تسارعت التقارير لدى الأجهزة الأمنية عن تحركات مشبوهة لمسلحين سوريين ولبنانيين معارضين للنظام السوري والتخطيط لتنفيذ هجمات على مواقع حدودية للجيش السوري، وحتى للجيش اللبناني في حال اعتراضه
رامح حمية -الاخبار
تسارعت التقارير لدى الأجهزة الأمنية عن تحركات مشبوهة لمسلحين سوريين ولبنانيين معارضين للنظام السوري والتخطيط لتنفيذ هجمات على مواقع حدودية للجيش السوري، وحتى للجيش اللبناني في حال اعتراضه تلك المجموعات المهاجمة، فضلاً عن تسليح النازحين السوريين في محلة الجورة في مشاريع القاع بالقرب من المعبر الشرعي اللبناني.
وورد تقرير منذ يومين، أشار إلى أن عمليات الرصد والاستطلاع لبعض التحركات المشبوهة في محلة الجورة أظهرت أن حركة الدراجات النارية «الكثيفة» في المحلة تعود إلى نشاط شبان لبنانيين وسوريين معارضين للنظام السوري في توزيع أسلحة حربية على خيم النازحين السوريين الموجودة في الجورة (معبر غير شرعي)، بالقرب من معبر جوسيه الحدودي في البقاع الشمالي. وأكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن المعلومات الأمنية الواردة بموجب التحريات والاستطلاعات أظهرت أن الهدف من عمليات التسليح «مهاجمة مراكز القوات السورية على الحدود اعتباراً من الأراضي اللبنانية، وتزامناً مع هجوم محتمل لمسلحي المعارضة من داخل الأراضي السورية باتجاه مركزي الإدارة العامة والأمانة الحدودي (جوسيه)، بغية السيطرة عليهما».
إلا أن الساعة الصفر للهجوم يبدو أنها لم تحن بعد، وخصوصاً أن الاشتباكات العنيفة التي تدور رحاها منذ أربعة أيام بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة لا تزال مستمرة على طول الطريق الممتدة من القصير حتى مشارف المركز الحدودي الذي لا يزال تحت سيطرة القوات السورية، بحسب المسؤول الأمني. وتصل أصداء أصوات الانفجارات والاشتباكات العنيفة بين الطرفين إلى مشاريع القاع، والقرى المطلة في الهرمل على المنطقة. لكن الأخطر في تقارير الأجهزة الأمنية يكمن في معلومات تشير إلى استهداف مراكز للجيش اللبناني الموجودة في محلة الجورة، فيما لو تعرض عناصر تلك المراكز للمسلحين داخل الأراضي اللبنانية. وعلمت «الأخبار» أن المعلومات الأمنية التي توافرت استدعت من الأجهزة الأمنية على اختلافها رفع جاهزيتها واستقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة أول من أمس. وعلمت «الأخبار» أن المجموعات المسلحة تمكنت من فتح طريق عبر أراضي جوسيه السورية وجرود بلدة القاع، وصولاً إلى عرسال، بدلاً من الممرات السابقة التي أقفلت بعد انتشار الجيش اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أن محلة الجورة شهدت على مدى الأشهر الماضية اشتباكات عنيفة، سقط خلالها قتلى لبنانيون وسوريون من المجموعات المسلحة، آخرها منذ أسبوع تقريباً، كما شهدت نهاية آذار من العام الفائت اعتداءً على مركز أمني في بلدة النزارية في سوريا، ما استدعى تدخلاً عنيفاً من الجيش السوري، ودخول الجيش اللبناني إلى البلدة، حيث ضبط سيارتين إحداهما من نوع هيونداي وأخرى تويوتا، وبداخلهما عشرة أشخاص، خمسة منهم لبنانيون والبقية سوريون، وضبطت بحوزتهم أسلحة متوسطة وخفيفة وكمية من الذخائر والأعتدة العسكرية.
من جهة أخرى، نفت قيادة الجيش إخلاء بعض مراكزها على الحدود الشرقية من القاع، وصولاً الى قوسايا، وأكدت أن قوى الجيش تقوم بمهماتها كالمعتاد في ضبط الأمن والاستقرار وحماية المواطنين على امتداد الحدود اللبنانية ــــ السورية، ولفتت الى أنه تم تعزيز هذه القوى أخيراً.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه