تحدث عالم اللغويات الأميركي نعوم تشومسكي عن "العنف والكرامة" عبر استعراضه الكثير من المسلكيات السياسية للولايات المتحدة والغرب في بقاع تمتد من غزة إلى إيران وأمريكا اللاتينية.
في مقابلة نوعية، مع قناة بي بي سي البريطانية، وعلى مدى أربعين دقيقة تحدث عالم اللغويات الأميركي نعوم تشومسكي عن "العنف والكرامة" عبر استعراضه الكثير من المسلكيات السياسية للولايات المتحدة والغرب في بقاع تمتد من غزة إلى إيران وأمريكا اللاتينية.
أما إجاباته على أسئلة الحضور التي اضطر إلى إنهائها عمر القطان، مدير مركز "موزاييك رومز" المنظم لسلسة محاضرات إدوارد سعيد السنوية، والتي جاءت محاضرة تشومسكي في إطارها، ببساطة لأن شهية الحضور للأسئلة كانت أكبر من أن تستوعبها الأمسية، فقدت تناولت قضايا فلسفية تتراوح بين حقوق البعوض ومصير البشرية، وما بينهما.
خلال المحاضرة ذكر تشومسكي ما لا يقل عن 20 إسما لأشخاص فلسطينيين وإسرائيلييين وإيرانيين وأوروبيين وأمريكيين، واستعرض أوضاعا سياسية في أنحاء العالم تمتد من القرن التاسع عشر الى القرن الواحد والعشرين، ليدعم نظريته المبنية على أن مواقف الغرب الراسمالي من دول العالم النامي قائمة على سعيه لمنع شعوب تلك الدول من التصرف بمصادرها الطبيعية وحياتها باستقلالية.
من فلسطين الى سوريا مرورا بإيران :
استهل تشومسكي محاضرته بالحديث عن غزة التي زارها قبل بضعة شهور، والتي كرس لمعاناتها جزءا معتبرا من المحاضرة. تحدث عن مستشفيات تنقصها الأدوية، وغارات إسرائيلية تكون نتيجتها ازدحام المستشفيات بجثث متفحمة، وجرحى لا يأملون بالحصول على الأدوية المفقودة بفعل الحصار "الذي تفرضه إسرائيل ومصر، التي لم يغير تغير النظام فيها من موقفها تجاه حصار غزة" على حد تعبيره.
غزة ايضا شهدت عقاب الغرب لشعب لم يحسن اختيار حكومته، فحقت عليها المقاطعة، ومحاولة إسقاط حكومة حماس بانقلاب عسكري تموله وتدعمه الولايات المتحدة وينفذه محمد دحلان ورجاله"، هكذا قال تشومسكي الذي شدد على أنه ليس معجبا بحماس كحركة سياسية وحكومة، لكنه وصلت إلى السلطة في انتخابات ديمقراطية، كما أكد. غزة وشعبها يتعرضان للإذلال والعزل والسحق، كما يقول عالم اللغويات الذي اصبح نجما في أوساط الشباب المفكر.
تحدث تشومسكي أيضا عن الحلول الممكنة للصرع الفلسطيني الإسرائيلي، فبدا ميالا الى أن احتمالية الحل القائم على الدولتين لشعبين هي الأقوى، رغم أن الولايات المتحدة والغرب يقفون في طريقه، ورغم أنه، اي تشومسكي، دائما كان يؤمن بحل الدولة ثنائية القومية، إلا أن الحصول على إجابة لسؤال "ما هي الوسيلة لتحقيق ذلك ؟" اصعب منه في الحالة الأولى. وتطرق إلى إيران، التي قال ان سعيها للتصرف بمصادرها يثير حنق الولايات المتحدة والغرب، منذ نظام محمد مصدق الذي اسقط في انقلاب عسكري دعمته الولايات المتحدة، إلى النظام الحالي الذي تفرض عليه العقوبات تلو العقوبات بسبب برنامجه النووي الذي يشك الغرب في انه يسعي لإنتاج أسلحة نووية، بينما لا يحرك ساكنا أمام برنامج إسرائيل النووي ولا يخضعها للمساءلة والتفتيش.
وعن سوريا، قال إن تسليح المعارضة "كفيل بتعقيد وضع هو معقد أصلا وسيؤدي إلى الخراب"، ويرى أن "المباردات السلمية الدبلوماسية يجب أن تكون البديل".