حتى ساعة متأخرة من ليل أمس كانت قوى ٨ آذار تواصل اجتماعاتها التنسيقية لاتخاذ موقف موحد من الاستشارات، خلصت إلى الاتفاق على تسمية النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة العتيدة.
حتى ساعة متأخرة من ليل أمس كانت قوى ٨ آذار تواصل اجتماعاتها التنسيقية لاتخاذ موقف موحد من الاستشارات، خلصت إلى الاتفاق على تسمية النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة العتيدة.
الوزير جبران باسيل قال لصحيفة الأخبار بعد انتهاء الاجتماعات: «توجهنا هو لاعطاء فرصة لحكومة وحدة وطنية دائما في ظل اولوية الاستقرار ومن ثم اجراء الانتخابات النيابية. ولا سيما بعد الكلام الايجابي للنائب تمام سلام وتمنيه تأييد الجميع له وكلام النائب وليد جنبلاط حول عدم منحه الثقة الا لحكومة وحدة وطنية».
وعلمت "الأخبار" ان العماد ميشال عون سيعلن موقف التكتل من الاستشارات وموقفه من التطورات الاخيرة بعد مشاورات يعقدها التكتل استكمالا لما بدأه امس. وهو ارجاء اعلان موقفه الى اليوم في انتظار استكمال المشاورات التي تواصلت ليلا داخل التكتل وعند الرئيس نبيه بري. وستُتَرجَم نتائج المشاورات بإعلان بري وعون من بعبدا تسمية سلام.
وطوال يوم أمس، كانت مصادر فريق 8 آذار تتحدّث عن ضرورة رفض تسمية سلام لرئاسة الحكومة. وتفاقم هذا الجو بعد «الاحتفالية» التي أقامتها قوى 14 آذار للنائب سلام في منزل الرئيس سعد الحريري في وسط بيروت، والتي قالت بعدها مصادر نيابية من فريق 8 آذار للصحيفة :ما شاهدناه يدفعنا إلى عدم تسمية سلام، أو مقاطعة الاستشارات. فهذه الاحتفالية يريد منها فريق 14 آذار القول إن سلام مرشحه لا مرشح التوافق».
لكن اجتماعاً عُقِد ليلاً في عين التينة، ضم إلى الرئيس نبيه بري الوزيرين علي حسن خليل وجبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، خُصِّص للبحث في «حسابات الربح والخسارة» من موقف قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر.
وبحسب مصادر المجتمعين، فإن الاتفاق الأولي بين المجتمعين وحلفائهم كان على ضرورة اتخاذ موقف موحد، سواء لجهة مقاطعة الاستشارات او المشاركة فيها ووجهة التسمية. لاحقاً، جرى استعراض ما يمكن ان يمثله قرار تسمية النائب تمام سلام (او عدمها) لرئاسة الحكومة بعدما بات محسوماً بانه سيحظى بأكثرية تتيح له بدء مشاورات تأليف الحكومة.
وخلصت المشاورات إلى ضرورة عدم الإفساح في المجال أمام قوى 14 آذار من أجل تأليف حكومة من لون واحد، لأن بعض هذه القوى «يتمنى ان لا نسمي سلام ليتخذ من ذلك ذريعة للعودة إلى زمن حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة الاولى».
وفي خلفية مشاورات عين التينة، كان حاضراً موقف النائب وليد جنبلاط الذي أصر في مقابلته على تأليف حكومة وحدة وطنية. وكان الوزير وائل بو فاعور قد زار بري بعد ظهر امس، وسأل بري عن موقفه من تسمية سلام، فرد رئيس المجلس بالقول إن موقفه وموقف حلفائه مرتبط بشكل الحكومة. فرد بو فاعور إنها ستكون حكومة وحدة وطنية، فقال بري: أريد موقفاً واضحاً من جنبلاط بهذا الشأن. وبعدما راجع بو فاعور جنبلاط، أكّد الأخير أنه سيُعلن موقفاً واضحاً، وهذا ما كان في مقابلته التلفزيونية.
في خلاصة مشاورات يوم امس، يبدو ان النائب تمام سلام سيسجل رقماً قياسياً في عدد النواب الذين سيسمونه في الاستشارات.
من جهة أخرى، قالت مصادر من فريق 14 آذار لـ"الأخبار" إن قوى "ثورة الأرز" تعمّدت المبالغة (في اجتماع وسط بيروت) في إظهار أنها هي التي اختارت النائب سلام لرئاسة الحكومة، في محاولة منها لتبديد ما تم تداوله حول أن الرئيس سعد الحريري لم يكن موافقاً على تسمية سلام، وأن السعودية هي التي فرضته.