تحت وطأة سنوات الحصار الطويلة، يبدع الغزاويون في تحدي القيود المفروضة. ومن بين هذه الإبداعات تحولهم إلى خبراء في عملية التدوير
تحت وطأة سنوات الحصار الطويلة، يبدع الغزاويون في تحدي القيود المفروضة. ومن بين هذه الإبداعات تحولهم إلى خبراء في عملية التدوير، وإعادة الحياة إلى الأشياء المستعملة. ويتضمن الأمر تحويل قطع الخشب إلى فحم نباتي يُستخدم في الشواء، وفي قنوات المياه المتدفقة إلى المطاعم المحلية والاستراحات العامة (يعالج مياه الشرب ويمتص السموم).
وفيما لا يوجد خشب بكثرة في القطاع، بدأ الفلسطيني فايز أبو جبين، باستخدام أخشاب الأشجار التي يقطعها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الريفية لمنع الغطاء عن صواريخ غزة المصوّبة إلى إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت، تعلّم أبو جبين وغيره من مصنّعي الفحم أن يتأقلموا مع الظروف السياسية المتغيّرة. ففي العام 2007، عندما ضيّقت كل من إسرائيل ومصر الحصار على القطاع، استخدم مصنّعو الفحم الخشب المهرّب إلى غزة من مصر عبر الأنفاق. لكن الوضع بات اليوم أخف وطأة مع رفع بعض قيود الحصار، حيث بدأ الخشب بالوصول بشكل شرعي.
وبحسب أبو جبين (50 عاماً) فإن الأخشاب التي تقطع لتستخدم في بناء منازل جديدة، بدل التي يدمرها الاحتلال، يمكن أن تشكّل مصدراً أقل كلفة للخشب كذلك. وفيما تعدّ أشجار الحمضيات من أفضل مصادر الخشب المؤهلة لتصنيع الفحم، لكنها لا تحضر بقوة في مجال التصنيع لأنها باهظة الكلفة، لذلك يعمد فلسطينيو غزة إلى استخدام أشجار الزيتون وأشجار أخرى كبديل.
ويشرح أبو جبين عن العملية فيقول إنه يتم تجميع قطع الأخشاب على شكل هرم، ثم يتعرّض إلى الحرق في الرمل ويُترك ليحترق ببطء خلال أيام. وخلال العملية يقوم العاملون بترطيب الخشب لتخفيف حدة الاحتراق.
ويقول أبو جبين إن ورشته يمكنها إنتاج أربع أطنان من الفحم النباتي أسبوعياً، ويحقق في ذلك ربحاً بقيمة 50 سنتاً مع كل كيلوغرام، يبيعه بسعر دولارين. ويشير في النهاية إلى أن هناك ثماني ورش لتصنيع الفحم النباتي في غزة.