"البناء المعروف باسم المسجد الكبير، هو أقدس موقع في الإسلام، لأنه يحتضن الكعبة الشريفة، التي يتجه صوبها المسلمون أثناء الصلاة". و"الأعمدة هي آخر ما تبقى من أقسام المسجد، الذي يعود تاريخه لمئات السنين.
على قدم وساق تستمر الحكومة الوهابية في المملكة العربية السعودية بتدمير التراث الإسلامي، لا فرق عندهم قداسته وعظمة دلالته التاريخية والحضارية على الديانة الإسلامية التي جاء بها خاتم الأنبياء محمد (ص).
ففي دليل جديد نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا خطيراً كتبه جيروم تايلور تحت عنوان "صور لا تريد السعودية أن تُرى، وهي تثبت أن أكثر المواقع الإسلامية قداسةً يجري تدميرها في مكة"، حيث "يخشى علماء الآثار من أن يكون مشروع تطوير بقيمة مليار جنيه استرليني قد أدى إلى تدمير المواقع التاريخية الرئيسية".
في التفاصيل يستهل الكاتب مقاله بالقول إن"السلطات في السعودية باشرت بتفكيك بعض أقدم أقسام أكثر المساجد أهمية في الإسلام، كجزء من أعمال التوسع المثيرة للجدل والتي تُقدّر تكاليفها بالمليارات". ويكشف الكاتب"أن صوراً حصلت عليها صحيفة الإندبندنت تفضح كيف أن عمالاً يشغّلون آلات الثقب والحفارات الميكانيكية، قد بدأوا بهدم بعض الأقسام العثمانية والعباسية في الجانب الشرقي من المسجد الحرام في مكة المكرمة".
ويوضح الكاتب أن"البناء المعروف باسم المسجد الكبير، هو أقدس موقع في الإسلام، لأنه يحتضن الكعبة الشريفة، التي يتجه صوبها المسلمون أثناء الصلاة". ويقول "إن الأعمدة هي آخر ما تبقى من أقسام المسجد، الذي يعود تاريخه لأكثر من بضع مئات من السنين، وهي تشكل المحيط الداخلي على مشارف أرض الرخام الأبيض المحيطة بالكعبة الشريفة".
ويشير الكاتب إلى أن "الصور الجديدة التي التُقطت على مدى الأسابيع القليلة الماضية، دقت ناقوس الخطر بين علماء الآثار،" "وهي تأتي في الوقت الذي سافر فيه الأمير تشارلز مع دوقة كورنوول لزيارة السعودية، علماً أن تشارلز مؤيد منذ زمن بعيد للحفاظ على التراث المعماري".
"وقد لقي توقيت جولته انتقادات من نشطاء حقوق الإنسان بعدما قتل السعوديون 7 رجال علناً مطلع هذا الأسبوع،" "على الرغم من مباعث القلق الرئيسية حيال محاكمتهم، وحقيقة أن بعض هؤلاء الأشخاص كانوا أحداثاً حينما ارتكبوا جرائمهم المزعومة".
وينتهي الكاتب إلى القول إن "صحيفة الإندبندنت وجهت إلى السفارة السعودية في لندن عدداً من الأسئلة عن خطط التوسّع،" "وعن أسباب عدم بذل مزيد من الجهود من أجل المحافظة على المواقع التاريخية الرئيسة". "غير أن السفارة أجابت بالقول: شكراً لكم على التواصل، لكن لا تعليق لدينا حول هذا الموضوع".