تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 20-3-2013 الحديث عن مواضيع عدة كان ابرزها التطور الخطير في مجريات الاحداث في سورية بعد استعمال مجموعات المعارضة السورية للسلاح الكيميائي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 20-3-2013 الحديث عن مواضيع عدة كان ابرزها التطور الخطير في مجريات الاحداث في سورية بعد استعمال مجموعات المعارضة السورية المسلحة للسلاح الكيميائي ضد المدنيين كما رصدت الصحف موجة ردود الفعل الدولية التي نتجت عنه.
السفير
عشرات الضحايا بغاز السارين في حلب .. وواشنطن تلوّح بضربات جوية
السوريون أمام يوم أسود: الشيطان الكيميائي .. و«حكومة» تقسيم!
وكتبت صحيفة السفير تقول "دخلت سوريا، أمس، أخطر مرحلة في تاريخ الأزمة التي دخلت عامها الثالث قبل أيام، مع مقتل وإصابة العشرات في سقوط صاروخ كيميائي على حي خان العسل في ريف حلب. وبالرغم من ان السلطات السورية والمسلحين تبادلوا الاتهامات حول من يتحمّل مسؤولية الهجوم، فإن المؤكد أنه قد تم إخراج «شيطان الكيميائي من القمقم» للمرة الاولى، وهو ما يثير مخاوف إقليمية ودولية تتعدى سوريا.
وجاء «الهجوم السامّ» على حلب، والذي أدّى الى مقتل 31 شخصاً، بينهم 10 جنود سوريين، بعد ساعات من إعلان غسان هيتو، الأميركي الجنسية الكردي الهوية و«الاخواني» الهوى، الذي انتخبه «الائتلاف الوطني» السوري المعارض «رئيساً للحكومة المؤقتة»، بدعم واضح من جماعة الإخوان المسلمين، عن رؤيته الاولية لإدارة المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، ما يثير هواجس التقسيم التي تخيّم على السوريين، بالاضافة الى زيادة حدة العنف، مع رفضه اي حوار مع النظام السوري وتأكيده أن الاولوية لتأمين دعم عسكري للمسلحين لإسقاط النظام بكل اركانه.
وفي حين اتهمت موسكو مسلحي المعارضة بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي على خان العسل، واصفة ذلك بأنه سابقة خطيرة، معربة عن مخاوفها من سقوط الأسلحة الكيميائية بأيديهم، سارعت واشنطن ولندن إلى تبرئة المسلحين، واعتبرتا أن النظام قد يكون يقف خلف هذا الأمر، و«إذا ثبت ذلك فيجب أن يكون هناك رد حاسم».
وفي التفاصيل أن صاروخاً سقط في منطقة خان العسل في ريف حلب، بعد أيام من استرداد القوات السورية للمنطقة من المسلحين، ما أدى إلى مقتل 31 شخصاً، بينهم 10 جنود سوريين، وإصابة 110، غالبيتهم في حالة خطرة، بحسب ما أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وقالت مصادر في المنطقة إن عددا كبيرا من الأشخاص أصيبوا باضطرابات
عصبية وخلل في التنفس وتقلص في حدقات العين ثم نوبات من التقلصات العضلية الشديدة يصعب معها تحكم الجهاز العصبي بالعضلات، وهو ما يقود إلى الوفاة اثر الاختناق الناجم عن التشنج، وهي أعراض تشير إلى التسمم بغاز السارين القاتل.
وقال مصور من «رويترز» إن المصابين نقلوا إلى أربعة مستشفيات في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات السورية في حلب. وأضاف «رأيت في الأغلب نساء وأطفالا. قالوا إن الناس يختنقون في الشوارع والهواء مشبع برائحة الكلور، إن الناس يموتون في الشوارع وفي منازلهم».
وكشف القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في اوروبا الأدميرال الأميركي جيمس ستافريديس، خلال جلسة استماع أمام لجنة في الكونغرس الأميركي، أن حلف شمال الأطلسي يضع خططا طارئة من أجل تدخل عسكري في سوريا وأن القوات الأميركية قد تكون جاهزة للمشاركة إذا اتخذ قرارٌ بالتدخل في مجلس الأمن الدولي.
وقال ستافريديس إن واشنطن «تدرس عدداً من العمليات. نحن على استعداد للتورط اذا استدعينا». وأعلن أن «الاطلسي» يدرس عدداً من الخيارات لدعم المعارضة السورية المسلحة لكسر الجمود، لكنه شدّد على ضرورة صدور قرار من مجلس الامن او اتفاق دول الحلف قبل قيام «الأطلسي» بأي دور عسكري في سوريا، معتبراً انه «لا يوجد حالياً أي افق لانتهاء الحرب الاهلية». وأشار إلى أن المحادثات بين دول «الأطلسي» تركزت على فرض حظر طيران واستهداف الدفاعات الجوية وتقديم أسلحة فتاكة إلى المعارضة السورية وفرض حظر تسليح للسلطات السورية.
وقال، رداً على سؤال حول ما إذا كان هناك تفكير باستهداف الدفاعات الجوية السورية، «نعم». وأشار إلى انه يمكن توجيه أنظمة صواريخ «الباتريوت» التي تم نشرها في تركيا قرب الحدود السورية من أجل إسقاط الطائرات السورية، معتبراً ان القيام بهذا الأمر سيبعث برسالة قوية للطيارين لمنعهم من التحليق فوق المنطقة.
هيتو
ورفض غسان هيتو، بعد ساعات من انتخاب «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» له «رئيساً للحكومة المؤقتة على المناطق المحررة» في سوريا أي حوار مع النظام السوري.
وقال هيتو، في اسطنبول، «لا يمكن لأي قوة في العالم أن تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها. ونؤكد لشعبنا السوري العظيم أن لا حوار مع النظام الاسدي، وستنطلق الحكومة من مبدأ تأكيد السيادة الكاملة والوحدة، والإصرار على إسقاط نظام الأسد بكل أركانه باستخدام كل الأساليب».
وتحدّث هيتو عن العناوين الرئيسية التي ستسير عليها «حكومته». وقال «ستبدأ الحكومة عملها من المناطق المحررة، وستمهد للشعب وبرعاية الائتلاف الطريق نحو المؤتمر الوطني العام بعد سقوط النظام وصولاً إلى انتخابات حرة شفافة تعبر عن تطلعات الشعب السوري». وأضاف إن «الحكومة ستعمل كل ما في وسعها لبسط سيطرة نواة الدولة السورية الجديدة في المناطق الحرة تنظيمياً وإدارياً بشكل تدريجي، وبالتعاون الوثيق مع قيادة أركان الجيش الحر والكتائب». وشدّد على أن «الأولوية تبقى لتأمين الدعم العسكري والمالي للجيش الحر وهيئة الأركان والثوار بهدف إسقاط نظام بشار الأسد بكل أركانه قبل كل شيء».
وشكر قطر وتركيا والسعودية وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والولايات المتحدة «على الدعم السياسي والمادي». ودعا المجتمع الدولي إلى «السماح للحكومة الجديدة بشغل مقعد سوريا في الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية، الأمر الذي سيمكّن الحكومة الجديدة من استلام السـفارات وتســييرها، والاعتراف بهذه الحكومة ممثلة للدولة السورية فوق أي ارض وتحت أي سماء».
وعلى الرغم من تقديمه على أنه «رجل التوافق» الذي يحظى باحترام الإسلاميين وقبول من الليبراليين، فإن هيتو لم يحصل على إجماع أعضاء «الائتلاف»، حيث أن عدداً من هؤلاء غادروا قاعة الاجتماع لدى بدء التصويت أمس الأول. ونال هيتو 35 صوتاً من أصل 49 شخصاً شاركوا في الاقتراع. وأعلن البعض أن سبب رفضهم لهيتو هو انه «مفروض من جماعة الإخوان المسلمين». وقال كمال اللبواني «لا نريد أن يتكرر في سوريا ما حصل في مصر. لقد حوّلوا الثورة عن مسارها».
وأوضح عضو في «الائتلاف» أن «المجلس الوطني» ربط موافقته على تشكيل «حكومة مؤقتة» بإعلان رفض الحوار مع النظام. وقال «بعد أن تمّ الاتفاق على ذلك، دعم المجلس هيتو» في الانتخابات.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصادر مطلعة في القاهرة قولها إنه «من المنتظر أن تتم الموافقة خلال القمة العربية التي ستعقد في الدوحة في 26 و27 آذار الحالي على أن يحتلّ الائتلاف مقعد سوريا في القمة بشكل رسمي، خاصة بعد تشكيل حكومية سورية مؤقتة برئاسة هيتو، بحيث تكون تلك الحكومة المؤقتة مكلفة إدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة». وأشارت إلى أن «هناك مطالب من الائتلاف أن يتمّ تسليمه مقار السفارات السورية في الدول العربية وكذلك في الدول الأخرى، إلا أن هذا المطلب قد يصطدم برفض عدد من الدول في المرحلة الحالية».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية قوله إن «انتخاب رئيس للحكومة السورية المؤقتة يُعدّ خطوة مهمة للاستعداد للمرحلة الانتقالية، والمشاركة السياسية الشرعية، خاصة بعد صدور قرار حصول المعارضة السورية على مقعد سوريا في جامعة الدول العربية». وأعرب عن «ترحيب قطر بمشاركة المعارضة السورية ممثلة برئيس الحكومة المؤقتة في اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى القمة في الدوحة».
وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن «أسفها العميق» لانتخاب «رئيس حكومة» للمعارضة. وقال المتحدث باسـم وزارة الخـارجية الروسـية الكسندر لوكاشيفيتش «لن يؤدي القرار سوى إلى تعميق حالة عدم الاستقرار الداخلي في سوريا، ويزيد من احتمال انقسام البلاد، ويؤثر ليس فقط على من يدعمون الحكومة الشرعية الحالية، بل أيضاً على هياكل المعارضة التي ليست جزءاً من الائتلاف».
في المقابل، رحبت كل من فرنسا والولايات المتحدة بالانتخاب وأعربتا عن أملهما ان يتمكن من «توحيد المعارضة وترسيخ تماسكها»، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أشار إلى أن باريس لم تصل بعد إلى حد الاعتراف الرسمي به «كرئيس حكومة»."
النهار
الحرب السورية عند الخط الأحمر
سلاح كيميائي على حلب وتبادل الاتهامات
وكتبت صحيفة النهار تقول "عشية الزيارة الاولى للرئيس الاميركي باراك أوباما لاسرائيل، بدا المشهد الاقليمي في غاية الاضطراب، من العراق الذي شهد نحو 20 تفجيراً انتحارياً وبسيارات مفخخة أوقعت 65 قتيلاً وأكثر من 240 جريحاً في الذكرى العاشرة للغزو الاميركي لهذا البلد، الى سوريا التي بلغت حربها مستوى غير مسبوق من التصعيد، من طريق اعلان دخول السلاح الكيميائي على خط الاستعمال مع ما يمكن ان يترتب على ذلك من ردود فعل اقليمية ودولية في ضوء تهديدات سابقة بالتدخل المباشر في حال استخدام هذا النوع من السلاح أو في حال وصوله الى الايدي الخطأ.
وغداة تطور سياسي بارز في الأزمة السورية تمثل في انتخاب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" غسان هيتو من الاقلية الكردية رئيساً لحكومة موقتة واعلان الاخير انه لن يجري اي تفاوض مع نظام الرئيس بشار الاسد، اتهمت دمشق المعارضة بقصف بلدة خان العسل بريف دمشق بصاروخ كيميائي مما أسفر عن مقتل 25 شخصاً واصابة العشرات، وحملت الدوحة وأنقرة المسؤولية عن ذلك. لكن المعارضة نفت استخدامها او امتلاكها هذا النوع من الاسلحة. واتهمت بدورها النظام باطلاق الصاروخ الكيميائي على البلدة التي يدور قتال شديد حولها بين القوات النظامية والمعارضة منذ اسابيع. وسارعت موسكو وطهران الى تأييد وجهة النظر الحكومية السورية واعتبرتا ان ذلك هدفه استدعاء التدخل الخارجي في الأزمة السورية. لكن الولايات المتحدة قالت ان لا شيء يدعوها الى الاعتقاد ان سلاحاً كيميائياً قد استخدم في خان العسل، وأكدت من جهة اخرى وجود خطط طارئة لدى حلف شمال الاطلسي للتدخل في سوريا اذا ما طلب مجلس الامن ذلك.
ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة، قالت فيهما ان تقاعس المجتمع الدولي والدعوات الاوروبية والعربية لتسليح المعارضة، سبباً هجوماً كيميائياً تتهم مسلحين بتنفيذه في حلب.
لكن المدير العام لمنظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية احمد أوزموجو قال في فيينا انه لا معلومات من جهة مستقلة عن اي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا.
كذلك قالت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الاحمر انهما لم تتمكنا من التأكد من الامر.
وصرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي بأنه ليس في وضع يسمح له بتأكيد التقارير، وانه اذا استخدم اي من الجانبين مثل هذه الاسلحة فسوف يكون "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".
ونقلت وكالة "الاناضول" التركية شبه الرسمية عن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في مطار انقرة قبيل توجهه في زيارة لهولندا والدانمارك: “تركيا لا تملك اي اسلحة كيميائية على الاطلاق"، واتهم النظام السوري بـ"قتل شعبه بالأسلحة الكيميائية على مرأى ومسمع من الجميع". ولفت الى ان استخدام "الاسلحة الكيميائية فن يتقنه النظام السوري".
خطط أطلسية
ووقت تنحو الاشتباكات نحو التصعيد، أبلغ قائد القوات الاميركية في أوروبا الاميرال جيمس ستافريديس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ أن حلف شمال الاطلسي يعد خططا طارئة لتدخل عسكري محتمل في سوريا، وأن القوات الاميركية جاهزة إذا ما دعتها الى التدخل الامم المتحدة والدول الاعضاء.
وأوضح ان الولايات المتحدة "تتطلع الى خيارات متعددة... نحن جاهزون اذا ما طلب منا التدخل". وقال ان خيار مساعدة قوات المعارضة في سوريا بطرق تكسر حال المراوحة، يجري استكشافها بواسطة الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي. لكنه اضاف ان قرارا من مجلس الامن واتفاقا بين الدول الاعضاء في الحلف، أمران مطلوبان قبل تنكب الحلف أي دور عسكري في سوريا.
وأفاد ان المناقشات الدائرة داخل حلف شمال الاطلسي تركزت على فرض مناطق حظر طيران، وتزويد قوات المعارضة السورية اسلحة فتاكة، وفرض حظر وصول السلاح الى النظام السوري.
وسأل رئيس لجنة الخدمات المسلحة السناتور كارل ليفين هل يؤخذ في الاعتبار توجيه ضربات الى الدفاعات الجوية السورية، فأجاب ستافيريديس بنعم. وأكد ان صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ والطائرات في جنوب تركيا، يمكن نشرها بطريقة تستهدف الطائرات السورية، وبذلك سيكون هناك باعث قوي لدى الطيارين السوريين لعدم التحليق في تلك المنطقة.
وأعلن ان رأيه الشخصي هو ان تزويد المعارضة السورية مساعدة عسكرية من شأنه "كسر حال الجمود واسقاط نظام الاسد".
من ناحية أخرى، رحبت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند بانتخاب المعارضة السورية هيتو رئيسا للحكومة السورية الموقتة. ورفضت التعليق على الجنسية الاميركية لهيتو، مشيرة الى انه لم يتحدث عنها وتاليا فان الخارجية لن تتحدث عنها الا اذا ذكرها هو حيث ان ذلك يخضع لقانون الخصوصية، وقالت: “لقد عاش 25 سنة في تكساس وتعلّم في جامعة بوردو، وعاد الى تركيا وبدأ قيادة جهود الاغاثة المباشرة للمعارضة السورية، وعرفناه في الآونة الاخيرة رئيسا لوحدة تقديم المساعدة في الائتلاف.. لذلك فاننا نعرفه جيدا.
لكن موسكو وطهران رأتا ان هذه الخطوة غير بناءة.
ترحيب قطري
وفي الدوحة، رحبت قطر بانتخاب هيتو، كما رحبت به ممثلا لسوريا في اجتماع القمة العربية المقررة في 26 آذار و27 منه في العاصمة القطرية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية ان "انتخاب رئيس للحكومة السورية الموقتة يعد خطوة مهمة للاستعداد للمرحلة الانتقالية، والمشاركة السياسية الشرعية، وخصوصا بعد صدور قرار حصول المعارضة السورية على مقعد سوريا في جامعة الدول العربية". واعرب عن "ترحيب دولة قطر بمشاركة المعارضة السورية ممثلة برئيس الحكومة الموقتة في اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الرابعة والعشرين الذي تستضيفه الدوحة أواخر شهر آذار الجاري"."
الاخبار
تبادل اتهامات بين النظام والمعارضة... والغرب يشكّك في الهجوم
اعتداء كيميائي لكسر التوازن
باسل ديوب
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "بات السلاح الكيميائي ضمن المعادلة الجديدة للحرب الدائرة في سوريا. سلاح تبدو الغاية منه محاولة المعارضة الحصول على مكاسب سريعة في إطار التجاذبات الدولية حول الأزمة، غير آبهة برد الفعل الذي قد ينتج منها.
في تطور هو الأخطر من نوعه في الحرب السورية، قُتل خمسة وعشرون شخصاً وأصيب العشرات معظمهم من الأطفال والنساء، وبينهم عسكريون من الجيش السوري، إثر إطلاق ميليشيات مسلحة صاروخاً يحمل مواد كيميائية على منطقة خان العسل جنوبي مدينة حلب.
تطور وضعه البعض في سياق المساعي الدولية لدعم المعارضة والسماح لها بتحقيق مكاسب على أرض الواقع. مكاسب لا يبدو أن المعارضة قادرة على إنجازها، في ظل ما يحدث في محيط دمشق وحلب وحمص من تقدم لقوات الجيش السوري، إلا في استخدام أسلحة كاسرة للتوازن قادرة على إحداث تغيير سريع في موازين القوى، وبث الرعب في نفوس مؤيدي النظام. وتبدو المعارضة، في السياق، مرتاحة إلى الغطاء الدولي المؤمّن، والذي تجلّى في محاولات التشكيك الغربي بحدوث الهجوم.
وتحرص المعارضة المسلحة، من جهتها، على نفي الهجوم، متهمة النظام بتنفيذه. وهي وضعت الحملة الإعلامية السورية في إطار الترويج من قبل النظام لاستخدام السلاح الكيميائي. الأمر الذي حظي أيضاً بدعم غربي، عن طريق المسارعة الأميركية والأوروبية إلى «التحذير من عواقب» استخدام أسلحة غير تقليدية.
وبحسب المعلومات الرسمية، فقد سقط، أول من أمس، صاروخ في منطقة خان العسل مزود بمواد كيميائية، ما أسفر عن مقتل 21 مدنياً و10 جنود. وقال مصدر طبي لـ«الأخبار» إن المصابين الذين أُسعفوا إلى مستشفى حلب الجامعي ومستشفى الرجاء، كانوا فاقدي الوعي نتيجة استنشاق مادة كيميائية، فيما فارق بعضهم الحياة. وتجاوز عدد المصابين المئة شخص.
وبث التلفزيون السوري صوراً ظهرت فيها سيارات اسعاف تابعة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وهي تسعف الجرحى. ووضع المسعفون على وجوههم أقنعة قماشية. وقال احد الاطباء للتلفزيون ان الصاروخ «يحتوي مواد سامة فوسفورية تسبب اعراضا حادة مثل الغثيان وحالات غيبوية».
وأفاد مصدر مطلع لـ«الأخبار»، بأن عدداً من العسكريين، بينهم ضابط برتبة رائد في الجيش السوري، أصيبوا أثناء قيامهم بإسعاف المصابين، ما استدعى نقلهم إلى العناية المشددة. وقال أحمد العلي، وهو من أهالي المنطقة كان برفقة مصابين في مستشفى الجامعة، إن غازات سامة انبعثت عقب سقوط صاروخ على مقربة من حاجز للجيش السوري، مشيراً إلى أن تهديدات تلقاها الأهالي من المسلحين بوجوب إخلاء المنطقة «وإلا فسيتم قصفها بالصواريخ وقذائف الهاون يومياً».
وبعيد الحادثة عقد وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، مؤتمراً صحافياً حمل فيه بشدة على الدول التي تزود المعارضة بالسلاح. وقال إن حكومة رجب طيب أردوغان التركية ومشيخة قطر تتحملان «المسؤولية القانونية والأخلاقية والانسانية عن هذه الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون» في خان العسل، معتبراً أن «استخدام هذا السلاح المحرم دولياً يعد تحولاً خطيراً في مسار ما يجري في سوريا على الصعيدين الأمني والعسكري».
ولفت الوزير الزعبي إلى أنه «بارتكاب الإرهابيين هذه الجريمة يحق للحكومة السورية أن تتصرف وفق قواعد القانون الدولي وتتوجه إلى المنظمات الدولية والإقليمية للادعاء والشكوى على الدول التي سلّحت المعارضة بأسلحة محرمة دولياً لمواجهة مخاطر تزويد «جبهة النصرة» الإرهابية بمثل هذا السلاح، الذي ترافق استخدامه مع الكثير من التهويل والضغط الإعلامي والأكاذيب والافتراءات عبر شاشات معينة».
وأضاف الزعبي أن استخدام هذا السلاح القادم من خارج سوريا عبر حدود بعض الدول المجاورة، يعني أن كل المزاعم والأكاذيب التي تبديها بعض الدول، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا وقطر وتركيا ودول أخرى، حول دعم المجموعات الإرهابية المسلحة بأسلحة غير فتاكة أو بدعم لوجيستي غير عسكري، هي مجرد كلام إعلامي. وأكد أنه «لو كان لدى سوريا سلاح كيميائي لما استخدمته اطلاقاً لأسباب سياسية وأخلاقية وانسانية وقيمية».
وكان الزعبي قد أشار الى ان مصدر الصاروخ منطقة كفرداعل في ريف حلب. كما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، في تصريح للصحافيين، أن الصاروخ «اُطلق من منطقة تسيطر عليها اطراف المجموعات الارهابية المسلحة وسقط بالقرب من مقر تواجد الجيش السوري وفي منطقة تسيطر عليها القوات السورية والموالون الذين لا يخضعون الى تأثير المجموعات الارهابية». وجدد المقداد التأكيد أن بلاده «في حال امتلاكها السلاح الكيميائي لن تستخدمه قطعاً ضد شعبها وقواتها».
يشار إلى أن معلومات تم تداولها في الفترة الأخيرة عن سيطرة قوات المعارضة المسلحة على معمل لغاز الكلور في حلب، كما تم عرض شريط مصور على تجربة مقاتلين من «جبهة النصرة» لأسلحة كيميائية على أرانب، تمهيداً لاستخدامها في المعركة.
في المقابل، اتهم المتحدث باسم «المجلس العسكري الأعلى» للجيش الحر في حلب، قاسم سعد الدين، الجيش السوري النظامي بإطلاق «صاروخ مزود بسلاح كيميائي» على بلدة خان العسل. وأضاف سعد الدين أن «مقاتلي المعارضة وصلتهم تقارير ظهرت صباح اليوم (أمس) عن هجوم شنه النظام على خان العسل ويعتقدون أن قوات النظام أطلقت صاروخ سكود مزوداً بسلاح كيميائي، ثم فجأة علموا بأن النظام نسب مسؤولية الهجوم للمعارضة»، مؤكداً أن مقاتلي المعارضة «غير مسؤولين» عن هذا الهجوم.
في وقت لاحق، رفض رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان، اتهام دمشق بأن تركيا تتحمل مسؤولية الهجوم. وقال «لم تكن تركيا على الاطلاق في وضع استخدمت فيه اسلحة كيميائية. لا توجد اسلحة نووية في مخزوننا»، مضيفاً أن «النظام السوري لا يعرف ما يقوله عن تركيا».
وفي السياق، قالت منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية إنه «لا توجد معلومات من جهة مستقلة عن أي استخدام لهذا النوع من الأسلحة في سوريا كما ادعت الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة أمس لكنها «تراقب الوضع عن كثب».
وقال المدير العام للمنظمة، أحمد أوزموجو، إنها ستنظر في التقارير الاعلامية عما حدث و«تحاول تحديد الاشارات التي يمكن رصدها» بهدف تقييم الوضع.
في المواقف الدولية (رويترز، أ ف ب) كانت روسيا أول المعلقين على هذا الحدث، حيث قالت وزارة الخارجية في بيان، إنه «وفقاً للمعلومات الواردة من دمشق سجلت في الساعات الأولى من صباح يوم التاسع عشر من آذار حالة استخدمت فيها المعارضة المسلحة أسلحة كيميائية في محافظة حلب». وأضافت الخارجية الروسية في البيان «نشعر بقلق بالغ لوقوع أسلحة دمار شامل في أيدي المتمردين، الأمر الذي يزيد الوضع في سوريا تدهورا ويصعد المواجهة في الدولة إلى مستوى جديد».
أما البيت الأبيض فأكد، من جهته، أنه يدرس باهتمام «مزاعم» استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، لكن ليس لديه دليل يدعم اتهام المعارضة باستخدام هذه الأسلحة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «هذه مسألة اوضح الرئيس بجلاء انها مبعث قلق بالغ لنا». وأضاف كارني، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من احتمال أن يفكر الرئيس السوري بشار الأسد في استخدام الاسلحة الكيميائية إذا «تراخت قبضته على السلطة بشكل متزايد ووجد أن تصعيد العنف بالوسائل التقليدية غير كاف»، مضيفا «هذا مبعث قلق بالغ». وشدد على أن الموقف الأميركي لم يتغير من حيث الاقتصار في مساعدة المعارضة السورية على المواد غير المميتة. وقال كارني «موقفنا كان ولا يزال عدم امداد المعارضة بمساعدة مميتة».
من ناحيته، قال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك ليال، إنه «لم يتم التحقق تماما» من تقارير بشأن هجوم بسلاح كيميائي في سوريا. وأضاف «لكن إذا استخدمت أسلحة كيميائية فسيكون ذلك بغيضاً وسيتطلب رداً جاداً من المجتمع الدولي»."
المستقبل
صاروخ سكود يتسبب بحالات تسمم في ريف حلب وغازات سامة في بابا عمرو
الأمم المتحدة تعتبر استعمال الكيميائي جريمة شنيعة وواشنطن تحذر الأسد
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "حذرت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد أمس من اتخاذ مزاعمه بشأن استخدام المعارضة أسلحة كيميائية لتبرير استخدام قواته لمثل تلك الاسلحة، مؤكدة أن لا دليل لديها على أن الثوار استخدموا هذا النوع من السلاح.
ومن تركيا، قال الناطق باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد "نفهم أن الجيش (السوري) استهدف خان العسل باستخدامه صاروخاً بعيد المدى، ومعلوماتنا الأولية تشير إلى أنه يحوي أسلحة كيميائية".
وأفادت لجان التنسيق المحلية أمس، عن حصول حالات تسمم بغازات من قصف قوات النظام على حي بابا عمرو في حمص.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس، انهما يشعران بقلق بالغ من مزاعم استخدام اسلحة كيميائية في سوريا.
وقال مكتب بان في بيان بعد أن تحدث هاتفياً مع أحمد أوزومجو المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، "ما زال الأمين العام مقتنعاً بأن استخدام اي طرف للأسلحة الكيميائية في أيّ ظرف، إذ حدث، فسيشكل جريمة شنيعة".
واشتدت المعارك أمس في دمشق وريفها، واستهدف صاروخ لجيش النظام مجموعة من الأطفال الفلسطينيين كانوا يشاركون في مسابقة للقرآن الكريم في مخيم اليرموك حيث سقط عدد منهم قتلى وجرحى.
واستهل رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو في خطاب ألقاه في اسطنبول الثلاثاء بعد ساعات على انتخابه، برفض ايّ حوار مع نظام الاسد. وقال هيتو "لا يمكن لأيّ قوة في العالم ان تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها(...)، ونؤكد لشعبنا السوري العظيم ان لا حوار مع النظام الاسدي".
ورداً على سؤال عما اذا كان اعلان هيتو يعني سقوط مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد معاذ الخطيب في شأن التحاور مع ممثلين عن النظام، قال الخطيب ان "النظام هو من انهى المبادرة قبل ان يكون هناك رئيس حكومة".
وتحدث هيتو عن العناوين الرئيسية التي ستسير عليها حكومته. وقال "ستبدأ الحكومة عملها من المناطق المحررة، وستمهد للشعب وبرعاية الائتلاف الطريق نحو المؤتمر الوطني العام بعد سقوط النظام وصولاً الى انتخابات حرة شفافة تعبر عن تطلعات الشعب السوري".
واضاف ان الحكومة "ستعمل كل ما في وسعها لبسط سيطرة نواة الدولة السورية الجديدة في المناطق الحرة تنظيمياً وادارياً بشكل تدريجي وبالتعاون الوثيق مع قيادة اركان الجيش الحر والكتائب".
وحدد الاسس التي ستعتمد لبسط السيطرة وتقوم على "ارساء الامن وسلطة القانون ومكافحة الجريمة والحد من فوضى السلاح، وحماية المنشآت الاستراتيجية والمرافق العامة والخاصة واعادة تشغيل كل ما يساعد ابناء شعبنا الصامد على ان يحيا بحرية وكرامة".
كما اشار هيتو الى ان الحكومة ستعمل على "تفعيل القضاء والمؤسسات الادارية والخدمية الواقعة تحت سيطرة الثوار والتحكم بالمعابر الحدودية المحررة واعتبارها المنافذ الوحيدة لادخال المساعدات الانسانية" الى سوريا.
واوضح ان المساعدات ستطاول ايضاً "الذين اجبروا على النزوح خارج الوطن"، مشيرا الى انه سيتم تشكيل "جهاز خاص لمتابعة اوضاعهم وتقديم الخدمة لهم مع وضع المخططات اللازمة لاعادتهم الى المناطق المحررة بعد تأهيلها وصولاً الى الهدف الاساسي وهو ان يعود كل مواطن سوري الى بيته الذي نزح منه مع النصر باذن الله".
وشدد على ان الاولوية تبقى "لتأمين الدعم العسكري والمالي للجيش الحر وهيئة الاركان والثوار" بهدف "اسقاط نظام بشار الاسد بكل اركانه قبل كل شيء".
ووجه هيتو الذي سيواجه قريبا تحدي التعامل مع المجموعات المسلحة على الارض والحصول على تعاونهم تحية الى "ثوارنا الابطال وهيئة اركان الجيش الحر وكل عناصر الجيش الحر"، داعياً "جميع الضباط وجنود الجيش السوري الى ان يلقوا السلاح وينحازوا الى شعبهم وألا يأتمروا بامر حاكم ظالم قرر الشعب مصيره".
وشكر قطر وتركيا والسعودية وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والولايات المتحدة "على الدعم السياسي والمادي".
ودعا المجتمع الدولي الى السماح للحكومة الجديدة "بشغل مقعد سوريا في الامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الاقليمية والدولية، الامر الذي سيمكن الحكومة الجديدة من استلام السفارات وتسييرها"، و"الاعتراف بهذه الحكومة ممثلة للدولة السورية فوق اي ارض وتحت اي سماء".
كما دعا الى الافراج عن اموال مجمدة للشعب السوري في عدد من الدول وتسليمها للحكومة المعارضة لتستعملها في "تسيير شؤون الحكومة وخدماتها". وتوجه الى الدول الداعمة للنظام السوري بالقول "لا تراهنوا على خيار خاسر. لن يرحمكم شعبكم ولا اجيالكم على دعم هذا الظالم والوقوف الى الجانب الخاطئ من التاريخ".
ورحبت الولايات المتحدة أمس بانتخاب غسان هيتو المقيم في تكساس منذ فترة طويلة رئيسا لحكومة المعارضة السورية، معربة عن املها في ان يتمكن من تعزيز "وحدة وتماسك المعارضة".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند للصحافيين ان المسؤولين الاميركيين "يعرفون ويحترمون" غسان هيتو لعمله مع الائتلاف السوري وفي الجهود الانسانية من اجل سوريا، الا انها رفضت التأكيد ما اذا كان هيتو يحمل الجنسية الاميركية.
وأعلنت الخارجية الفرنسية أمس ان انتخاب هيتو رئيساً لحكومة المعارضة السورية "سيساهم في توحيد" صفوف المعارضة مشيرة الى انها لم تصل بعد الى حد الاعتراف الرسمي.
وقال فيليب لاليو المتحدث باسم الخارجية خلال مؤتمر صحافي ان "فرنسا تهنئ غسان هيتو على انتخابه. اننا مقتنعون بأن هذا الانتخاب سيساهم في توحيد صفوف المعارضة وترسيخ تماسكها تحت راية الائتلاف ورئيسه معاذ الخطيب".
وفي سياق آخر اكد البيت الابيض أمس انه لا يملك اي دليل على ان المعارضين السوريين استخدموا اسلحة كيميائية، محذرا حكومة الرئيس السوري بشار الاسد من اللجوء الى تلك الاسلحة، الامر الذي اعتبر انه سيكون "مرفوضاً كلياً".
وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني "ليس لدينا اي دليل يدعم الاتهامات الموجهة الى المعارضة (السورية) باستخدام اسلحة كيميائية". واضاف كارني في لقائه اليومي مع الصحافة "نشعر بارتياب عميق في نظام فقد كل صدقية. ونريد ايضاً تحذير النظام من اطلاق مثل هذه الاتهامات للتغطية على لجوئه هو للاسلحة الكيميائية".
وكان النظام السوري والمعارضة تبادلا أمس الاتهامات باستخدام اسلحة كيميائية. وايدت موسكو نظام الاسد في اتهاماته هذه.
واشار كارني الى ان الولايات المتحدة مازالت تقوّم الانباء الواردة من سوريا عن استخدام هذه الاسلحة وذكر بأن الرئيس اوباما حذر بالفعل منذ اشهر الحكومة السورية من مغبة اللجوء الى مخزونها من الاسلحة الكيميائية.
وقال "قلنا بوضوح ان القلق يساورنا في ان يعتبر نظام الاسد ان تصعيد العنف بالوسائل التقليدية لم يعد كافياً حتى مع اللجوء الوحشي الى صواريخ سكود ضد مناطق شديدة الكثافة السكانية وان يفكر في استخدام اسلحة كيميائية ضد السوريين. انه امر مثير بشدة للقلق".
واضاف "من المهم في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك في سوريا ويزداد النظام يأساً ان تقول الولايات المتحدة والاسرة الدولية بوضوح شديد للاسد ان اللجوء الى الاسلحة الكميائية سيكون مرفوضاً تماماً".
وشدد المتحدث على ان "الرئيس كان واضحاً عندما قال انه اذا ما ارتكب الاسد ومن يأتمرون بأمره خطأ استخدام الاسلحة الكيميائية او اخلوا بواجبهم في ابقائها في امان فانه سيكون لذلك عواقب خطيرة وسيحاسبون عليه".
من جانبه اكد المتحدث باسم البنتاغون انه "ليس لديه حاليا معلومات استخباراتية لكي يؤكد ما قيل عن استخدام اسلحة كميائية في سوريا" واضاف "سنواصل بالتأكيد مراقبة الوضع".
وقالت بريطانيا أمس بعد تردد تقارير إعلامية عن هجوم بأسلحة كيميائية في سوريا إن استخدام مثل هذه الأسلحة أو نشرها هناك سيستدعي "رداً جاداً" من المجتمع الدولي.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية "المملكة المتحدة واضحة في أن استخدام الأسلحة الكيميائية أو نشرها سيستدعي رداً جاداً من المجتمع الدولي وسيضطرنا لإعادة النظر في موقفنا حتى الآن."
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي للصحافيين "نحن نعلم بالتقارير لكننا لسنا في وضع يسمح لنا بتأكيدها." واضاف نسيركي أنه إذا استخدم أي من الجانبين أسلحة كيميائية فسيكون ذلك "انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي" و"تصعيداً شائناً" للصراع السوري.
وقال المركز الإعلامي لريف حلب أمس إن حالات تسمم وقعت بين المدنيين بعد سقوط صاروخ سكود على المنطقة، وكان النظام السوري قال إن المعارضة أطلقت صاروخاً يحتوي على غازات سامة على حلب. وسرعان ما نفى مقاتلو الجيش السوري الحر اتهامهم من قبل النظام السوري بإطلاق صاروخ مزود برأس كيميائي، وحملوا دمشق مسؤولية هذا الهجوم.
وقال أحد الناطقين باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد الذي يشارك في اجتماع المعارضة في اسطنبول: "نفهم أن الجيش استهدف خان العسل باستخدامه صاروخاً بعيد المدى، ومعلوماتنا الأولية تشير إلى أنه يحوي أسلحة كيميائية". وأضاف أن "هناك الكثير من الضحايا، وعدداً كبيراً من الجرحى يعانون مشاكل في التنفس".
وتابع مقداد "لا نملك صاروخاً بعيد المدى ولا سلاحاً كيميائياً، لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوار". وقال مصور من "رويترز" في مدينة حلب السورية، إن ضحايا ما وصفته الحكومة بهجوم جرى استخدام أسلحة كيميائية فيه، يعانون مشاكل في التنفس. وأضاف أن الناس يقولون إنهم يشمون رائحة غاز الكلور في الهواء. وقال المصور إن المصابين نقلوا إلى أربعة مستشفيات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة في حلب، وإن بعضهم يعاني مشاكل في التنفس. وقال: "رأيت في الأغلب نساء وأطفالاً. قالوا إن الناس يختنقون في الشوارع، والهواء مشبع برائحة الكلور".
وقال التلفزيون السوري الحكومي إن المعارضة المسلحة أطلقت صاروخا يحتوي على مواد كيميائية قتل 25 شخصا وأصاب العشرات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة مؤيدة للمعارضة مقرها لندن وتراقب الحرب في سوريا من خلال شبكة من المراقبين في البلاد ان بين القتلى 16 جندياً.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نشعر بقلق بالغ لوقوع أسلحة دمار شامل في أيدي المتمردين الأمر الذي يزيد الوضع في سوريا تدهوراً ويصعد المواجهة في الدولة إلى مستوى جديد."
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن حكومته سترسل خطاباً إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعوه إلى تحمل مسؤوليته ووضع حد لهذه الجرائم "الإرهابية" ولمن يدعمونها داخل أراضي سوريا."
اللواء
السلاح الكيماوي يدخل الحرب السورية:
موسكو تدعم اتهامات النظام ..واشنطن لا تصدق.. وهيتو يمثّل سوريا في قمّة الدوحة
وكتبت صحيفة اللواء تقول "شهدت الازمة السورية تطورا ميدانيا غير مسبوق تمثل باستخدام الاسلحة الكيماوية في القتال في هجومين استهدفا بلدتي خان العسل في ريف حلب والعتيبة في ريف دمشق. الامر الذي تبادل طرفي الصراع في سوريا المسؤولية عنه وتباينت المواقف الغربية والروسية منه.
وجاء ذلك في وقت اعلن رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو بعد ساعات على انتخابه في اسطنبول رفضه لاي حوار مع نظام الرئيس بشار الاسد.
واتهمت دمشق مسلحي المعارضة باستخدام سلاح كيميائي في شمال البلاد، وفيما اعلنت روسيا، حليفة دمشق، امتلاكها معلومات حول استخدام المعارضة المسلحة لسلاح كيميائي، اكدت واشنطن التي تدعم المعارضة ان هذه الاخيرة لم تستخدم اي سلاح من هذا النوع.
واكدت آخر حصيلة رسمية سورية سقوط 31 قتيلا هم 10 عسكريين و21 مدنيا، واصابة اكثر من 110 بجروح، في سقوط «صاروخ يحمل مواد كيميائية» في منطقة خان العسل في ريف حلب الغربي. كما سقط صاروخ آخر في العتيبة بريف دمشق.
واتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي «ارهابيين» باستخدام «سلاح محرم دوليا»، معتبرا ذلك «تحولا خطيرا في ما يجري في سوريا على الصعيدين الامني والعسكري».
من جانبه صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين ان الصاروخ «اطلق من منطقة تسيطر عليها اطراف المجموعات الارهابية المسلحة وسقط بالقرب من مقر تواجد الجيش السوري وفي منطقة تسيطر عليها القوات السورية والموالين الذين لا يخضعون الى تاثير المجموعات الارهابية».
ونفى مقاتلو الجيش السوري الحر اتهامهم باطلاق صاروخ مزود برأس كيميائية، وحملوا دمشق مسؤولية هذا الهجوم.
وقال الناطق باسم الجيش الحر لؤي مقداد «لا نملك صاروخا بعيد المدى ولا سلاحا كيميائيا. لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوار».
وكانت موسكو عبرت عن «قلق بالغ» من معلومات حصلت عليها من دمشق وتفيد ان المعارضة السورية استخدمت اسلحة كيميائية في محافظة حلب. فيما اكد البيت الابيض من واشنطن انه لا يملك اي دليل على ان المعارضين السوريين استخدموا اسلحة كيميائية، محذرا حكومة الاسد من اللجوء الى تلك الاسلحة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني «نشعر بارتياب عميق في نظام فقد كل مصداقية. ونريد ايضا تحذير النظام من اطلاق مثل هذه الاتهامات للتغطية على لجوئه هو للاسلحة الكيميائية».
من جانبهاقالت الخارجية الأميركية إنها ليس لديها سبب يدعو لتصديق اتهامات الحكومة السورية للمعارضة باستخدام أسلحة كيماوية.
وذكرت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الوزارة أن الخناق يضيق على حكومة الأسد وقالت إن واشنطن «قلقة للغاية» من احتمال لجوئها لاستخدام أسلحة غير تقليدية.
بالمقابل ذكرت الخارجية الروسية «طبقا لمعلومات حصلنا عليها من دمشق استخدمت المعارضة السورية اسلحة كيميائية في وقت مبكر من صباح 19 اذار في محافظة حلب».
وجاء هذا التطور الميداني في وقت اصبح للمعارضة السورية رئيس للحكومة يفترض ان يشكل «حكومة موقتة» تستقر في «الاراضي السورية المحررة».
واعلن رئيس الحكومة الذي انتخبه الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية فجر امس في اول خطاب رسمي له ان «لا حوار مع النظام الاسدي».
وحدد هيتو، العناوين الرئيسية التي ستسير عليها حكومته، مشيرا الى انها «ستعمل كل ما في وسعها لبسط سيطرة نواة الدولة السورية الجديدة في المناطق الحرة تنظيميا واداريا بشكل تدريجي وبالتعاون الوثيق مع قيادة اركان الجيش الحر والكتائب».
وفي حين عبرت الخارجية الروسية عن «اسفها العميق» لانتخاب رئيس حكومة للمعارضة السورية، رحبت كل من فرنسا والولايات المتحدة بالانتخاب.وقالت الخارجية الفرنسية «اننا مقتنعون بان هذا الانتخاب سيساهم في توحيد صفوف المعارضة وترسيخ تماسكها»، مشيرة الى انها لم تصل بعد الى حد الاعتراف الرسمي.
وقالت نولاند ان المسؤولين الاميركيين «يعرفون ويحترمون» غسان هيتو لعمله مع الائتلاف السوري وفي الجهود الانسانية من اجل سوريا.
ورحبت قطر بانتخاب هيتو مؤكدة في الوقت نفسه ترحيبها به كممثل لسوريا في اجتماع القمة العربية التي تنعقد يومي 26 و27 الجاري في الدوحة.
ميدانيا قتل امس ١٥٠ شخصا في مناطق مختلفة من سوريا.وذكرت لجان التنسيق المحلية ان صاروخ سكود قد اطلق مساء امس من منطقة القلمون في ريف دمشق باتجاه الشمال السوري.
وكان المرصد افاد عن استيلاء مقاتلي المعارضة على مركز للهجانة قريب من الحدود الاردنية وعلى مركز كتيبة دبابات في ريف درعا."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها