23-11-2024 07:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

مصر: سخرية باسم يوسف تنتصر على «الإخوان»

مصر: سخرية باسم يوسف تنتصر على «الإخوان»

وجود مئات من محبيه، والاحتفاء اللافت به من ضباط تأمين مكتب النائب العام، كشفا بوضوح أنه المنتصر في هذه القضية حيث تم الزج باسمه باثنتين من التهم «الإخوانية» الأكثر انتشاراإهانة الرئيس، وازدراء الأديان

المعركة بدا أنها غير متكافئة على الإطلاق. الإخوان «ثقيلو الدم والحُكم»، في مواجهة المتحدث الساخر الرسمي باسم الشعب المصري، فمن ينتصر؟. حتى قبل إخلاء سبيل الإعلامي الساخر باسم يوسف بكفالة مالية، خسر «الإخوان» معركتهم مع الطبيب الذي يتمتع بشعبية كبيرة، بمجرد أن صدر أمر من النائب العام بضبطه وإحضاره.

محمد هشام عبيه كتب في جريدة السفير :

الإعلامي المصري الساخر باسم يوسفثقة باسم يوسف في صحة موقفه تمثلت بحضوره إلى باب مكتب النائب العام وهو يرتدي نموذجاً ضخماً لقبعة الدكتوراه الفخرية التي حصل عليها الرئيس المصري محمد مرسي في باكستان، وكانت محور إحدى حلقاته الساخرة. وجود مئات من محبيه وأنصاره، والاحتفاء اللافت به من ضباط تأمين مكتب النائب العام، كشفا بوضوح أنه المنتصر في هذه القضية حيث تم الزج باسمه باثنتين من التهم «الإخوانية» الأكثر انتشارا.. إهانة الرئيس، وازدراء الأديان.


 خمس ساعات كاملة استغرقها التحقيق مع باسم يوسف (39 سنة)، الذي تلقبه الصحف الأميركية بـ«جون ستيوارت مصر». وفي هذه الساعات ظهرت بوضوح ملامح الفجوة بين أهل الحكم ومن يتبعهم من أهل القضاء، وبين المعارضين ومن يقف خلفهم من الشعب، فإهانة الرئيس في نظر الفريق الأول هي كما يراها الفريق الثاني سخرية ونقد لأفعاله وأقواله التي تكاد تضج بالتناقض والكذب والمراوغات، والحضور الساذج، والعبارات المطاطة التي لا معنى لها. وازدراء الأديان كما يتصوره «الإخوان» وجماعتهم، هي ألعاب لفظية وانتقاد لسلوكيات مجتمع يعيش حياة مزدوجة، ويعاني من انفصام واضح بين ما يقول إنه مؤمن به، وما يقوم به من أفعال، كما يعتقد باسم يوسف وكل من يحترف السخرية من أهل مصر، وهم كُثر، ويصعب حصرهم في رقم أو إحصاء.


 هكذا يمكن فهم أن أول رد فعل لباسم يوسف على قرار ضبطه وإحضاره، أي اعتقاله إذا شئنا اختصار اللفظ القانوني في كلمة واحدة، هو أن دعا مريديه على موقع «تويتر» أن يقوموا «بعمل «انفولو»، أي عدم متابعة لمرسي، «عشان اعديه في الفولورز» (المتابعين). يا له من رد مزلزل». ويتابع باسم يوسف على «تويتر» نحو مليون و233 ألف شخص، بينما يتابع مرسي مليون و258 ألف شخص، وهو أمر يفسره الساخرون من النشطاء، بأن «تغريدات» الرئيس المصري تكون أكثر كوميدية من تلك التي يكتبها باسم يوسف.


الإعلامي باس يوسف مع مناصرين له أمام مقر الشرطةفي كل الأحوال، فإن الغرض «الإخواني» من جر باسم يوسف إلى القضاء، ومحاولة تهديده بالسجن، وترهيبه بالتحقيق لساعات طويلة، عبر بلاغ تقدم به محامي مغمور، لم يأت سوى بنتيجة عكسية، فشعبية الإعلامي الساخر لم تهتز، بل دعمها سياسيون ومعارضون بارزون منهم محمد البرادعي وعمرو موسى، وبرنامجه الساخر الشهير «البرنامج» مستمر، وهناك حالة ترقب واضحة لما ستتضمنه حلقته الجمعة المقبل.


 ويقول مصدر مقرب من فريق إعداد «البرنامج»، لـ«السفير»، إن معنويات باسم يوسف، بعد التحقيق والإفراج عنه بكفالة مالية قدرها 15 ألف جنيه (ألفا دولار)، مرتفعة رغم أنه لا تزال هناك قضية لم يتم التحــقيق معه فيها، وأنه بعد خروجه من غــرفة التحقيق التقى مباشرة بفريــق الإعداد، للبدء في التحضــير للحلقة الجديدة من برنامجه، التي يترقبــها الملايين، بعدما تسبب التوتر المصاحب لقرار ضبطه وإحضاره، بتأجيل التحضيرات المعتادة.


 أما باسم يوسف نفسه، فتعذر أن يرد على اتصال «السفير» أمس، لأنه في اللحظة ذاتها كان يجري تسجيلاً متلفزاً مع رئيسة القسم الدولي في شبكة «سي ان ان» الأميركية كريستيان آمانبور، في إشارة واضحة للدعم الإضافي الذي حصل عليه من وسائل الإعلام الأميركية والعالمية عقب التحقيق القضائي معه، خاصة أنه حل ضيفاً على كثير من البرامج التلفزيونية الأميركية، أشهرها مع نظيره الأميركي جون ستيوارت، عندما تصاعدت شعبيته تدريجياً بعد انطلاق الموسم الثاني من «البرنامج» قبل نحو أربعة أشهر، وقد خصصه للانتقاد والسخرية من مرسي و«الإخوان». ودانت واشنطن تزايد القيود على حرية التعبير في مصر. وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند عن «قلق الولايات المتحدة بعدما استجوب النائب العام (المصري)، باسم يوسف ثم أفرج عنه بكفالة بتهمة الإساءة إلى الإسلام والرئيس مرسي».


باسم يوسف يهدأ من غضب مناصريه أمام مقر الشرطةواعتبرت نولاند أن هذه القضية، إضافة إلى «مذكرات توقيف (أخرى) صدرت بحق ناشطين سياسيين آخرين، هي دليل على اتجاه نحو تقييد أكبر لحرية التعبير في مصر، الأمر الذي يثير القلق». وأعلنــت أن وزير الخارجية الأمـــيركي جون كيري «أثار أمام الرئيــس مرســي قضية حقوق الإنسان، وخصوصا حرية الصحــافة» خلال زيــارته الى القاهرة في الثاني من آذار الماضي.


 هكذا يخسر «الإخوان» جولة جديدة مع حرية الإعلام، من دون أن يحتاج ذلك إلى مزيد من التوضيح، لأنه في الوقت الذي كان فيه الملايين يتابعون حوار باسم يوسف مع «سي إن إن» الأميركية، كان مرسي يظهر على القنوات المحلية وهو يستقبل منتخب مصر للشباب بعد فوزه ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.