26-11-2024 10:31 PM بتوقيت القدس المحتلة

التحاليل الجينية المنزلية تهدّد صحة مستخدميها

التحاليل الجينية المنزلية تهدّد صحة مستخدميها

ليست كل التحاليل المنزلية تمثل فائدة صحية للمرضى, فسهولة إجراء تحاليل جينية منزلية قد تمثل مخاطر صحية مستقبلية إذا لم يتبعها استشارة

ليست كل التحاليل المنزلية تمثل فائدة صحية للمرضى, فسهولة إجراء تحاليل جينية منزلية قد تمثل مخاطر صحية مستقبلية إذا لم يتبعها استشارة مختص في علم الجينات إذ يترتب عليها علاجات قد تكون ضارة.إذا كانت تحاليل الحمل المنزلية تساعد السيدة الحامل علي معرفة ما إذا كانت ستضع طفلها في خلال الساعات أو الدقائق التالية أم لا, فإن الاختبارات الجينية المنزلية قد تعطي لمحات مقلقة عن المخاطر الصحية التي قد يعانيها الصغار في حياتهم المستقبلية. ويحذر المستشارون في علم الجينات من أن مثل هذه التحاليل ربما تثير حيرة وذعر الأشخاص الذين لا يستعينون بمستشارين محترفين.


وكان التوسع في إجراء التحاليل الجينية بالمنزل عبر السنوات الماضية جعل الأمر يبدو سهلاً لإجراء اختبارات لسيناريوهات طبية متعددة. فمسحة من الخد أو عينة دم قد تميز ما إذا كان الشخص معرض للإصابة بأمراض مثل سرطان الثدي أو الشلل الرعاش. كما أن مثل هذه التحاليل تساعد كذلك على معرفة مدى استجابة الأشخاص لنوع معين من العلاجات الدوائية.


ويحذر المستشارون في علم الجينات من أن مثل هذه التحاليل التي قد تتكلف مئات الدورات لا تمد المستهلك بمعلومات كافية لفهم النتائج أو المضاعفات التي قد يواجهونها جراء هذه التحاليل والأمراض الكاشفة لها. ولأن المرضى قد يتخذون قرارات بعلاجات معينة وفق نتائج هذه التحاليل قررت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تقييد هذه التحاليل على حالات بعينها.


وقد بدأت الولايات المتحدة مشروعاً قومياً لرسم العوامل الوراثية للشعب الأمريكي منذ 21 عاماً لمعرفة أي من الجينات مسؤول عن السمات البدنية والوظيفية لمختلف أعضاء الجسم. وقد أدى هذا المشروع لمعرفة غير مسبوقة عن مدى تأثير الجينات في نزعة الناس لعشرات من الصفات والظروف.إلا أن هذه الاختبارات أظهرت أخيراً جوانب سلبية عديدة بسبب التسويق الخادع لتلك الاختبارات مع غياب نصائح المختصين في مجال علم الجينات. وصرحت كارولين ليبر، مديرة برنامج المتخرجين في الجينات البشرية بكلية سارا لورانس بيونكرز بأن "هذه الشركات تلعب على رغبة الأشخاص في عيش حياة صحية لأطول فترة ممكنة".وتضيف ليبر: "كنت دوماً أشعر بأن هدف هذه الشركات هو جني الأرباح المالية إلا أن الأمور آخذة في التطور الآن مع البدء في تقديم خدمات استشارية عبر الهاتف لحسن توجيه الأشخاص الذين يلجأون لهذه التحاليل".


وقال د. روب رولي، طبيب الأمراض الباطنية عضو فريق الاختبارات والاستشارات الجينية بلاس فيغاس: "سواء قدمت هذه الخدمة من خلال الهاتف أو عبر الانترنت أو المقابلة الشخصية فمثل هذه الاستشارة إذا ما قدمت من شخص متخصص مؤهل يمكن أن تساعد في ترجمة المسائل العلمية الصعبة لمعلومات يسهل على المستهلك العادي فهمها. مثلاً إذا ما أظهر تحليل جيني مخاطر بسيطة للإصابة بالبول السكري فهذا لا يعني عدم ضرورة اتباع نظام غذائي وإجراءات حياة صحية أخرى".وأضاف د. رولي الذي قال إن معظم مرضاه يسألون عما إذا كانوا يواجهون مخاطر الإصابة بأمراض سرطانية: "في هذا الشأن أنصح بإجراء مثل تلك التحاليل من خلال مراكز الرعاية الصحية".
وتعتقد ليبر أن معظم الأشخاص الذين يلجأون لهذه التحايل المنزلية لا يدركون وجود مستشارين مستعدين لمساعدتهم لفهم نتائج هذه الاختبارات, بينما الآخرون ربما لا يرغبون في إطلاع غرباء على دقائق حياتهم الصحية.


وفي نفس الوقت يتنبأ رولي بأن السيناريو المحتمل أنه في خلال خمسة إلى 10 أعوام سيتمكن المختصون من الاستعانة بالحامض النووي لكل شخص لتقديم رعاية صحية مثالية.ويؤكد رولي أن الهدف في المستقبل هو أن نتمكن من إخبار الشخص يوماً قائلين: "لا تقلق بشأن مسامية العظام ولنركز أفضل على صحة الأوعية الدموية بالقلب. كما أن هذا الدواء يعطي فرصة نجاح معك بنسبة 40%".