نقلت صحيفة السفير ان العماد ميشال عون ردد أمام حلفائه وكوادره انه لن يسير بخيار نجيب ميقاتي مجانا.
نقلت صحيفة السفير ان العماد ميشال عون ردد أمام حلفائه وكوادره انه لن يسير بخيار نجيب ميقاتي مجانا. ويضيف "لن أقبل بالتمديد لمجلس النواب لمدة سنتين ولن أقبل بفتات المقاعد الحكومية ولن أتراجع عن مطلب الدعوة إلى جلسة عامة لإقرار القانون الأرثوذكسي حتى لو سقط.. وعندها سأقبل بالواقع الجديد مهما كانت النتائج والتداعيات".
وفي المقلب الآخر، وبينما كان وليد جنبلاط يعوّل على نتائج رحلة موفده وائل أبو فاعور الى السعودية للفوز بكلمة سعد الحريري الأخيرة حكومياً، وجد نفسه يصطدم بوقائع قاسية جعلته يكتشف في آخر لحظة أنه غير قادر على تسويق "الوصفة الميقاتية" لا عند "8 آذار" ولا "14 آذار"، بعدما كان قد أيقن أن رئيس الحكومة المستقيل قد ضمن المناخ الدولي الداعم لعودته إلى السرايا.. حتى لو استوجب الأمر تدخلا غربيا مع المملكة من أجل ترطيب موقفها وتعديل موقف الحريري ومن خلاله موقف مسيحيي "14 آذار".
بهذا المعنى، سافر ميقاتي في إجازته الخاصة وهو متيقن من أن هناك من يخوض معركة عودته المضمونة الى السرايا. أكثر من ذلك، وضع الرجل شروطاً لعودته، قام وليد جنبلاط بتظهير بعضها سريعاً، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، أن حصة ميشال عون في الحكومة المستقيلة، لن تتكرر في أي حكومة بعد الآن، وأن عودة وزرائه إلى حقيبتي الطاقة والاتصالات من سابع المستحيلات، وهل هناك ما يمنع وزيراً مثل بهيج أبو حمزة (اشتراكي) لتولي الطاقة والمهندس بسام يمين (مردة) للاتصالات؟
أفصحت زلة اللسان الجنبلاطية عن المضمر وساهمت بحرق المراحل وعرقلة عودة ميقاتي بدل تسهيلها.
تضيف الصحيفة: تلقف الكرة "جنرال الرابية". بالنسبة اليه، مهما كانت أسباب استقالة ميقاتي، فإن إعادة تسميته تجعله يتوجس من المضمر حكومياً ونيابياً وسياسياً. ارتفع منسوب شكوكه بدور بري، خاصة في ظل عدم توجيه الدعوة إلى الهيئة العامة للمجلس للانعقاد، و"الأخطر عندما يحاولون إقناعي بتمديد ولاية المجلس لسنتين. فليبادر من يسوّق لهذا التمديد إلى شرح أبعاده الحقيقية. انهم يريدون استنزافي في الشارع المسيحي، ولكن أنا أقول لهم إن زمن الإقصاء المسيحي قد ولى ونحن سنفرض شروطنا أيضا. لن أقبل بتسـمية ميقاتي قبل الحصول على ضمانة وزارتي الطاقة والاتصالات من حصة تكتل التغيير والإصلاح".
مع الثوابت التي حددها عون بصراحة أمام المشاركين في اجتماع الرابية، صباح أمس، باتت خريطة الوصول إلى السرايا وتركيبة الحكومة والقانون الانتخابي، تحتاج إلى صفقة شاملة بين أربعة لا يمكن أن يعاد تكليف ميقاتي من دونهم: بري، ميقاتي، جنبلاط وعون، وما عدا ذلك، فإن إشهار عون "الفيتو" ضد رئيس حكومة تصريف الأعمال، سيؤدي عملياً إلى جعل "14 آذار" تفوز برئاسة الحكومة مجاناً، سواء بالتفاهم مع جنبلاط أو من دونه اذا صوّت عون ضد ميقاتي.
سارع حزب الله وأخذ على عاتقه مهمة التوفيق في ربع الساعة الأخير بين حسابات هؤلاء جميعاً: بري وميقاتي وجنبلاط وعون. تحدث السيد حسن نصرالله عبر الهاتف الداخلي عشرات المرات مع معاونه السياسي الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، وكان في كل مرة يختم حديثه معهما "كان الله في عونكما. ليس عندي أغلى من الدعوات بأن توفقا في مهمتكما الصعبة".
استمعت لجنة المساعي الحميدة، أمس، في الرابية إلى حيثيات الموقف العوني بحضور الشاهدين الشريكين لـ"الجنرال" سليمان فرنجية وهاغوب بقرادونيان، ومن بعدها اجتمع حسين خليل ووفيق صفا بعلي حسن خليل وأحمد بعلبكي وطلبا موعداً للجنة المساعي مع بري يفترض أن يتحدد في الساعات المقبلة، اذا سمح وضع رئيس المجلس بذلك، علما أنه تواصل هاتفيا، أمس، مع عون، بمبادرة من الأخير، وغلب على الاتصال طابع التهنئة بالسلامة والمعايدة بالأعياد.