23-11-2024 06:28 AM بتوقيت القدس المحتلة

فرنسيو غونتنامو لموقع المنار 3/3:من هي الجهات التي كانت تعرف مكان تواجد بن لادن

فرنسيو غونتنامو لموقع المنار 3/3:من هي الجهات التي كانت تعرف مكان تواجد  بن لادن

يقول الحاضرون من الذين خاضوا حصار تورا بورا كما يسمونه، إن عدد الذين سقطوا جراء القصف الأميركي بواسطة الطائرات العملاقة من طراز ب - 52 كان بحدود الأربعين قتيلا، أما عن التموين فكان يأتيهم من باكستان

 

 كتب نضال حمادة:

يقول الحاضرون من الذين خاضوا حصار تورا بورا كما يسمونه، إن عدد الذين سقطوا جراء القصف الأميركي بواسطة الطائرات العملاقة من طراز ب - 52 كان بحدود الأربعين قتيلا، أما عن التموين فكان يأتيهم من باكستان على ظهر دابة، وهكذا هي الحال بالنسبة للماء. إلا أن الدابة التي كانت تنقل المياه قتلت بغارة جوية وقد حزنوا عليها كما يقولون.

 كيف تمكنتم من الانسحاب؟

يجيب الجميع بأن الجيش الباكستاني هو الذي أمن الانسحاب للمقاتلين الذين كانوا في تورا بورا، حيث أرسل مندوبا قال لهم إن الطيران الأميركي سوف يتوقف عن القصف كي تنسحبوا على أقدامكم، وعند الطرف الآخر من الجبل سوف تكون بانتظاركم شاحنات للجيش الباكستاني لتقلكم إلى إسلام آباد، ومن ثم سوف يسلم كل شخص لسفارة بلاده. وهذا ما حصل، غير أن الباكستانيين وبدلاً من أن يسلموننا إلى سفارات بلدانا، سلمونا للقوات الأميركية التي نقلتنا إلى غونتنامو.

 وحول مكان وجود أسامة بن لادن خلال تلك الفترة، يؤكد الجميع أنه لم يكن في تورا بورا أبدا، وهو قد ترك أفغانستان باكراً وذهب إلى باكستان حيث كان مقيما في دار معروفة تسمى "نزل الجزائريين" ولم يكن مكانه هذا بخافٍ عن السلطات الباكستانية ولا على "الشباب" الذين زاره بعضهم في تلك الفترة، قبل أن ينتقل إلى الحياة السريّة.

 وحول امتلاك الأميركيين لمعلومات عن مكانه يقول احدهم: "لا أدري إذا كانت المخابرات الباكستانية قد أخبرتهم بمكان الشيخ لكن من المؤكد أنهم كانوا يعلمون بوجوده في باكستان، ورغم ذلك ادعوا انه في متحصن تورا بورا داخل منشئات تحت الأرض، وهذه الإدعاءات كانت  فقط للظهور أمام شعوبهم بمظهر الذي يبحث عن عدوه ويعرف ماذا يفعل."

 وعن الأسباب التي جعلت بن لادن يطمئن للعودة إلى باكستان قال أحد الحاضرين من مقاتلي القاعدة سابقا: "كما تعرفون هناك الكثير من مؤيدي حركة طالبان وتنظيم القاعدة في صفوف المخابرات الباكستانية وداخل الجيش الباكستاني، ومن الواضح أن الشيخ استفاد من هذه القوى الحاضرة في تلك الفترة لكن هذا لم يدم طويلا حيث انتقل الشيخ إلى العمل السري وتوارى عن الأنظار ."

 "لقد رفض الملا عمر طرد القاعدة من أفغانستان رغم طلب الكثير من قيادات طالبان يومها ما تسبب بغزو أفغانستان من قبل أميركا والغرب" يقول الجمع، وعن السبب الذي جعل الملا عمر يفعل هذا، يجيبون: "إن تقاليد القبائل الأفغانية تمنع تسليم الضيف، ونحن كنا بمثابة ضيوف على دولة أفغانستان الإسلامية. هذا هو السبب في قرار الملا عمر".

 قالوا إن أسامة بن لادن فرّ مع الملا عمر، هل هذا صحيح؟ هنا يجيبون بضحكات ساخرة: "هذه خرافات وأكاذيب الإعلام الغربي. الملا عمر بقي في أفغانستان ولم يغادرها، وهو كان محميا من البشتون بينما غادر الشيخ  أسامة دولة أفغانستان الإسلامية في اليوم الأول من الغزو".

 لقد غادر الشيخ أسامة إلى باكستان وترككم في أفغانستان؟

 هنا الجواب كان حاسما وجماعيا: "لقد طلبت منا قيادة القاعدة أن يتدبر كل شخص أمر انتقاله إلى باكستان أو دولة أخرى، وهذا أمر منطقي لأن القاعدة ليست دولة، وبالتالي ليس لديها إمكانيات الدول. إن جميع الذين كانوا في أفغانستان من العرب أتوا إليها من تلقاء أنفسهم وبطرقهم الخاصة وعلى نفقتهم، وكانت الطريقة الوحيدة للحفاظ عليهم هي الطلب منهم أن يغادروا فورا وهذا ما حصل".

 "هل تعتقدون أن الشيخ أسامة بن لادن سوف يقع في قبضة الولايات المتحدة؟ قد يستشهد لكن لن يقبضوا عليه حياً"، أجاب الجميع.

 ملاحظة: هذه التقارير نتيجة حوارات حصلت منذ أسابيع أي قبل إعلان مقتل أسامة بن لادن.

 الجزء الأول من: فرنسيو غوانتنامو يتحدثون عن بن لادن

الجزء الثاني من: فرنسيو غوانتنامو يتحدثون عن بن لادن