لم تكتفِ أميركا بقتل الشعوب وإفتعال الحروب الدامية للوصول إلى مآربها، بل تحولت بمخططها إلى قتلٍ من نوع آخر "القتل الإقتصادي"، كما يسميه "جون بيركنز" في كتابه "الاغتيال الاقتصادي للأمم"
لم تكتفِ الولايات المتحدة الأميركية بقتل الشعوب وإفتعال الحروب الدامية للوصول إلى مآربها، بل تحولت بمخططها إلى قتلٍ من نوع آخر يشبه آساليب الحرب الباردة التي ظن العالم أنها إنتهت. يعمد الأسلوب الأميركي المعاصر إلى إغراق الأنظمة في مغبة "القتل الإقتصادي"، كما يسميه "جون بيركنز" في كتابه "الاغتيال الاقتصادي للأمم".
تعيد قناة "روسيا اليوم" من خلال برنامج "رحلة في الذاكرة"، تقليب صفحات الكتاب وتعرض في سلسلة حلقات اعترافات بيركنز، كقاتل اقتصادي، عن تجربته في قتل الدول واستراجها الى قروض وصفقات اقتصادية مع الولايات المتحدة الاميركية.
جون بيركنز هو مجند سابق من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية كان قد دُرب ليصبح قاتلا اقتصاديا تحت غطاء شركة استشارات هندسية أمريكية ضخمة أدخل فيها كخبير اقتصادي.
ذاع صيت جون بيركنز بعد ان اعترف بأنه كان قاتلا من نوع خاص شارك في الاغتيال الاقتصادي لدول بأكملها. وبواسطة الرشوة والابتزاز كان يرغم زعماء الدول النامية على أخذ قروض من الولايات المتحدة الامريكية ويدخلها في مستنقع الديون والتبعية الاقتصادية للولايات المتحدة.
ظل القاتل الاقتصادي جون بيركنز صامتا قرابة عشرين عاما وهو لايجرأ على نشر مذكراته خوفا من التهديدات التي كان يتلقاها باستمرار وقد قبل رشوة كبيرة لقاء حفاظه على الصمت في مطلع الثمانينات. لكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر اتخذ قرارا حاسما بإذاعة الحقيقة مهما كانت العواقب. فانكب على تأليف كتابه بشغف دون أن يطلع أحدا من أقربائه وذويه حتى فرغ منه فأرسل عدة نسخ منه الى دور نشر عديدة لم تجرأ على نشره إلا واحدة. وأخيرا خرج الكتاب إلى النور عام ألفين وأربعة، وسرعان ما أصبح الكتاب الأكثر مبيعا، إضافة إلى أنه ترجم الى ثلاثين لغة بما فيها اللغة العربية التي صدر فيها تحت عنوان: "الاغتيال الاقتصادي للأمم".
ثمة الكثير من أمثاله، قاتلون إقتصاديون مجندين لإضعاف الأنظمة لصالح الولايات المتحدة، هذا ما يعترف به جون بيركنز في الحلقة الاولى من البرنامج، ويذكر أن الاغتيال الاقتصادي للأمم أضحى عملا روتينيا بالنسبة للولايات المتحدة. كما يذكر الكاتب أسماء القادة الذين كانوا من ضحاياه والبلدان التي أثار فيها عواصف اقتصادية عاتية. فمنها أمريكية لاتينية ومنها شرق أوسطية.
كما يؤكد بيركنز في الحلقة الاولى أنه في حالة رفض احد الزعماء السياسيين شروط التعاون، ترسل الاجهزة الخاصة الامريكية عناصر خاصة تسمى بـ"الجاكلز" لتصفيته، مثلما حدث في بنما والاكوادور. وفي حال فشل الـ"جاكلز" تدفع الولايات المتحدة بجيشها، كما حدث في العراق. وعن مهمته الأولى، فيقول بيركنز انها كانت في إندونيسيا، والتي كانت بمثابة التعميد الميداني بالنسبة له في العالم الإسلامي ومهدت لمهماته القادمة في منطقة الخليج العربي.
في الحلقة الثانية من برنامج "رحلة في الذاكرة"، يتحدث جون بيركنس عن مهمته كقاتل اقتصادي في السعودية في منتصف سبعينات القرن المنصرم. وقد إلتقي أحد المسؤولين الكبار في الخزانة الأمريكية الذي قال له: " انظر، نحن لا نستطيع السماح للأوبك بابتزازنا. عليك أن تذهب مع موظفيك إلى السعودية وعليكم أن تضمنوا عدم تكرار استخدام الحظر النفطي ضدنا".
ويضيف بيركنس: "كنا جميعاً ندرك أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تخلصنا من هذا الحظر هي أن نسيطر على الأوبك سيطرة كاملة. وكان ذلك يتطلب منا أن نعمل من خلال أسرة آل سعود، العائلة الحاكمة في السعودية... كنا نعرف من قبل أن الأسرة المالكة قد تفشى فيها الفساد، ومن الممكن استمالتهم إلى ذلك. ولهذا الغرض أرسلت إلى السعودية. ثم تطورت الأمور بصورة مثيرة..."
الحلقات التالية تخفي حقائق مهمة، هذا ما يقوله خالد الرشد مقدم ومعد البرنامج في حسابه الشخصي على موقع فايسبوك. ويضيف "هناك حلقتان إضافيتان على الطريق ستسمعون فيها أشياء ربما ﻻ يستوعبها العقل البشري لكنها حقيقة".
ويضيف " أظن كل من يشاهد الحلقات القادمة يتضح له بالقياس ماذا يجري اليوم في العالم العربي. بخصوص مقتل كيندي فقد استضفت جنرالا من الكي جي بي كان في عهد كيندي يشرف على الاستخبارات السوفيتية في أمريكا وكان على معرفة شخصية بلي هارفي أوسفالد وقد كشف الكثير من الجوانب المبهمة حول مسألة اغتيال كيندي. أما كيف تجرأ الضيف على كشف الستار عن كل هذه الأمور الخطيرة فتسجدون الجواب في الحلقة الرابعة والأخيرة حيث نتطرق للموضوع بشكل موسع وثمة أمور مدهشة حقا حول هذه المسألة."