"يوم قرار رحيلنا عن مصر كان يوما مشوبا بالحزن، حيث رفضت مغادرة المنزل، ولكن والدي وجدي أكدوا لي أن المجتمع هنا يكره اليهود وأدركت أنه ليس لدى اختيار آخر، واكتشفت حينها أن حقيقتي هي اليهودية
نشر الموقع الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ملفا لقصة عن حياة يهودية وصفها بأنها "من أصل مصري" تدعى "دينا عبد الله" التحقت بالجيش، عقب هجرتها من مدينة الإسكندرية لمدينة القدس المحتلة، حيث ادعت أن السبب الرئيسي في رحيلها عن مصر هو "الاضطهاد الديني"، الذى تعرضت له هي وأسرتها على يد عدد من "السلفيين" هناك.
وأجرى محرر الموقع العسكري حوارا مطولا مع "دينا" سردت فيه ذكريات طفولتها بمدينة الإسكندرية، وماضيها الراسخ فى حاضرها الآن و"الأيام المريرة" التي عاشتها في مصر، على حد قولها فى سياق الحوار.
وقالت دينا إنها كانت تعيش حياة صعبة مليئة بالعادات المجتمعية الصعبة والصارمة، وكان عليها ارتداء ملابس معينة أثناء طفولتها، وكانت لا تستطيع التحدث بحرية مع الآخرين، قائلة " كنت أسال نفسي دوما لماذا كل هذه التعقيدات ولماذا ولماذا؟"، مضيفة بلهجة عربية على لسانها: "لم يكن لدى أي خلفية دينية عن المسيحية أو الإسلام، فخلال دراستي الابتدائية تنقلت بين المدارس الإسلامية والمسيحية ولم أعرف من أنا حقا، وكان والدي يخفى ديانته اليهودية، ولم يحافظ على التقاليد، وكنت أحسبه دائما من المسيحيين العلمانيين".
وأضافت دينا: "تعلمت فى مدرسة إسلامية منذ صغري، ودرست القرآن الكريم، وهنا بدأت أسأل نفسي لماذا أتعلم ذلك"، ولماذا يجب عليا حفظ الآيات الرئيسية؟، ولماذا كنت أجبر على ارتداء حجاب الرأس وأنا لا زلت طفلة"، وحينها طلبت من عائلتي نقلي إلى مدرسة مسيحية وبالفعل كانت أكثر راحة لي".
وأشارت دينا إلى أنها تشتت بين الأديان، وكانت تحاول دائما إيجاد نفسها فى أى من تلك الديانات، مضيفة: "كان لدينا مسجد قريب من المدرسة، والفتيات كن يذهبن فى كثير من الأحيان للصلاة، وكنت حينها طفلة وذهبت معهم إلى المسجد وصليت معهم، وعندما عدت للبيت وحكيت لأمى ما فعلت غضبت منى بشدة، وتحدثت معى بعصبية وحذرتني من أن أفعل ذلك مرة أخرى".
وفي تعبير عنصري من الموقع قال "وأضافت اليهودية ذات الأصول المصرية"، أنها خاضت تجربة أخرى مختلفة عن تجربة الصلاة في المسجد، حيث ذهبت ذات يوم إلى الكنيسة وحاولت الصلاة هناك إلا أن أسرتها حذرتها مرة أخرى من اعتناق أى دين دون تقديم أى تفسير لذلك".
وزعمت دينا: "حدثت نقطة التحول فى حياتي عندما شاهدت بعيني ذات يوم هجوم عدد من السلفيين المتشددين على بيتنا، وإجبارنا على الرحيل من المنطقة التى كنا نعيش فيها، ففي هذا اليوم سمعت صوت صراخ وتكسير للزجاج للطابق العلوي الذى كان يعيش فيه عمى وزوجته، وابنهما حيث قاموا باقتحام منزلهم، وهددوهم بالقتل، ثم نزلوا لمنزلنا وهددونا أيضا، فقد كانوا حاملين أسلحة نارية خلف ظهورهم".
وقالت دينا: "لحسن الحظ، غادر الجميع ونحن على قيد الحياة بعد أن أطلقوا النيران لتخويفنا، وكنت أعتقد أن هذا اليوم سيشهد مذبحتنا جميعا، وهنا بدأت حياتي تتعقد أكثر، وشعرت ببداية الانهيار، فقد تجول السلفيون بكل حرية فى جميع أنحاء المنزل، وعرضونا للقتل وأطلقوا النار فى الهواء..".
وأضافت دينا: "بعد هذه الحادثة الأليمة بيوم واحد تجمعت كل أسرتي في منزل جدي، وقررنا الرحيل عن مصر ومغادرتها بصورة نهائية والذهاب إلى "إسرائيل"، وكنا جميعا متحمسين لهذه الفكرة"، ولكنها فجأة تقول إنها "بدأت بالبكاء وخاب أملي كثيرا جدا لأني كنت أرفض الذهاب لإسرائيل، وكنت أود العيش فى مصر". وأدعت دينا أن سبب رفضها فى البداية السفر لإسرائيل، هو أنه خلال دراستها بالمدرسة الابتدائية تعلمت كراهية اليهود والإسرائيليين من خلال آيات القرآن الكريم، وأن بعض الآيات تدعوا بشكل صريح لقتل اليهود.
وأضافت دينا: "يوم قرار رحيلنا عن مصر كان يوما مشوبا بالحزن، حيث رفضت مغادرة المنزل، ولكن والدي وجدي أكدوا لي أن المجتمع هنا يكره كلا من له علاقة باليهودية، وعلينا الرحيل حتى لا يفتكوا بنا، وأدركت أنه ليس لدى اختيار آخر، واكتشفت حينها أن حقيقتي هي اليهودية، وعلينا الرحيل لإسرائيل، وقبل رحيلي من المنزل كنت أود أن أسلم على صديقي الذى كان يسكن بالمنزل المجاور لنا، والذى كنت أتبادل معه الحديث دائما عبر النافذة، ولكن فى ذلك اليوم عندما رآنى من الشباك أغلق الستائر ورفض التحدث معي، وحينها أدركت أنه لا مكان لى فى هذه البلد، وأنه علينا مغادرة المنزل بطريقة أو بأخرى".
تعرضها للعنصرية في "إسرائيل" لم يستفزها ! :
وفي اعتراف غير مقصود تعترف "دينا" أنها تعرضت للتميز العنصري في "بلدها إسرائيل"، ولكنها اعتبرت الأمر حادثا عرضياً في كثير من الادعاء والتزيف لحقيقة واقع معيشة العرب في دولة الصهيونية، حيث قالت : وأضافت دينا: "استقرت الأسرة فى القدس وانضممت للمدرسة الدينية هناك، ومنذ ذلك الوقت بدأت أعرف اليهود بصورة معاكسة، وكانت بداية جديدة خالية من الصعوبات، ولكن فى ذات يوم كنت فى ممر بالمدرسة، وإحدى الفتيات صرخت وقالت هنا فتاة عربية، وكاد عدد من الطالبات أن يشتبكوا معى، ولكن تدخل ابن عمى فى حينها، وأوضح لهم أننا يهود مثلهم".
وقال موقع جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه بعد انتهاء دينا من المدرسة الثانوية، التحقت بالجيش وبدأت خدمتها العسكرية ثم انتقلت لفترة وجيزة لخدمة الشرطة العسكرية، وحينها تعرف عليها المتحدث الرسمى باسم الجيش الرائد أفيخاى أدرعى، وعرض عليها أن تسرد قصتها فى حوار مطول مع موقع الجيش ووعدها بأن ينشر "قصة كفاحها" هذه على موقعه الرسمي، وعلى صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" وفى المنابر الإعلامية.
وزعمت دينا أن فكرتها عن جيش الاحتلال الإسرائيلى تغيرت تماما عقب التحاقها به، وأنه لا يريد إيذاء المدنيين، ولكنه لا يتعاطف مع الإرهاب ويحاربه بكل قوة، مضيفة أنها الآن، تتمنى أن تزور مصر مرة أخرى وتعرف الجميع هناك بيهوديتها وأنها فخورة بديانتها، وأن الإسرائيليين ليسوا سيئين، على حد زعمها.