ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 23-3-2013 الحديث عن استقالة الرئيس نجيب ميقاتي من رئاسة الحكومة اللبنانية، كما تحدثت عن تطورات الازمة السورية.
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 23-3-2013 الحديث عن استقالة الرئيس نجيب ميقاتي من رئاسة الحكومة اللبنانية، كما تحدثت عن تطورات الازمة السورية.
السفير
استقالة ميقاتي تحرّر الكل .. طمعاً بالتسويات
وكتبت صحيفة السفير تقول "بل ان هذه المبرّرات ذاتها كان يمكن استخدامها لتأكيد الاستعداد لتحمّل المسؤولية ومواجهة المخاطر التي يتعرض لها الوطن والمرشحة للتفاقم، ليس لأسباب محلية فحسب، بل أساساً في ظل التطورات الدموية المتفاقمة خطورة التي تتهدد سوريا بمخاطر قاسية قد تلامس وحدة دولتها.
عندما قبل ميقاتي «المهمة الفدائية» قبل سـنتين ونيف، قال «هذه أفضل وسيلة لحماية لبنان واللبنانيين».
ليل أمس، سألت «السفير» ميقاتي عن سر استقالته، فأجاب: «قبلت المهمة لأحمي بلدي وناسي.. وقد بادرت الى الاستقالة لاقتناعي بأنها خير وسيلة لحماية لبنان واللبنانيين.. والتاريخ سيحكم على صحة موقفي أو عدمه».
ولكن هل يمكن استبعاد العوامل الخارجية عن التأثير بالتعجيل في تقديم الاستقالة، التي قد يراها البعض خدمة ولو غير مباشرة للتحشيد الذي يحصل في المنطقة ربطا بالملفين السوري والايراني؟
منذ اليوم الأول لدخوله الى السرايا، تعامل ميقاتي مع الحكومة بوصفها مزيجاً مركباً يملك قرار حياتها أو موتها طرفان لا ثالث لهما: الأول هو الرئيس الأميركي باراك أوباما، ولو أنه فوّض البريطانيين بـ«المهمة اللبنانية». الثاني هو السيد حسن نصرالله.
عندما واجه قضية تمويل المحكمة الدولية، نجت الحكومة بقرار مشترك للأميركيين و«حزب الله». ويوم سقط اللواء وسام الحسن شهيداً، تكررت النجاة الميقاتية على يدي الاثنين، وكان مشهد سفراء الدول الكبرى من حول ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في القصر الجمهوري واتصال الحاج حسين الخليل (المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله») بالمعتكف في دارته البحرية الجديدة، كفيلا بكتابة «العمر الثاني» للحكومة.
أمس الأول، قال باراك أوباما كلمته وغادر القدس المحتلة: «حزب الله» منظمة إرهابية وعلى العالم كله التعامل معه على هذا الأساس. سياسيا، قرر الأميركيون حجب الثقة.
قبل أوباما، وصلت الرسالة الى ميقاتي بـ«البريد السريع» من مصدرين: الأول، وليد جنبلاط بالنيابة عن السعوديين، الثاني، الرياض مباشرة، بأن آن أوان رحيل الحكومة.. وبقاء أشرف ريفي في موقعه أهم من بقاء الحكومة.
صار السعودي ـ المشروعية، عنصراً أساسياً في المعادلة. حسبها ميقاتي جيدا. لا مخرج أفضل من قضية أشرف ريفي، ما دامت الاستقالة قد صارت أمراً واقعاً. قرر الرجل أن يتبنى قضية ضابط يجلس في متراس الخصوم ويطلق النار عليه سياسياً من طرابلس وغيرها، برغم ما وفره له وللشهيد وسام الحسن من حماية.
صار التمديد لأشرف ريفي أفضل وسيلة ابتزاز لـ«حزب الله». قالها ميقاتي بالفم الملآن: «اذا لم تقبلوا معي بالتمديد لأشرف، فسأقدم استقالتي». حسم رئيس الحكومة أمره منذ أيام قليلة، وثمة رسائل قصيرة كانت تشي بالقرار المتخذ سلفا.
حاول نبيه بري أن يفاوضه، قال له: «يا دولة الرئيس دعنا نؤجل اتخاذ القرار بخصوص أشرف لمدة أسبوع، وهذه فرصة لكي نحاول الأخذ والرد مع الآخرين وأنا مستعد للسير معك». كان جواب ميقاتي مرارا وتكرارا: «أريد الجواب اليوم (التمديد لريفي). ماذا اذا أرجأت قراري وكانت النتيجة نفسها»؟
لم يكتف بذلك، فتح خطه وتحدث أكثر من مرة مع الحاج حسين خليل وقال له في آخر اتصال: «أريد جوابا نهائيا»، فقال له: «يهديك سماحة «السيد» (نصرالله) تحياته ويقول لك اعمل ما يريحك.. لكننا لن نسير لا بقضية أشرف ولا هيئة الإشراف».
جرت العادة طيلة سنتين، أن يكون ميقاتي متساهلا ومنفتحا، خاصة عندما يكون مترددا أو أن الأمر ملتبس
عليه. مفارقة الساعات الأخيرة، أنه كان حاسماً أمره ولا تردد يشوب عباراته. أصر على الحسم وفاجأ أقرب مستشاريه، عندما بدا سعيدا ومرتاحا لحظة دخوله الى السرايا كما بعد تلاوة بيان الاستقالة، ومن التقاه في دارته ليلا من «الأصدقاء» أدرك أن ميقاتي يتصرف على قاعدة «الحمد لله.. لقد تحررنا».
والمفارقة اللافتة للانتباه أن الجرأة التي تحلى بها ميقاتي، أمس، قابلتها جرأة سياسية لقوى «8 آذار»، وتحديدا «حزب الله»، لا مثيل لها منذ لحظة ولادة هذه الحكومة، بقولها للمرة الأولى: لا حاسمة وغير قابلة للأخذ والرد.
وما ينطبق على ميقاتي و«حزب الله»، يسري على وليد جنبلاط الذي تنفس الصعداء مع استقالة الحكومة، بعدما أدى قسطه للعلى مع «حزب الله» طيلة سنتين، هما من أصعب السنوات، ربطا بالأزمة السورية المفتوحة على مصراعيها. باع جنبلاط بشراكة كاملة مع ميقاتي وميشال سليمان الاستقالة للسعوديين من دون أن يقبض منهم شيئا، وذهب أبعد من ذلك عندما جزم بعد دقائق من خروج ميقاتي من السرايا بأنه سيقدم ورفاقه في «جبهة النضال» ترشيحهم على أساس «قانون الستين».
حررت استقالة ميقاتي «قوى 14 آذار» من دون أن تقتحم السرايا ولا يسقط شهيد جديد ولا يقع حدث أمني. رفعت اعتصامها المنسي من رياض الصلح ومن أمام دارة ميقاتي الطرابلسية... وراحت تصفق لجرأة المستقيل في وسائل إعلامها.
تحرر الجم?