سمحت الأحداث التي تعصف سورية منذ ستة أسابيع تقريبا، بظهور قوي لأطياف المعارضات السورية في الداخل والخارج السوري، كما سمحت هذه الأحداث بإظهار التنافس الذي يصل لحد العداء بين الفصائل المختلفة لهذه المعا
كتب نضال حماده :
سمحت الأحداث التي تعصف سورية منذ ستة أسابيع تقريبا، بظهور قوي لأطياف المعارضات السورية في الداخل والخارج السوري، كما سمحت هذه الأحداث بإظهار التنافس الذي يصل لحد العداء بين الفصائل المختلفة لهذه المعارضة التي لم يجمعها شيء حتى في عز الأزمة الحالية التي تمر بها سورية والعالم العربي.
وكان الفشل الذريع لمؤتمر اسطنبول الذي أراده اردوغان مؤتمرا وطنيا للمعارضات السورية تحت وصايته وزعامة الإخوان المسلمين،ومقاطعة الأطراف الوطنية والعلمانية لهذا المؤتمر الذي تزين حضوره بوجود جماعة أميركا في المعارضات، ممثلين بأنس العبدة صاحب تلفزيون (بردى) الممول أمريكيا بحسب واشنطن بوست، وفريد الغادري الذي زار الكنيست الإسرائيلي وأعلن استعداده للتخلي عن الجولان إذا وصل للسلطة في سورية فضلا عن القيادة الحالية المتطرفة لجماعة الإخوان المسلمين السورية والتي ينتمي معظم أعضائها للطليعة المقاتلة التي خاضت معركة حماه عام1981.
ولا يمكن للمتابع لأحوال المعارضة السورية منذ فترة طويلة وحتى اليوم إلا أن يصاب بالصدمة من درجة البعد الذي تعيشه مختلف أطياف هذه المعارضات عن الواقع السوري الداخلي فضلا عن غياب اضعف الإيمان في أية معارضة، وهو مشروع وطني جامع في بلد مثل سورية يعتبر أي تحرك فيه نقطة تحول وتبدل في المنطقة والعالم .
زيادة على ما ذكرنا فقدت بدت شخصيات سورية معارضة مثل "هيثم مناع" أكثر وعيا من الناحيتين السياسية والوطنية من كبرى الأحزاب السورية المعارضة كحركة الإخوان المسلمين التي بدت وكأنها في كوكب آخر لجهة تبنيها سياسة حمل السلاح اعتقادا منها بتدخل غربي كما حصل في ليبيا،مما أدى إلى سفك الدماء واختلاط الحق بالباطل وابتعاد الشريحة الكبرى من الشعب السوري عن كل الحراك الذي حصل. بينما كان لهيثم العودات الملقب (منّاع)، وهو ابن درعا، دورا كبيرا في منع الانزلاق للصدام المسلح في المدينة لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن تدخل على الخط مجموعات مسلحة أكدت لنا مصادر صحفية فرنسية أنها ترتبط مباشرة بمجموعة محيطة بنائب المراقب العام لجماعة الإخوان في سورية، وتقول المصادر إن الحكومة الفرنسية والحكومات الغربية لها علم بهذا الأمر .
وإتماما للفوضى ظهرت شخصيات مرتزقة كل ارتهانها لمن يدفع لها بعيدا عن الواقع السوري وما يجري في سورية، كمأمون الحمصي الذي هاجم حزب الله، وعبد الرزاق عيد الذي حذا حذوه على شاشة العربية. وجل الأمر أن الرجلين يتقاضيان معاشا شهريا من رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري ولا يحملون أي هم من هموم سورية، كما يقول الكثير من السوريين من كافة المشارب في مجالسهم الخاصة والعامة، مع التذكير بأن عبد الرزاق عيد شغل منصب ممثل إعلان دمشق في الخارج بينما يشغل أنس العبدة منصب المسؤول المالي في الخارج.
وبعيدا عن المعارضات الوهمية على مواقع الفسبوك والانترنت أو تلك التي تصنعها قنوات تلفزيونية عربية وغربية، يبدو المشهد المعارض السوري مليئا بالمواقف المتناقضة حتى يصل الى مستوى الصراع بين شخصيات نادت وتنادي بتحرك سلمي وتنادي بالوحدة الوطنية وسقفها لا يصل إلى إسقاط النظام، وبين جهات دعت لحمل السلاح واستخدمت الشحن الطائفي وسيلة لإسقاط النظام، وهذه الأخيرة واكبت المشهد الداخلي عبر خلايا كانت تدار من الخارج على مستويات التمويل والإعلام وتحريك مجموعات نائمة على الأرض لم يعجبها مبدأ التوصل لحلول بين النظام وأهالي درعا بالتحديد، ودخلت على خط الصراع المسلح غداة الزيارة التي قام بها وجهاء مدينة درعا للرئيس بشار الأسد، والتي كانت إيجابية كما أكدت لنا مصادر لها علاقة بالوفد الدرعاوي،غير أن الأمور اتخذت منحى آخر عبر ظهور السلاح والمسلحين في الجمعة التي أعقبت هذه الزيارة وقضت على كل نتائجها وأصبح المشهد أكثر دموية وفقد سلميته وللموضوع تفاصيل وتتمة.