28-11-2024 02:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

اكتشـاف آثـار معركـة التحريـر ضـد الهكسـوس فـي سـيناء

اكتشـاف آثـار معركـة التحريـر ضـد الهكسـوس فـي سـيناء

بعثة أثرية مصرية اكتشفت آثار معركة تحرير مصر من الغزاة الهكسوس في شمال سيناء قبل نحو 3600 عام

اكتشـاف آثـار معركـة التحريـر ضـد الهكسـوس فـي سـيناءأعلنت وزارة الدولة لشؤون الآثار المصرية أن بعثة أثرية مصرية اكتشفت آثار معركة تحرير مصر من الغزاة الهكسوس في شمال سيناء قبل نحو 3600 عام، وتضم مباني ضخمة محصنة، وهياكل بشرية مطعونة بحراب، بالإضافة إلى قطع من بركان «سان توريني»، وهو يمثل أول أمواج مد عاتية، «تسونامي»، في العالم القديم.

وقال رئيس البعثة محمد عبد المقصود، أمس الأول، إن المباني المكتشفة تتكون من طابقين، وعدة صالات، وحجرات مبنية من الطوب اللبن، تقع في منطقة «تل حبوة» على بعد ثلاثة كيلومترات شرقي قناة السويس في منطقة القنطرة.


وأضاف أنه عثر على هياكل حيوانية، وأخرى بشرية مطعونة برؤوس سهام وحراب، تدل على عنف المعارك في الموقعة «بين الجيش المصري بقيادة الملك أحمس الأول والغزاة الهكسوس، حتى تم طردهم»، بالإضافة إلى مخازن الجيش المصري، وصوامع للأغلال بعضها دائري يبلغ قطره أربعة أمتار، وبعضها مستطيل تبلغ أبعاده 30 متراً في أربعة أمتار، وترجع لعهد الملك «تحتمس الثالث» والملك «رمسيس الثاني».


وتابع أن هذه الصوامع تتسع لكمية من الأغلال تزيد على 280 طناً، وتشير «إلى ضخامة الجيش المصري في عصر الدولة الحديثة»، موضحاً أنه نظراً إلى أهمية الاكتشاف في تاريخ مصر العسكري، فسيتم تنفيذ مشروع للحفاظ على هذه المباني، التي تعد جزءاً من «أقدم منظومة دفاعية في العالم القديم»، فضلاً عن إعداد الموقع كمتحف مفتوح للتاريخ العسكري. وأشار إلى أن البعثة اكتشفت، أيضاً، بقايا حريق ضخم لمنشآت أحرقت أثناء المعركة، وهذا «يؤكد ما جاء في بردية رايند في المتحف البريطاني، التي تفيد بأن ملك مصر أحمس الأول قام بالهجوم على قلعة ثارو في تل حبوة ودخل المدينة، وحاصر بعد ذلك عاصمة الهكسوس أفاريس في محافظة الشرقية».


وقال عبد المقصود إن البعثة اكتشفت كذلك بقايا مخلفات بركانية لقطع من بركان «سان توريني» في البحر الأبيض المتوسط، والذي أحدث «أول تسونامي في العالم القديم» منذ نحو 3500 عام، وتسبب في غرق جزء كبير من سواحل سيناء والدلتا والمدن الأثرية الواقعة في شمال البلاد.

يذكر أنّ مصر توحدت جغرافياً، وإدارياً، تحت حكم مركزي في العام 3100 قبل الميلاد، على يد مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى الملك مينا. وبعد ذلك، تعرض التاريخ المصري إلى فترات ضعف، منها ما يسميه المؤرخون «عصر الانتقال الثاني» ما بين العامين 1786 و1567 قبل الميلاد، وهي فترة الغزاة الهكسوس الذين طردوا من البلاد بعد معارك قادها مؤسس الدولة والأسرة الفرعونية الثامنة عشرة «أحمس الأول»، والتي بدأ بها ما يطلق عليه أثريون ومؤرخون «عصر الدولة الحديثة»، أو «عصر الإمبراطورية المصرية» بين العامين 1567 و1085 قبل الميلاد.