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلثاء الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة الى الجلوس معاً الى طاولة الحوار لتأليف حكومة موسعة من أجل الخروج من دوامة العنف. فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي زار لندن، المعارضة السورية الى اختيار اعضاء وفدها الى المفاوضات مع الحكومة السورية، محذراً من ان تسليح المعارضة يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي، وذلك بعد تزايد تلميحات بعض القوى الغربية الى منح المعارضين مساعدات عسكرية.
وصرح كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية النروجي أيسبين بارث أيد في واشنطن بأن حكومته تؤيد تأليف حكومة سورية موسعة تمثل جميع اطياف المجتمع السوري، ورأى ان أفضل طريقة لوقف العنف هي "في جلوس الرئيس الاسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات لايجاد حكومة انتقالية وفقاً لاطار الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف، اي بروتوكول جنيف الذي يتطلب موافقة الطرفين على تشكيل الحكومة الانتقالية".
واضاف: "هذا ما نضغط من أجله، ولتحقيق ذلك يجب على الرئيس الاسد ان يغير من حساباته كي يقتنع بأنه لن يستطيع مواصلة القتال الى ما لا نهاية، ولكن ايضاً هناك حاجة الى معارضة سورية متعاونة لتأتي الى الطاولة ايضاً . هذا ما نعمل من أجله، وسوف نواصل ذلك".
واعتبر ان الخلافات في أوساط المعارضة حتمية وغير مفاجئة، لكنه شدد على وجود اجماع في اوساط المعارضة حول جوهر ما يناضلون من أجله "اي قضية الشعب السوري، وهم ملتزمون تأليف حكومة تمثل الشعب السوري بكامله، حتى لو كانت هناك خلافات على التكتيكات بينهم، ولذلك يجب ان نتحلى بالصبر..."
لافروف
وفي لندن، قال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ووزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ونظيره الروسي سيرغي شويغو بأن "القانون الدولي لا يسمح ولا يصرح بامداد الجهات غير الحكومية بالاسلحة، ومن وجهة نظرنا فان ذلك يعد انتهاكا للقانون الدولي". وحذر من خطر وصول امدادات الاسلحة الى أيدي متطرفين. ولاحظ ان "عملية الربيع العربي لم تنته بعد. لا نعلم من الذي سيحصل على الاسلحة وكيف سيستخدمها". ورفض امكان دعوة روسيا الاسد الى التنحي.
أما هيغ، فاعترف بأن المحادثات التي أجراها مع لافروف فشلت في التوصل الى اتفاق على أي خطة محددة بشأن سوريا، وقال إن بلاده لا تستبعد أي شيء في المستقبل في ضوء الوضع في هذا البلد.
وفي باريس، كرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وجوب ان يقتنع الشركاء الاوروبيون بأن رفع حظر السلاح عن سوريا هو الخيار الوحيد."
الاخبار
بابا يناصر الفقراء... لمصلحة الديكتاتوريات
فرانسيس الأول يكسر 1300 عام من احتكار أوروبا للبابوية
إيلي حنا
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "خرج من اللامكان، «من آخر أصقاع الأرض»، بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، على شكلها ومثلها. محافظ، ناصر الفقراء لمصلحة الديكتاتوريات. ميزته الوحيدة ربما أنه جاء من تلك البلاد، حيث النضال إلى جانب المعدمين هو التيار المهيمن على الكنيسة. لكنها ميزة جغرافية فقط. لم يكن يوماً مع هذا الفريق. على العكس، كان من فريق النخبة الذي زرعه يوحنا بولس الثاني لمواجهته. لا شك في أنه يرث تركة ثقيله. الكنيسة في أوج أزمتها. تواجه فضائح وصراعات الداخلية، من فضيحة انتهاكات تعرّض لها أطفال، مروراً بالوثائق التي تدعي وجود فساد في الكنيسة، وصولاً إلى مشاكل «بنك الفاتيكان». تبقى مواقفه من قضايا العرب، التي لا يبدو أنها تبلورت بعد.
خرج الدخان الأبيض ومعه ظهر البابا الجديد، الذي جاء انتخابه خلافاً لكل ما سبقه من توقعات. لم يأتِ من الكاردينالات الأربعة الذين ملأوا صفحات الجرائد وشاشات التلفزة على مدى الأسابيع الماضية باعتبارهم الأوفر حظاً بالفوز. وقع الخيار من خارج هذه الدائرة، وإن جمع بين محافظية الكاردينال الإيطالي أنجلو سكولا والانتماء الجغرافي للكاردينال البرازيلي أوديلو بيدرو شيرر.
جورجيو بيرجوليو، كاردينال الأرجنتين، بات منذ مساء أمس يتربّع على رأس الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها نحو مليار ومئتي مليون انسان حول العالم. اختيار لا شكّ في أنّه يعتبر انجازاً لمؤسسة محافظة لم تجرؤ منذ نحو 1300 عام على ترقية أحد، من خارج أوروبا، إلى هذا المنصب. لم يأتِ خليفة بطرس من خارج القارة القديمة فقط، بل جاء من الجنوب، من قارة الفقراء، من أميركا اللاتينية، وفي هذا تطوّر يسجّل لمجمع الكرادلة الذي انبثق من ثناياه البابا الجديد.
لكن المؤسسة الدينية تلك يبدو أنها لا تزال عاجزة عن تجاوز الموروث، وهي لهذا اختارت لقيادتها كاردينالاً محافظاً يشبهها، نأى بنفسه، طوال حياته الكنسية، عن حاضنته الكهنوتية التي هيمنت على أميركا اللاتنية منذ ستّينيات القرن الماضي. والكلام هنا عن «لاهوت التحرير»، الذي يرى أنّ الله يتحدث إلى البشرية من طريق المعدمين، وأنّ الانجيل لا يمكن فهمه إلّا من منظور الفقراء. وعلى هذه القاعدة، يرى هذا الفرع اللاهوتي أنّ الكنيسة الكاثوليكية في أميركا الجنوبية تختلف بنحو جوهري عن نظيرتها في أوروبا، لأنّها كانت دائماً من الطبقة الفقيرة ولأجلهم.
وكان انخراط الكنيسة الأميركية اللاتينية في النضال السياسي إلى جانب المحرومين ضد النخب الغنية، قد أثار غضب الكنيسة الأم التي اتهمتها بأنها امتداد للماركسية ومدافعة عن اليسار في القارة الجنوبية. ولهذا، حاول الفاتيكان بقيادة البابا الراحل يوحنا بولسي الثاني الحدّ من تأثير حركة لاهوت التحرير من طريق تعيين أساقفة أكثر تحفظاً في هذه البقعة من العالم. كان الكاردينال برغوليو واحداً منهم، واختياره بابا الآن لا يخرج عن هذا السياق.
هو إذن اتجاه لتعزيز التيار المحافظ في أميركا اللاتينية التي انحازت من أقصاها إلى أقصاها إلى اليسار، الذي أسقط الديكتاتوريات اليمينية الواحدة تلو الأخرى خلال العقد الأخير، حتى بات يهيمن على السلطة فيها. ويأتي توقيته في ظلّ «هجمة مرتدّة» تحاول من خلالها الولايات المتحدة، ومعها القوى الرأسمالية في المنطقة، استعادة تلك المنطقة مراهنةً في ذلك على جملة من التطورات، في مقدمتها الوفاة «المشبوهة» للزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز وانتقال السلطة في كوبا إلى جيل جديد مع توقّع قرب رحيل قائدها التاريخي فيديل كاسترو.
لطالما كان برغوليو محافظاً بكلّ ما للكلمة من معنى، وإن كان يحاول أن يشيع عن نفسه أنه يعيش حياة بسيطة وأنه قريب من الفقراء. والمحافظية هذه صفة لها منحى سلبي في دول أميركا اللاتينية التي عاشت عقوداً طولية في ظلّ الديكتاتوريات العسكرية، وحيث رفع عدد كبير من رجال الدين، في ثمانينيات القرن الماضي، شعار الكفاح المسلح ضد الاستبداد. برغوليو لاذ وقتها بالصمت. لم يكن الأب اليسوعي التبشيري على الموجة ذاتها.
نشأ جدل واسع حول موقفه خلال الديكتاتورية العسكرية في بلاده (1976-1983)، التي قمعت بوحشية المعارضين السياسيين (تقديرات عدد القتلى والمختفين قسراً خلال تلك السنوات تراوح بين 13،000 إلى أكثر من 30،000). «لم يفعل حينها ما يكفي لدعم اخوته في الكنيسة. إنه متواطئ مثل كثير من رجال الدين الأرجنتينيين»، الذين «عرف عنهم صمتهم المطبق خلال الحرب القذرة».
«الإنجيل واليقين هما أفضل ردود الكنيسة على التغيّرات الكارثية التي تواجه المجتمع الأرجنتيني»، صرّح برغوليو في إحدى مقابلاته النادرة، في وقت كانت بلاده تئنّ تحت ضغط أزمة اقتصادية خانقة. لم يكن على وئام تام مع الحكم في تلك البلاد التي عالجت مشاكلها عبر جرعات من المنابع اليسارية والاشتراكية.
تصادم في السنوات الأخيرة مع حكومة نيستور كيرشنر ثم مع حكومة زوجته كريستينا كيرشنر. انتقد الفساد والرشوة والفقر، وخاض عام 2005 معركة بوجه وزير الصحة الذي اقترح قانون عدم تجريم الإجهاض.
كأيّ أبٍ يسوعي، كان اهتمامه في التبشير و«الدعوة». منذ أن أصبح رئيس أساقفة بوينس آيرس عام 1998، عمل على انشاء الأبرشيات الجديدة، وأعاد هيكلة المكاتب الإدارية فيها. اتجه نحو العناية بالمشاريع الرعوية الجديدة، مثل لجنة المطلقات، وتوسط في نزاعات اجتماعية في المدينة.
في ردّ له على سؤال عن الحلّ في بلد ذات أغلبية كاثوليكية، قال: «عفواً، ولكن هذه ليست بلد بأغلبية كاثوليكية. ربما معظم الناس يعلنون أنهم كاثوليك، ولكن الكاثوليكية هي، دون شك، أقلية ثقافية. وإلا، فكيف يمكن تفسير ارتفاع مستوى الفساد، من رسائل مدمرة في وسائل الإعلام، أو عدم المساواة الاجتماعية؟ هذا لن يكون ممكناً في دولة ذات أغلبية كاثوليكية حقاً».
أراد ارجاع بلاده إلى الينابيع الأصيلة للكاثوليكية. كان يحذّر من أنّ الأرجنتينيين أصبحوا يعتادون التأثير الشيطاني لإمبراطورية المال.
ابتعد عن المظاهر الدنيوية. لم يكن يملك سيارة بل استخدم وسائل النقل العمومية، وقد تخلى عن الإقامة في منزل فخم مخصص لرؤساء الأساقفة في بوينس أيريس. كان محبوباً بين أبناء كنسيته، مدافعاً عن الفقراء، لكنه لم يقدّم الحلول الناجعة على طريقة العديد من رجال الدين في قارته الذين التزموا خطاً سياسياً ــ اجتماعياً.
«الأسقف الأحمر» فرناندو لوغو، الذي وصل إلى سدة الرئاسة في الباراغواي، خير دليل على بعد آخر وتوجّه آخر عند رجال الدين في أميركا اللاتينية.
واشنطن تتبع موسكو: الحل بوجود الأسد
لندن تلوّح مجدّداً بتجاهل الحظر الأوروبي على السلاح... و«الائتلاف» لا يمانع الحوار مع ممثلي النظام
واشنطن فسّرت إعلان جنيف بحسب التفسير الروسي. تطابقت الرؤيتان أمس. لا لبس في كلام جون كيري: تشكيل حكومة انتقالية بعد حوار بين المعارضة و«فريق بشار الأسد».
بعد يوم من تقديم لندن رؤية مخالفة للتوجّه الأوروبي حول تسليح المعارضة السورية، ردّت موسكو من العاصمة البريطانية بموقف واضح يرى في التسليح خرقاً للقانون الدولي، ويشدد على ضرورة التحرك حسب بيان جنيف. وفي موقف أميركي لافت، طالب وزير الخارجية جون كيري بأن يجلس الرئيس السوري والمعارضة إلى طاولة المفاوضات بغية تشكيل حكومة انتقالية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تسليح المعارضة السورية يخالف القانون الدولي. وفي مؤتمر صحافي مشترك له مع نظيره البريطاني ويليام هيغ ووزير الدفاع فيليب هاموند، عقد في أعقاب أول جلسة للحوار الاستراتيجي الروسي _ البريطاني في لندن، قال لافروف إنّ «روسيا تنتظر من المعارضة السورية تشكيل فريق للتفاوض مع السلطات في دمشق». وأضاف «الحكومة (السورية) قد قامت بذلك، أما المعارضة فنحن ننتظر ذلك منها». وأكد لافروف: «نحن نريد وقف العنف. والعملية الانتقالية أمر ضروري. ونحن متفقون على أن الأساس للتحرك (الى الأمام) هو بيان جنيف». وأشار لافروف، كذلك، إلى أنّ مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يقرّره الشعب السوري، وأن من يطالبون بتنحّيه قبل بدء الحوار الوطني يضعون أهدافهم الجيوسياسية فوق مهمة وقف العنف.
بدروه، قال هيغ: «لم نستبعد أبداً أي شيء في المستقبل. لا نعلم مدى الخطورة التي سيصبح عليها الوضع». وقال وزير الدفاع فيليب هاموند إنّ بريطانيا «ستقوم بمراجعة الوضع باستمرار». وأضاف «الذي يمكن أن تتأكدوا منه هو أن أي خطوة سنتخذها ستكون قانونية، وستكون على أساس واضح وقوي في القانون الدولي».
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، في أعقاب لقاء نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف مع وفد الدبلوماسيين الفرنسيين، أنّ روسيا تقف إلى جانب البدء الفوري للحوار الوطني بدون شروط مسبقة في سوريا، حسب بيان جنيف».
وفي تطوّر لافت، رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لا يتطلب فقط أن يغيّر الرئيس السوري من حساباته، بل والتوصل إلى توافق أكبر بين القوى المعارضة له. وقال كيري، في مؤتمر صحافي مع نظيره النروجي اسبين بارت إيدا، «نريد أن يجلس الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات بغية تشكيل حكومة انتقالية ضمن الإطار التوافقي الذي تم التوصل إليه في جنيف». وبحسب قول كيري «هذا ما نسعى إليه... والتوصل إلى هذا الأمر يتطلّب أن يغيّر الرئيس الأسد الحسابات لكي لا يظن أنّه يستطيع إطلاق النار إلى ما لا نهاية، كما يجب أيضاً أن تجلس إلى طاولة المفاوضات معارضة سورية مستعدة للتعاون». وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة تستمرّ في الضغط على المعارضة السورية لتأمين وحدة صفوفها.
في موازاة ذلك، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنّ بلاده يمكن أن تتجاهل حظراً يفرضه الاتحاد الأوروبي وتزوّد المعارضين السوريين بالأسلحة إذا كان ذلك يمكن أن يساعد في إسقاط الرئيس بشار الأسد.
ورداً على أسئلة لجنة في مجلس العموم البريطاني حول إمكانية تمديد الحظر على الأسلحة بعد انتهائه بعد ثلاثة أشهر، قال كاميرون «نودّ أن نواصل العمل وفق الطرح الأوروبي». وأضاف «آمل أن نستطيع إقناع شركائنا الأوروبيين إذا أصبح الأمر (مدّ المعارضة السورية بالأسلحة) ضرورياً أو عندما يصبح كذلك، وأن يوافقوا على ذلك».
من جهته، قال المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية» حسن عبد العظيم، في حديث إلى قناة «روسيا اليوم»، إن تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن ضرورة جلوس المعارضة السورية والرئيس بشار الأسد إلى طاولة المفاوضات «ليس زلة لسان، بل هو حصيلة جهود (الموفد العربي والدولي الأخضر) الإبراهيمي في الوصول إلى توافق أميركي _ روسي حول حلّ سياسي للأزمة ووقف العنف ونزيف الدماء»."
المستقبل
بابا جديد للفاتيكان "من آخر أصقاع الدنيا"
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "استدعاني الكرادلة من آخر أصقاع الدنيا"، بهذه الكلمات استهلّ البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية الارجنتيني خورخي ماريا برغوليو حبريته، مشيراً بذلك إلى أنه أول كاردينال من الأميركيتين يتولى سدة البابوية. وفي أول كلمة للبابا الجديد بعد إطلالته من شرفة الفاتيكان، طالب فرنسيس الأول الحشود الذين تجمعوا انتظاراً للدخان الأبيض، بالوقوف دقيقة صمت وقال "صلوا من اجلي وامنحوني بركتكم".
وفرنسيس الأول هو أول يسوعي يتولى سدة البابوية. وجاء اعلان توصل الكرادلة الـ115 المجتمعين في جلسة سرية في مجمع داخل كنيسة السيستين، عبر تصاعد الدخان الابيض من مدخنة الكنيسة في الفاتيكان.
وقال البابا فرنسيس الاول "فلنصل للرب لكي يبارك وللسيدة العذراء لكي تحفظ". واضاف البابا الذي كان حتى هذا التاريخ اسقف بوينس ايرس، "لنصل جميعاً الواحد منا للاخر وللعالم لكي تكون هناك اخوة شاملة".
واعلن الكردينال الفرنسي جان لوي توران اختيار برغوليو قائلاً باللاتينية "اعلن لكم فرحة كبيرة. لدينا بابا." وسيكون فرانسيس البابا رقم 266 في تاريخ الكنيسة الممتد لألفي سنة.
وانتظرت الحشود المتجمعة في ساحة القديس بطرس وهي ترفع الاعلام وتهتف "اصبح لنا بابا" و"يحيا البابا" على وقع قرع الاجراس، نحو نصف ساعة لمعرفة اسم البابا المنتخب. ويعود التأخير إلى انتظار موافقة رأس الكنيسة الكاثوليكية الجديد على القبول بمهمته الجديدة، واختيار اسم له وارتداء ثوبه البابوي.
وبعد استقالته، قال البابا السابق بنديكتوس السادس عشر انه اتخذ هذا القرار "من اجل خير الكنيسة" التي انتقد الانقسامات فيها.
وانتهت ولاية بنديكتوس السادس عشر كبابا الفاتيكان في 28 شباط عندما اصبحت استقالته نافذة، وهي الاولى لرأس الكنيسة الكاثوليكية منذ 700 عام."
اللواء
قنابل متفجّرة في دمشق.. وغارات على حمص
كيري يطالب المعارضة بالحوار مع الأسد ولافروف يرفض تزويدها بالسلاح
وكتبت صحيفة اللواء تقول "في موقف متجدد داعم للنظام السوري وبعد تزايد تلميحات غربية بمنح المعارضين مساعدات عسكرية اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس ان اية خطوة لتسليح المعارضين السوريين ستعد انتهاكا للقوانين الدولية فيما دعا جون كيري وزير الخارجية الأميركي الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية وفقا لبروتوكول جنيف.
وقال كيري أمس إن:»واشنطن وأطراف النزاع والعالم لديهم رغبة في وقف العنف في سوريا..كما أننا نود أن نرى الأسد والمعارضة يجلسان إلى طاولة الحوار بغرض تشكيل حكومة انتقالية وفقا للإطار الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر جنيف، والذي ينص على موافقة الجانبين على تشكيل هذه الحكومة الانتقالية.. وهذا هو ما ندفع الأمور تجاهه».
ووسط مناشدات متكررة من هيئات انسانية تحض العالم على تقديم مساعدات للاجئين ،شهدت سوريا تصعيدا عسكريا لافتا حيث أفيد عن تقدم ميداني للجيش السوري الحر نحو قلب دمشق القديمة التي تعرضت لقصف مدفعي وسقوط لقذائف المورتر في حين قالت مصادر المعارضة إن قتالا عنيفا اندلع في منطقة بين دمشق ومرتفعات الجولان المحتلة فيما قد تصبح جبهة جديدة بين النظام والمعارضة.
وعقب محادثات في لندن مع نظيره البريطاني وليام هيغ، جدد لافروف التاكيد على ان السوريين هم وحدهم من يقرر مستقبل الرئيس بشار الاسد.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع هيغ ووزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ونظيره الروسي سيرغي شويغو ان «تسليح المعارضة هو انتهاك للقانون الدولي». ورفض لافروف امكانية ان توجه روسيا دعوة الى الاسد بالتنحي.
بالمقابل رفض هيغ وهاموند استبعاد احتمال تسليح المعارضة السورية. وقال هيغ»لم نستبعد ابدا اي شيء في المستقبل- لا نعلم مدى الخطورة التي سيصبح عليها الوضع».
ودعا لافروف المعارضة السورية الى تعيين مفاوضيين للتحدث مع نظام الاسد. وقال «نامل من الذين يعملون مع المعارضة دعوتها الى تشكيل مجموعة من المحاورين او المفاوضين».
واضاف انه رغم ان الانتقال السياسي في سوريا «ضروري للغاية» يجب عدم وضع اي شرط مسبق بتنحي الاسد.
أول أميركي لاتيني من الأرجنتين
فرنسيس الأول بابا روما الجديد
تصاعد الدخان الابيض ليل امس من مدخنة كنيسة سيستين في الفاتيكان، عقب انتخاب الكرادلة الـ115 بابا جديدا لخلافة بنديكتوس السادس عشر.
وللمرة الاولى في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية يختار البابا من القارة اللاتينية (أميركا الجنوبية) ومن الارجنتيني تحديدا حيث انتخب خورخي ماريو برغوليو على رأس الكنيسة الكاثوليكية واختار اسما كنسيا له هو فرانسيس الاول. وهو البابا رقم 266.
وفي اول كلمة له بعد اطلالته من على شرفة الفاتيكان، قال البابا الجديد «الكرادلة استدعوني من آخر اصقاع الدنيا» داعيا المؤمنين الى «السير على طريق الاخوة والمحبة» و»التبشير بالانجيل» وطلب من الحشود الوقوف دقيقة صمت وقال «صلوا من اجلي وامنحوني بركتكم».
وقد رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما بانتخاب برغوليو موجها «تهانيه الصادقة» الى «اول بابا من الاميركيتين».
كما هنأ الاتحاد الاوروبي البابا الجديد وتمنى له ولاية حبرية «طويلة ومباركة» لكي يتمكن من «الدفاع عن قيم السلام الاساسية وعن التضامن والكرامة البشرية»."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها