مسح دولي أجري خلال عام 2012 الفائت أن 1.7% من البشر لم ينالوا أي نقطة ليكشفوا أنهم يعيشون في تعاسة تامة، وأن النسبة الأكبر من البشر والبالغة 26.2 % يعيشون بحالة معلقة فلا سعادة ولا تعاسة
احتفل العالم، يوم أمس، باليوم الدولي الأول للسعادة وفقاً لما قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة في حزيران/ يونيو الماضي باعتماد يوم 20 آذار/ مارس من كل عام يوماً دولياً للسعادة. وبهذه المناسبة وجه الأمين العام الأممي بان كي مون برسالة قال فيها إن "بلوغ السعادة هو غاية الجهد، الذى يبذله البشر في جميع أنحاء العالم في سعيهم إلى العيش في جو يمنحهم الشعور بالسعادة، ويساعد حتماً في بناء المستقبل الذي نصبو إليه". ويتيح لهم تحقيق أحلامهم، مشدداً على أن الرفاهية المادية ما زالت بعيدة المنال بالنسبة لأعداد كبيرة جداً من الناس ممن يعيشون في فقر مدقع، وفي أزمات اجتماعية واقتصادية، والعنف والجريمة، والتدهور البيئي ومخاطر تغير المناخ". ودعا إلى تعزيز الالتزام بتحقيق التنمية البشرية الشاملة والمستدامة، وتعهد بمد يد المساعدة للآخرين.
وتقيّم السعادة وفق مقياس مكوّن من 10 نقاط، بحيث يدل الرقم صفر إلى التعاسة أو الشقاء بالكامل والرقم 10 يدل على السعادة التامة، وبينت نتائج مسح دولي أجري خلال عام 2012 الفائت أن 1.7% من البشر لم ينالوا أي نقطة ليكشفوا أنهم يعيشون في تعاسة تامة، وأن النسبة الأكبر من البشر والبالغة 26.2 % يعيشون بحالة معلقة فلا سعادة ولا تعاسة، 3.3%من البشر يشعرون بالسعادة القصوى.
وأصدر معهد ليغاتوم الدولي المتخصّص في دراسات الازدهار الاقتصادي والتنمية المجتمعة لدول العالم تقييماً لسعادة البشر في 142 دولة من العالم خلال عام 2012، فحلّت الدنمارك في المركز الأول، ثم فنلندا، فالنروج، ثم هولندا، وجاءت كندا خامسة، واحتلت المراكز من السادس حتى العاشر، كل من سويسرا، السويد، نيوزيلندا، أستراليا وإيرلندا على الترتيب. أما الولايات المتحدة فجاءت في المركز الـ11، وتلتها المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة عشرة. ومن حيث قائمة الشعوب الأكثر تعاسة جاءت في المركز الأول جمهورية أفريقيا الوسطى، واحتلت المركز 142 والأخير على مؤشر الازدهار، ثم الكونغو في المركز الثاني قبل الأخير، وبعدها أفغانستان في المركز الثالث، ثم تشاد في المركز الرابع.
أما بالنسبة للعالم العربي ووفقاً لتقرير السعادة العالمي 2012 لقائمة تضمنت 50 شعباً، فقد دخلت في القائمة أربع دول عربية فقط، هي : الإمارات في المرتبة الـ17، ثم السعودية في المركز الـ26، ثم الكويت في المرتبة الـ29، ثم قطر في المركز الـ31.
يذكر أن بوتان هي صاحبة اقتراح تحديد يوم عالمي للسعادة، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويتطور مفهوم السعادة في هذه المملكة الصغيرة في جبال الهيمالايا، حيث يتضمن دستور البلاد منذ عام 2008 عبارة "الناتج القومي من السعادة". وهناك مؤشر يتكوّن من تسع نقاط لتقييم شعور المواطنين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية، ووفقاً لمفردات هذا التقييم، من الممكن أن يكون شخص معدم سعيداً. وفي دستور آخر تظهر كلمة سعادة، وهو دستور الولايات المتحدة، لكن مفهوم "السعي إلى السعادة" في هذا الدستور منذ 225 عاماً لا يعني الصدفة أو السرور، بل يعتبر السعادة إمكانية لتحديد المصير.