أيستحقّ «الفنّ» أن ننسى آلامَنا وعذاباتِنا التي لم تتوقّف يوماً منذ تأسيس «إسرائيل»؟ أتستحقّ بضعُ ساعاتٍ من المرح والطرب أن ننسى عشراتِ آلاف القتلى على يد أصحاب النشيد «الوطني» الإسرائيلي؟..
بعثتْ «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل» في لبنان برسالة مفتوحة مستقلة إلى الذاهبين إلى عرض «غانز إن روزس» وإلى منظّمي الحفل ورعاته بتاريخ 10 آذار (مارس) 2013. وفي ما يلي نصّ الرسالة:
أيها اللبنانيون :
قريباً، في 30 آذار، قد تحلّ بينكم فرقةٌ عزفت النشيد «الوطني» الإسرائيليّ صيفَ العام الماضي، ولم تجد حرجاً في مجاملة الدولة الصهيونيّة التي أعملتْ في دولنا القتلَ والاحتلالَ والتهجيرَ منذ العام 1948. فهل ستدعمونها بشراء بطاقاتٍ لعرضها؟ هل ستصفّقون وتصفّرون وتهلّلون لمن عزف نشيداً يمجّد هذه الدولة القاتلة؟ أيستحقّ «الفنّ» أن ننسى آلامَنا وعذاباتِنا التي لم تتوقّف يوماً منذ تأسيس «إسرائيل»؟ أتستحقّ بضعُ ساعاتٍ من المرح والطرب أن ننسى عشراتِ آلاف القتلى على يد أصحاب النشيد «الوطني» الإسرائيلي؟..
أهذا هو شعب لبنان «العظيم»؟ أهذا هو شعبُ العزّة والحريّة والكرامة والسيادة والاستقلال والمقاومة؟
لا تشتروا أيّ بطاقة إلى هذا الحفل الذي تقيمه فرقةٌ داعمةٌ لقتلكم وتهجيركم. وإذا اشتريتم فردّوها اليومَ قبل الغد، واسترجعوا ثمنَها. لا تعطوا قرشاً واحداً لمن يجامل مغتصبَكم ويطمس جرائمه!.
أمّا أنتم أيها المنظّمون والرعاة، فمن المؤسف جداً أنّكم لم تقوموا بأيّ بحثٍ لتعرفوا هويّةَ الفرقة التي دعوتموها إلى بيروت، عاصمةِ الألم والكرامة والمقاومة والشهداء. ألا يجدر بكم أن تتوقفوا فوراً عن رعاية الحفل وتنظيمِه بعدما علمتم، الآن على الأقلّ، بموقف هذه الفرقة المخزي من عدوّ لبنان (الرسميّ والشعبيّ)، «إسرائيل»؟..
إننا نطالبكم، باسمنا وباسم كلّ المتضرّرين من الكيان الصهيونيّ بسحب الدعوة فوراً، مهما كلّفكم الأمر. وتذكّروا: هناك عشراتُ الفرق العالميّة التي تقاطع الكيانَ الصهيونيّ، فادعوها، واعزلوا الفرقَ الداعمة له، لأنّ دعمها هذا سلاحٌ إضافيٌّ ضدّ شعبنا وأمّتنا. فليقفْ لبنان، رسميّاً وشعبيّاً، فنيّاً وثقافيّاً وإعلاميّاً وقانونيّاً، في وجه كل من يدعم «إسرائيل» أو يجاملها أو يطمس جرائمها!..