تعرض رياض الأسعد العميد المنشق عن الجيش العربي السوري لمحاولة اغتيال في بلدة الميادين في محافظة دير الزور، نتج عنها مقتل أحد مرافقيه وأصيب الأسعد بجروح خطيرة وتم بتر ساقه اليسرى
تعرض رياض الأسعد العميد المنشق عن الجيش العربي السوري لمحاولة اغتيال في بلدة الميادين في محافظة دير الزور، نتج عنها مقتل أحد مرافقيه وأصيب الأسعد بجروح خطيرة وتم بتر ساقه اليسرى جراء العبوة التي وضعت تحت مقعده في السيارة التي كان يستخدمها في تنقلاته في تلك المنطقة. وكان الأسعد قد وصل الى محافظة دير الزور قادما من تركيا ودخل قرية الميادين التي تعتبر مع المناطق المحيطة بها مركز نفوذ قوي لجبهة النصرة، التي دخل معها الأسعد بخلاف وشقاق عميقين بعد معركة فك الحصار عن مطار حلب العسكري خلال شهر شباط الماضي.
وكان رياض الأسعد، قال في شهر أيلول/سبتمبر الماضي أن بعض الضباط المنشقين يريدون أن يقضوا على "الجيش السوري الحرّ" الذي قال إنّه بات عنواناً عريضاً لـ"الثورة السوريّة"، بهدف مسح وشطب ما انجزته، متهما السفير الفرنسي في سوريا بالضغط عليه، قائلا لقد وصلت الى الاجتماع العسكري لـ"الجيش الحر" في اسطنبول لأجد السفير الفرنسي موجودا في الاجتماع بالإضافة الى أعضاء في المجلس الوطني السوري، (الذي يسيطر عليه الإخوان المسلمون).
يومها اعرب الأسعد عن خشيته من أن يتهم في وقت من الأوقات بالخيانة من قبل هؤلاء الضباط، وقال "هم يريدون اختطاف الثورة بعد سنة ونصف السنة من بدء الثورة ليظهروا انهم هم الابطال وهم القادة الحقيقيون للثورة، ويقولون انهم يريدون توحيد الصفوف". واعتبر "ذلك كلمات طنانة ورنانة.. نحنا شبعنا منها".
والحقيقة أن الخلافات بين جبهة النصرة ومن خلفها جماعة الإخوان والمسلمين وبعض الضباط المنشقين عن الجيش العربي السوري بدأت منذ سنة تقريبا بعد سيطرة المعارضة على مناطق واسعة في الشمال السوري في ريفي حلب وإدلب واتخذت الخلافات شكل الصراع العسكري بين الطرفين في احياء عديدة في حلب وفي الريف الشمالي للمدينة بعد قيام جبهة النصرة بإنشاء "الهيئة الشرعية" التي تعتبرها أطياف المعارضة الأخرى حكومة امر واقع أقامتها جبهة النصرة وجماعة الإخوان المسلمين لفرض قراراتها وسلطتها على المعارضة وعلى المناطق الخاضعة لسيطرتها.
معركة خناصر..
في شهر شباط/فبراير الماضي وقع الطلاق النهائي بين جبهة النصرة ورياض الأسعد على خلفية معارك الريف الشرقي لحلب عند تقدم رتل من الجيش العربي السوري لفك الحصار عن مطار حلب المدني ومطار النيرب العسكري، وخلال تقدم رتل الجيش في المنطقة حصلت مواجهات عنيفة في بلدة خناصر بين الرتل المتقدم ومجموعات من جبهة النصرة كانت متمركزة في المدينة، وسرعان ما وجهت جبهة النصرة عبر مواقع التنسيقيات في المنطقة نداء استغاثة للجيش الحر لإرسال سلاح وذخائر وقوات اسناد الى المنطقة، بينما أرسلت النصرة حوال الف مسلح الى مدينة السفيرة المجاورة لخناصر والتي تحاصر منها النصرة معامل الدفاع ومطاري حلب المدني والعسكري.
سيطر الرتل العسكري السوري على خناصر، وبينما كان مسلحو النصرة ينتظرون تقدمه من خناصر مباشرة باتجاه مدينة السفيرة التي تحصنوا بها غير الرتل اتجاه تقدمه بشكل مفاجئ متجها جنوبا في حركة التفافية، ما جعل جبهة النصرة تطلب على وجه السرعة من رياض الأسعد إرسال الف مسلح الى بلدة تل عرن لمواجهة الرتل المتقدم، وارسلت الجبهة العقيد المنشق عبد الستار العكيدي قائد المجلس العسكري الذي تسيطر عليه الى السفيرة، ومنها خرجت اولى الاتهامات لرياض السعد والمجموعات المسلحة التي تخضع لأوامره بالخيانة وبسرقة الأموال ومنع الذخيرة والسلاح عن المسلحين في دير بعلبة في حمص وعدم إرسال المدد في مواجهة الرتل المتقدم لفك الحصار عن مطار حلب .
بعد معركة خناصر وتمكن الجيش السوري من فك الحصار عن مطاري حلب المدني والعسكري، نقلت جبهة النصرة مئات المقاتلين من الشمال السوري الى مدينة الرقة والى بعض مناطق دير الزور ومنها بلدة الميادين، التي زارها الأسعد في تحرك استفزازي ضد النصرة التي نفذت تهديداتها بمحاولة قتله التي اسفرت عن بتر ساقه وهذا ما سوف يؤدي حتما الى نهاية الأسعد الميدانية بعد سنة ونصف من هربه الى تركيا.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه