أعلنت اثنتان وعشرون شركة للإنتاج الفني في سوريا، في بيان لها، مقاطعتها الفنانين والمثقفين ممن وقعوا على بيان حول درعا،
أعلنت اثنتان وعشرون شركة للإنتاج الفني في سوريا، في بيان لها، مقاطعتها الفنانين والمثقفين ممن وقعوا على بيان حول درعا، عرف بـ «نداء الحليب»، لأن «الوطن وأطفاله وكرامته وسلمه الأهلي فوق كل اعتبار»، وذلك بحسب البيان.
وكانت مجموعة من المثقفين وعدد من صناع الدراما السورية قد طالبوا الحكومة السورية في بيان لهم بـ«إيقاف الحصار الغذائي المفروض على درعا وقراها منذ خمسة أيام (ابتداء من تاريخ نشر البيان)، والذي أدى إلى نقص المواد التموينية والضرورية لاستمرار الحياة، وأثر سلباً على الأطفال الأبرياء الذين لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعها!» وطالبوا بـ«دخول إمدادات غذائية وأدوية وإشراف وزارة الصحة السورية أو الهلال الأحمر، لا نريد لأطفال بلدنا أن يجوعوا أو يتعرضوا للأذى، نرجو الاستجابة بالسرعة الكلية فأطفال درعا جائعون ويحتاجون للأغذية والأدوية بشكل عاجل وطارئ».
وأبدت شركات الإنتاج الفنية في بيانها رفضها «النداء السياسي المغلّف بصيغة إنسانية والذي يهدف بشكل مباشر للإساءة لسوريا شعباً وحكومة ووطناً». واعتبرت أن «النداء جاء على شاكلة ادعاءات شهود العيان والناشطين المجهولي الهوية الذين تمت فبركتهم في الدوائر الأجنبية المشبوهة (..) وكان الأجدى بموقعي النداء التأكد من الحالة التموينية في درعا من وزارتي التموين والاقتصاد قبل اعتماد بيان «نداء» صيغ في دوائر «الفايسبوك» الأميركية المعروفة جيداً بعدائها السافر لوطننا الغالي بكل ما يمثل».
ووصف بيان شركات الإنتاج، ما عرف بنداء الحليب بأنه «نداء امتلأ بالافتراء على درعا وأطفالها وشعبها، وانحاز بشكل فج لحملة السلاح الإرهابي والقتلة والمخربين الذين ارتكبوا فظائع يندى لها جبين الإنسانية، ومثّلوا بجثامين الشهداء الطاهرين، ضاربين عرض الحائط بقيم الأديان السماوية وحقوق الإنسانية والكرامة البشرية ذاتها. كما خربوا في طريقهم حركة الاحتجاج السلمي». ولفت نظر الموقعين على النداء إلى «أن الرصاص الذي يطلق على جيشنا البطل هو رصاص إسرائيلي بامتياز».
وكان قد سبق بيان شركات الإنتاج ردود فعل فردية من قبل بعض الفنانين على مضمون البيان، وقد عرضت قناة «الدنيا» مؤخراً في هذا السياق ندوة ضمت الفنانين زهير عبد الكريم وسوزان الصالح وسعد مينه والمخرج هشام شربتجي. فيما شنت مجموعات على شبكة «الفايسبوك» ومواقع الكترونية أخرى هجوماً على موقعي «نداء الحليب»، مطالبين بالاعتذار عن مضمونه. وذهبت مقالة نشرها موقع «شام برس» إلى القول ان البيان تمت صياغته بالتنسيق مع غسان عبود مالك قناة «أورينت»، التي تشن هجوما على القيادة السورية، وقد أوكل للفنانة كندة علوش وزوجها الكاتب الفارس الذهبي مهمة ترويجه، بحسب الموقع.
في المقابل، سارع عدد من موقعي «نداء الحليب» إلى توضيح ما ورد في بيانهم، واستضافت لهذا الغرض «الفضائية السورية» الخميس الماضي كلا من الفنانين منى واصف، وماهر صليبي، ويارا صبري، وكنده علوش، والمخرجة رشا شربتجي. وكانت علوش أصدرت بياناً نشره موقع «شام برس»، ومما جاء فيه: «نحن الفنانين السوريين الموقعين على هذا البيان، نستنكر حملة التحريض والتجييش الإعلامي والتخوين والأذى الذي تتعرض له بلادنا. وفي ذات الوقت نرفض استغلال مشاعرنا وحضورنا الجماهيري للنيل من وطننا وشعبنا الأبي وقائدنا وجيشنا الباسل..»
وأوضحت أن «هدفنا من توقيعنا على النداء الخاص بأطفال درعا لم يكن القصد منه الإساءة لجيشنا الوطني الباسل، ولم يهدف إلى النيل من سمعة وطننا وجيشنا الأبي، خاصة بعدما تأكدت لنا أن الحال في مدينة درعا العزيزة لم تكن كما وظفت من قبل الوسائل الإعلامية في التحريض السافر على بلادنا الغالية».
بدورها، قالت الكاتبة ريما فليحان في بيان توضيحي نشرته «شام برس» أيضاً: «تبعا لما تناقلته بعض وسائل الأعلام عن أنني تلقيت اتصالا من المدعو غسان عبود مالك ومدير قناة «المشرق»، وانه من قام بتوجيهي لكتابة النداء، أقول إنني لم ولن أتلقى أي اتصال من هذا الشخص او سواه من داخل أو خارج البلد. كما أنني لست على استعداد أبدا للتعامل معه او مع أي جهة خارجية ضد وطني الحبيب. وأوضح أنني من قمت بصياغة النداء وحدي فقط وليس لأصدقائي من الفنانين أو أي أحد من الموقعين أي علاقة بصياغته، التي كانت بحسن نية وبلحظة عاطفية تنطلق ربما من أمومتي، ودون أن أعلم أن النداء سيستغل بهذه الطريقة ويضخم على هذا النحو المخالف لمبتغاه الذي لا يتعدى التوجه الى الحكومة السورية التي نثق بها جميعاً..»