كثيرون لا يعرفون أن ما يسمى فكرة الكشفية قد تأسست على يد الضابط البريطاني اللورد "بادن باول"، إذ وافته الفكرة في العام 1899 في معركة "مافكنج" ولكن الفكرة لم تر النور إلا في العام 1907
قلة منا ربما لم ينخرط في الحياة الكشفية على الأقل في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ولكن حتماً كثيرون لا يعرفون أن ما يسمى فكرة الكشفية قد تأسست على يد الضابط البريطاني اللورد "بادن باول"، إذ وافته الفكرة في العام 1899 في معركة "مافكنج" جيث تعرض مع رجاله لعملية حصار طويلة فاستعان بالشباب ووزع عليهم أعمال الخدمات ونقل الرسائل وغيرها فتمكن من فك الحصار.
ولكن الفكرة لم تر النور إلا في العام 1907، وسريعاً تلقفها لبنان وأنشأ أول حركة كشفية في العام 1912، وكانت "حركة الكشاف المسلم". بعد مرور مئة عام على الحياة الكشفية في لبنان والمنطقة العربية بادرت "كشافة الإمام المهدي (عج)" لتكريم روادها في احتفال كبير وحاشد أقامه في "قصر الأونيسكو" في بيروت يوم أمس، برعاية وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، الذي افتتح معرض "تألق" لكشافة الإمام المهدي (عج) في هذه المناسبة.
سلطاني: من الكشاف العثماني إلى الكشاف المسلم مسيرة مئة عام
تخلل حفل الإفتتاح آيات من الذكر الحكيم، بعدها عزفت الفرقة الموسيقية الكشفية النشيد الوطني اللبناني ونشيد كل من جمعية كشافة الإمام المهدي (عج) وجمعية الكشاف المسلم، ومن ثم عرض تقرير مصوّر عن الكشاف المسلم، تكريماً له باعتباره مؤسس الحركة الكشفية في لبنان.
وتلاه كلمة رئيس الكشاف المسلم القائد عمر سلطاني، الذي قدّم نبذة تاريخية عن كيفية تأسيس الحركة الكشفية في لبنان أيام العثمانيين، في مدرسة "دار العلوم" التي أنشاها العلامة الحلي وكان اسمها "الكشاف العثماني"، حيث طورد من قبل سلطات الإمبراطورية، ليستقر بعد ذلك على اسم "الكشاف المسلم" بعد انهيار حكم العثمانيين ومجيئ الحرب العالمية الأولى.
ورأى سلطاني أن تكريم كشافة المهدي للكشاف المسلم هو تعبير عن كرم في الخلق وعلو في النفس وشهادة حقّ تثمرها، وإضاءة موصوفة بالإخلاص وتقرأ التاريخ درباً للمستقبل وتزرع طهارة الإخلاص، مباركاً لكشافة المهدي (عج) إنتماءها للإمام الموعود (عج) ومتمنياً ردّ التحية بتحية مباركة. وأكد أن جمعية الكشاف المسلم ما زالت نشطة على ساحة الوطن ولم تهرم.
بيضون : 33 جمعية تحت لواء اتحاد كشافة لبنان
رئيس إتحاد كشاف لبنان القائد نبيل بيضون ممثلاً بنائبه القائد روكز القسيس أثنى بدوره على فكرة تكريم كشافة المهدي لباقي الجمعيات الكشفية وعلى رأسها الكشاف المسلم، معتبراً أن الكشافة للجميع. وقال ان هناك 33 جمعية كشفية تعمل تحت لواء إتحاد كشاف لبنان، تعمل بحماسة الشباب وحكمة الشيوخ. وبشر الحضور الحاشد ان الاتحاد بصدد أقامة احتفال كشفي كبير لأول مرة. ودعا في ختام كلمته إلى شبك السواعد ورص الصفوف مهما اختلفت الانتماءات والمذاهب تحقيقا لوحدة لبنان وكرامته الوطنية.
خدّاج : الحركة الكشفية سلك شريف يعنى بتربية الأجيال
رئيس اللجنة الكشفية العربية يوسف خدّاج قال إن الحركة الكشفية سلك شريف يعنى بتربية الأجيال والناشئة " ونحن اليوم بأمس الحاجة للقيم الكشفية لأنها قائمة على القيم والمبادئ الإنسانية والحضارية في ظل ما نشهده اليوم من انفلات أخلاقي وانكسار لمفاهيم التربوية وسيطرة الدعاية التجارية على حياة الناشئة. وشدد على ضرورة العمل على إنقاذ أبناء المجتمع من هذا الانفلات وإلا سوف نقع في انهيار شامل. ونوه بتكريم كشافة الإمام المهدي، التي رأى فيها الكثير من المعاني الراقية والتقدير الإنساني وفيها الكثير من الحب والوفاء.
عبد المجيد :علينا أن نحمي الشباب من التسرب والضياع
كلمة الأمانة العامة للمنظمة الكشفية العربية ألقاها الدكتور عاطف عبد المجيد، الذي أنشد شعرا يمدح كشافة الإمام المهدي، حيث علا التصفيق بالقاعة مرارا، ومما قاله إنه يفترض على الحركة الكشفية أن تحمي الشباب من التسرب والضياع، وأن تستقطب الشباب الذين يقضون معظم أوقاتهم على شبكة الانترنت. وبرأيه هذا يشكل تحديا على مستوى العالم أجمع.
فياض : الحركة الكشفية جمعتنا على الأخوة والعطاء
وتعريفاً بجمعية كشافة الإمام المهدي عجل الله فرجه وأبرز أنشطتها ومنشآتها تم عرض تقرير مصوّر من إنتاج وكالة مهدي للإعلام الكشفي. وكانت كلمة المفوض العام لكشافة الإمام المهدي (عج) الشيخ نزيه فياض مكملة وداعمة لما سبق، وأكد أنه لفخر واعتزاز ان تقوم الجمعية بهذا التكريم التي تدل على عمق الوحدة بين أبناء البلد الواحد وأبناء الوطن العربي بعيدا عن التعصب ورفض الأخر. وأن الحركة الكشفية "جمعتنا على الأخوة والعطاء والوحدة".
الوزير كرامي: الحركة الكشفية خرّجت مسؤولين وزعماء
راعي الإحتفال معالي وزير الشباب والرياضة الوزير فصل كرامي القى كلمة أثنى فيها على الجهود المبذولة من الحركات الكشفية في لبنان وخص الشكر لجمعية كشافة الإمام المهدي (عج) السباقة والمبادرة لعمل روح الجماعة والوحدة. وأعرب عن شكره وامتنانه لمبادرة كشافة الإمام المهدي وأنها دلالة على عمق القيم القومية والعربية والإسلامية. ولفت كرامي إلى أن أنه خرج العديد من مسوؤلي وزعماء في لبنان من تحت عباءة الحركة الكشفية. وتطرق الوزير كرامي إلى المحالاوت البائسة للعدو الصهيوني في رمي الفتنة بين السنة والشيعة، ولعن من يعمل عليها ومن يشعل نارها أو يوقظها من سباتها، حيث غرض العدو تقسيم الدول الموحدة في العالم العربي إلى دويلات صغيرة إمعانا في تفتيته.
وقال لقد أحسن الإخوة مرتين، الأولى حين أحتفلوا بمئوية الحركة الكشفية، والثانية حين إحتفلوا بتكريم الكشاف المسلم، كما عبر أن هذا ليس إحتفال أو تكريم عادي إنما هو أهم من ذلك فإننا نقول معهم ( كشافة الإمام المهدي (عج) والكشاف المسلم) لا للفتنة بين المسلمين.
اختتم الحفل بصورة تذكارية لرؤساء الجمعيات الكشفية المكرمة، وقص شريط المعرض التربوي "تألق" حيث جال الحاضرون على مختلف أجنحة المعرض وأقسامه.
يستمر المعرض يومي الأربعاء والخميس 03-04- نيسان 2013م.
تصوير : وهب زين الدين