تستعد "إسرائيل" لمواجهة أشد معركة سيبيرية تستهدف مواقعها الإلكترونية وخدماتها على شبكة الانترنت. وكان تحالف من عدة قوى معادية ل"إسرائيل" قد حدد يوم السابع من نيسان الحالي موعداً لإعلان هذه الحرب .
حلمي موسى-السفير
تستعد "إسرائيل" لمواجهة أشد معركة سيبيرية تستهدف مواقعها الإلكترونية وخدماتها على شبكة الانترنت. وكان تحالف من عدة قوى معادية ل"إسرائيل" قد حدد يوم السابع من نيسان الحالي موعداً لإعلان هذه الحرب رداً على الاعتداءات على الفلسطينيين والمتضامنين معهم.
وبدا يوم أمس أن ساعة الصفر للحرب الجديدة ليست في يوم السابع من نيسان، وإنما قبل ذلك. فقد نشرت يوم أمس قائمة تحوي 1500 اسم تم تسريبها على ما يبدو من جامعة حيفا. وفضلاً عن ذلك عانى المشتركون الإسرائيليون على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بشكل واسع، آثار فيروس تم نشره، وأحدث أضراراً كبيرة.
وقد قررت جماعات «هاكرز» (قراصنة انترنت) معادية ل"إسرائيل" شن حرب في السابع من نيسان على الدولة العبرية، استكمالاً لنشاط معاد لها تحت اسم «#op-israel» بدأ منذ عدوان حرب «عمود السحاب» الأخير ضد غزة. وتقود الحرب مجموعة تسمى «Anonghost» كانت تعمل في الماضي تحت اسم «Teamr00t».
وقد بدأت الحملات الاكترونية ضد "إسرائيل"في التزايد قبل أسبوعين، وتهدف غالبيتها إلى إيقاف خدمات المواقع الإسرائيلية. وتقريباً تعرضت كل المواقع الحكومية الإسرائيلية لهذا النوع من الهجمات، فضلاً عن شركات الهاتف الخلوي ومواقع تلفزيونية. وقد تم اختراق حوالي 1300 موقع. وبحسب المعلومات التي نشرت في "إسرائيل" فإن عدة مجموعات من القراصنة تنسق نشاطها لشن هجوم مشترك يُتوقع أن يتم حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد المقبل. ويتوقع أن يستمر الهجوم بضع ساعات، ولكن قد تمتد آثاره يوماً أو يومين آخرين.
ويتوقع خبراء إسرائيليون أن تبدأ الحملة بكشف القراصنة عن معلومات تم جمعها من مواقع إسرائيلية في الأشهر الأخيرة. ويرمي هذا الكشف إلى إحراج الجهات الإسرائيلية وإلحاق أضرار بعدد من المؤسسات. كما يتوقع أن تشن مجموعات الـ«هاكرز» هجمات على عدة مؤسسات إسرائيلية كبيرة بهدف إثبات القدرة خصوصاً أنه تم الإعلان عن الرغبة في «شطب إسرائيل عن الانترنت».
ويوم أمس أفاد الكثير من الإسرائيليين عن تعرضهم لفيروس يبث على موقع «فايسبوك»، لكن العديد من شركات الحماية الإلكترونية قالت ان الفيروس ليس مرتبطاً، على ما يبدو، بالحملة المعلنة في السابع من نيسان. وتم توزيع الفيروس المذكور عبر رابط مستخدم باسم بكير يانيش (Bekir Yangeç)، وعبر روابط مستخدمين آخرين. وتبين أن عشرات الآلاف وقعوا فريسة هذا الفيروس، الذي يوجههم نحو موقع نفاية الكترونية. والفيروس الجديد هو دودة تنشر نفسها، لكن ليس معروفاً حتى الآن مقدار خطرها.
وفي كل حال أثار نشر الفيروس الجديد مخاوف من أن الهجوم السيبرنتيكي الكبير قد بدأ، وأنه أصاب من اللحظة الأولى عشرات آلاف المشتركين في «فايسبوك». وزاد الطين بلة أن انتشار هذا الفيروس ترافق مع إصابة مسّت أيضاً متصفح «كروم» في "إسرائيل". فقد انتشر برنامج فيروسي باسم «Theol»، يسمح للقراصنة بالتعرف الى ما إذا كان المستخدم يزور أحد مواقع البنوك المعروفة، ويقوم بتوثيق النشاط ويرسله إلى جهة خارجية. وبالرغم من أن الأمر انتشر في بلاد كهولندا والنرويج، إلا انه شُخص على نطاق واسع في "إسرائيل"أيضاً.
وبرغم هذه الهجمات سارع طاقم السايبر الوطني التابع لرئاسة الحكومة الإسرائيلية الى تهدئة الجمهور، والتوضيح أن «إسرائيل جاهزة ومحمية ضد هجمات السايبر، وأنه ليس كل فيروس يعني هجوماً سايبريا». لكن الطاقم أوضح أن المواقع الإسرائيلية ستواصل التعرض للهجمات من أجل بث الذعر في صفوف الجمهور. وتشيع "إسرائيل" انطباعاً بأن البنية التحتية الوطنية، وكذلك المنظومات الاقتصادية والمالية محمية من الهجمات. لكن هناك في المستوى السياسي من يقول ان «أي منظومة ليست منيعة بشكل مطلق، لكن أجريت كل الاستعدادات والحمايات المطلوبة لكي نكون جاهزين للمواجهة».
من جهة أخرى، طلب الجيش الإسرائيلي من جنوده وضباطه الذين يخدمون في وحدات سرية العمل على تغيير أسمائهم الحقيقية على «فايسبوك» والشبكات الاجتماعية الأخرى، واستخدام اسم وهمي. وبموجب القرار، فإن الطيارين وأفراد طواقم جوية والجنود والضباط الذين يعملون في وحدات سرية غير مسموح لهم الاحتفاظ بحسابات بأسمائهم الحقيقية على الشبكات الاجتماعية. وكانت بعض الوحدات قد حظرت في الماضي إدخال أي هواتف في داخلها كاميرا، كما طُلب من الجنود عدم نشر أي صور تشير إلى مواقع يعملون فيها. وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي حظر استخدام «فايسبوك» و«تويتر»، بل حتى بريد «جي ميل» في غالبية مواقعه.
ومن المهم معرفة أن الجيش الإسرائيلي شرع مؤخراً في إنشاء كتائب سايبر جديدة بعد إنشاء قيادة وغرفة عمليات سايبرية. ويعترف الجيش الإسرائيلي بأن الهجمات التي أصابت "إسرائيل" ألحقت بها في الماضي أضراراً ملموسة، الأمر الذي يقتضي توسيع سبل الحماية.