بالحرف والنغمة والبسمة واللون أشعلت فرقة النصر ورد أمسية عيد الأم بالعطر والمحبة راسمة لوحة فسيفسائية تشبه الربيع بألوانها الزاهية .
الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعبا طيب الأعراق
لطالما نتغنى بهذا البيت الشعري الفذ، ويثبت التاريخ الإنساني، أن الأم هي القالب الصانع للأجيال، أجيالنا اليوم التي صنعت الانتصارات العظيمة في وجه أعداء الأمة .. وإن بحثت عن سبب دفين ترى رحمة الله متجلية في أمهاتنا الطاهرات المؤمنات.. هي وحي احتفال "فرقة النصر"، مساء الأربعاء، في صالة المطار، في ضاحية بيروت الجنوبية، اجتمعت الأمهات مع الأبناء في سهرة فنية اتسمت بالمحبة وتلونت بأوراق الربيع الذي لفّح بأنواره الوجوه الطيبة.
وتميزت السهرة بوجود شخصيات من عالم المجتمع والأدب والثقافة والإعلام، ألقى الشاعر الزجلي محمد بنّوت قصائد جميلة عن الأمومة وحب التضحية والإخلاص.
امي يا حضن كبير حببني..
بطعم الدفا وحوّش الي عنّاب
كفك انا وزغير ضاربني..
وينك انا وكبير كفك داب؟
ولقيت امي عم تعاتبني ..
مقهور ؟؟ مني خود جيب تياب
رحمة بضعفي ردّ جاوبني..
دمي شربو بيرخص الك جلاّب
الشاعرة والأديبة أمل طنانة ألقت قصيدة مقفاة أهدتها لأمها المتوفاة وتحدثت فيها عن شجنها وألم الفراق.
وكنت أنام ليمسي جبيني ..
صلاة اوسّدها راحتيكِ
فيغدو سريري أراجيح حلم ..
لطير تغنى على غصن أيك
ويمسي فؤادي قريرا بحضن ..
حماني والقى همومي عليك
أيا نهر كل العطايا وأميّ..
انا زورق تاه عن ضفتيك ِ
ومذ كان ذاك الزمان وكنّا ..
رسول الدموع إلى مقلتيكِ
وزميلنا في قناة المنار الشاعر محمد بندر ألقى قصيدة كان قد كتبها قبل إلقائها بساعات قليلة، أهداها لأمه مفتخرا بها وبعطاءاتها المجيدة.
هزّي سريريَ كي تغفو ثلاثيني
غنّي فصوتكِ يسري في شراييني
نطقتُ باسمك أولى ما نطقت به
ماما... تلعثم حرفي فلتناغيني
لامي كرائي، وألعابي مبعثرة
وشرفة العطر ما زالت تحيّيني
وبان سنّي فضاءت بسمة عشقت
ثغر السنا، فتجلى الضوء يحدوني
وشاعر "فرقة النصر" زميلنا في موقع المنار الالكتروني محمد علوش:
سطور المحبة لو الف صفّي
وقلتن الك ما بعتقد وفّي
يا معبقا عطر الصلا بالبيت
حضنك البيت بكاملو مدفّي
الليلة تا ارجع طفل شو تمنيت
وما بين ديكي اسكن ملفي
وزندك نهر ناغى إلي ت حكيت
تمرجحت من ضفي على ضفي
وقدمت فرقة المخرج والممثل ربيع أيوب( الممثل محمد شمص والممثل عدي الطفيلي) مجموعة استكشات مضحكة من وحي المناسبة.
كما قامت فرقة النصر بتقديم لوحة تشكيلية معبرة من وحي المناسبة وهي بريشة الفنانة التشكيلية أحلام عباس إلى السيدة سمر الحاج، تقديرا لجهودها في "سفينة مريم"، وشارك المنشدان الضيفان خضر صيدح ومحمد شرارة بأناشيد بالمناسبة، بالإضافة لمنشدي فرقة النصر محمد علوش ومحمد الطقش.
كما وألقى علي حويلي خاطرة نثرية بالمناسبة وعزفت فاطمة القلاّ لحنا من تأليفها وانشدت لها ابنتها نشيدا خاصا ..
كما وشارك كل من الفنانين التشكيليين بعرض اعمالهم : ثريا حلال ، دعد أبي صعب سوقي، رباب أمين، علي سبيتي
السيدة سمر الحاج: كل التحية لأمهات الشهداء
وعلى هامش الاحتفال التقى موقع المنار، بالسيدة سمر الحاج، والتي عبرت عن تقديرها الكبير لشخص زميلنا محمد علوش، وعن اعجابها بتقديمه نشيد "سفينة مريم"، إذ هو من تطوع لهذه المهمة، " فقد أكبر قلبنا وجعلنا نفتخر به وبانجازاته الفنية، واعتبره ابناً من أبنائي وصديقا أساسيا لنا في نشاطات سفينة مريم. وعن مناسبة الاحتفال، قالت السيدة الحاج إنها في هذا اليوم تستذكر بكل إباء الحاجة أم عماد مغنية أم الشهداء، "كلنا نحلم أن نتشبه بهذه السيدة العظمية التي قدمت أبنائها الثلاث شهداء في سبيل الوطن والقضية والدين، من هنا أحيي كل سيدة وأم عربية مقاومة فبهن وبتقديمهن أولادهن على مذبح الوطن ننتصر .. فلو لم يكن يكن خلف هؤلاء الأبطال أمهات من هذا النوع لما انتصرنا .. احيي كل أم صامدة في سوريا والبحرين والعراق وأرفع لها التحية في هذا العيد المبارك".. وختمت السيدة سمر الحاج كلمتها مرسلة رسالة إلى والدتها المتوفاة إذ قالت :" في العيد القادم أتمنى أن أزور قبر أمي وأخبرها أن سوريا الأسد انتصرت مثلما أخبرتها أن لبنان انتصر في العام 2006.. هذا وعد أكيد"..
السيدة مصطفى : نقبل أيادي كل الأمهات
السيدة سوزان مصطفى مسؤولة الهيئة النسائية في الحزب العربي الديمقراطي، أحبت أن تقول لموقع المنار الالكتروني إن :"هذا العيد بالنسبة لي مقدس وشعوري في هذه اللحظات لا يوصف لأن الأم هي الدنيا والأمل والحب والحنان. في هذه المناسبة نفتخر بها ونقبل أيادي كل الأمهات اللواتي كافحن .. هذا الاحتفال تحية صغيرة جدا للأمهات اللواتي يناضلن في بيوتهن خاصة أمهات الشهداء ..وأوجه لهن تحية أينما كن في لبنان وسوريا والبحرين واللواتي خسرنا أولادهن ونقول لهن نحن أولادكن.. ونقبل ايديكن واحدة واحدة..".
المنشد محمد الطقش : نحن فرقة نتطور بفضل دعاء أمهاتنا
عن سبب انعقاد هذا الاحتفال، من قبل فرقة النصر التي تأسست في العام 2006، قال مدير الفرقة المنشد محمد الطقش "هذا الاحتفال المتواضع هو عبارة عن تحية بسيطة للأم في عيدها المجيد ونقول لهن كل عام وانتن بخير.. وهذه ليست تجربتنا الأولى في هذا الاحتفال بل هي الرابعة على التوالي وتشهد اقبالا أفضل كل عام .. ونحن نخص بالذكر امهات الشهداء في لبنان وسوريا والعراق والبحرين.. لهن ذكر خاص في برنامجنا".
الفنانة التشكيلية رباب أمين : غنى الأمومة غنى للفنان في لوحاته
الفنانة التشكلية رباب أمين تخص أمها في أكثر من لوحة، وهي تقول :"لوحتي الأولى تعبر عن الأمومة والثانية عن الربيع. والأم هي نفسها الربيع والولادة مستوحى من حضن الحنان مجرد أن يضع أحدنا رأسه بحضن أمه تتبدل كل همومه ويصبح عنده ربيع ثان.. واللوحة الثانية رسمت الفرح عندما تغمر الأم الولد وتقبله.. هذا الفرح من قبلة أم لطفلها، عندما تنظرين إلى هذه اللوحة تعطيك هذا الإحساس الجميل بالأمومة والربيع.. فالآمومة دائما فيها تجدد وربيع ودائما الأم تنظر إلى طفلها على أنه ربيع عمرها... ".
الفنان التشكيلي علي سبيتي : الأم إحساس يعطينا دفعاً للأفضل
ومن ناحيته قال الفنان التشكيلي علي سبيتي" في موضوع الأم لا نقدر أن نعبر عنه أو نصفه بسهولة أنه جدا متصل بذواتنا ودواخلنا الخفية والباطنية ومهما قمنا برد الجميل لا يمكن أن نفيها حقها. لذا احاول قدر المستطاع أن أجسد طبيعة الحياة التي تعيشها أمهاتنا. في هذه اللوحات الثلاث تصوير صفتي الحنان وجهدها الدائم وتعبها المستمر في سبيل راحة ابنائها.. من هنا تأتي مشاركتي في هذه السهرة اللطيفة عربون محبة وامتنان لوالدتي ولكل أم فاضلة..".
الشاعر محمد بندر : الشعراء قصروا مع الأم لإدراكهم عدم القدرة على إيفائها حقها
في سؤال يمكن أن يطرح لماذا الشعراء عبر التاريخ قليلا ما نظموا شعرا عن الأم، في مقابل حب الوطن مثلا؟.. عن هذا السؤال يجيب زميلنا الشاعر محمد بندر :" عيد الأم مناسبة عالمية وخاصة في الان نفسه، وتصل إلى مستوى القداسة، لأن الأم هي كل شيء في هذه الحياة. وهي بالنسبة إلي بمستوى الوطن. فقد أوصى بها الله والرسول (ص). فمهما كتب الشعراء عن الأم باعتقادي لا يوفوها حقها أبدا أو حتى طلقة واحدة من حملها. صحيح القصائد التي قيلت بحق الوطن أخذت رواجا أكبر من القصائد التي تعبر عن حب الأم ولكني أرى أن الانتماء للأم هو اعمق وأكبر على قاعدة أن الإنسان يمكن أن يختار أي بلد ليكون موطنا له ويستقر فيه ولكنه ليس بمقدوره أن يختار أما أخرى له .. شخصيا هي المرة الأولى التي أكتب فيه لأمي قصيدة وأول مرة اشارك في هذه المناسبة .. لا اعتقد أن هذا تقصيرا مني بل لأني أعتبر أنه مهما قدمت لأمي أبقى مقصرا في حقها لهذا السبب كنت امتنع عن كتابة الشعر وكلمة كل عام وأنت بخير تشكل لها أهم من مئة قصيدة.. ".
بالحرف والنغمة والبسمة واللون أشعلت فرقة النصر ورد أمسية عيد الأم بالعطر والمحبة راسمة لوحة فسيفسائية تشبه الربيع بألوانها الزاهية .
تصوير : وهب زين الدين -محمد كوراني