تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم الإثنين موضوع الموقف اللافت لرئيس جبهة النضال الوطني النائب اللبناني وليد جنبلاط في التوقيت والمضمون حول فشل الأكثرية الجديدة وعدم إمكانية تغطيتها.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم الإثنين موضوع الموقف اللافت لرئيس جبهة النضال الوطني النائب اللبناني وليد جنبلاط في التوقيت والمضمون حول فشل الأكثرية الجديدة وعدم إمكانية تغطيتها.
السفير :
صحيفة السفير عنونت في صفحتها الرئيسية " جنبلاط: لهذه الأسباب نريد حكومة"،و" سليمان: أنا أقترح للداخلية ولي رأيي بالثلاثين وزيراً".
وقالت" حسنا فعل وليد جنبلاط بأن ألقى حجرة سياسية في بركة الفراغ الحكومي المستحكم، وحسنا فعل بتلميحه الى أنه لن يستمر بتغطية هذا الواقع السلبي، فاتحا الباب أمام الحلفاء الجدد، وبقية مكونات تغيير معادلة الأكثرية والأقلية، لأن يتمعنوا جيدا في موقفه، وأن يعيدوا النظر في حساباتهم المتناقضة أو الخاطئة، بعدما بلغت الادارة السياسية للملف الحكومي حدا لا يمكن لطرف أن يغطيه أمام الرأي العام اللبناني في ظل مخاطر خارجية من جهة وتحديات داخلية، من جهة ثانية، ليس أقلها وأخطرها الملف المعيشي الزاحف، مع ما يمكن أن يكون له من تداعيات في الشارع، في ظل تجارب أظهرت حتى الآن، أنه ليس صحيحا أنه بمقدور طرف لبناني أن يضبط الشارع، أو بالأحرى شارعه، واذا صدف وأنه غطى مخالفة وقرر العودة عنها، سيكون من الصعب عليه أن يقنع جمهوره بالعودة عنها...
واذا كان البعض راح يبني على الصرخة الجنبلاطية عمارات سياسية، على طريقة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فان رئيس جبهة النضال الوطني، بدا ثابتا في خياراته السياسية، لكنه على قناعة، بأن الادارة الخاطئة لا يمكن أن تنتج حكومة ما زالت عالقة منذ أكثر من مئة يوم، في قمقم المطالب المستحيلة والمماحكات العقيمة وخاصة بين الجنرالين.
وجاءت صرخة جنبلاط في الوقت الذي شهدت فيه مشاورات التأليف ما وصفته مصادر واسعة الاطلاع، بحراك ملحوظ انما ليس مثمرا حتى الآن، ويتمحور حول اسماء جديدة يتم تداولها لتولي حقيبة الداخلية، وصلت الى القصر الجمهوري، وتبين أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قد رفضها كلها، ليس من زاوية الاعتراض على اسم ما بحد ذاته، بل من منطلق حقه بالاقتراح وبأن يستمر بالاقتراح حتى يوافق العماد ميشال عون وليس العكس، كما أن رئيس الجمهورية تمسك بحقه الدستوري في الاطلاع على التشكيلة الوزارية كلها وليس على اسم وزير الداخلية في خطوة فاجأت الرئيس المكلف وبقية مكونات الأكثرية الجديدة.
وقال جنبلاط لـلصحيفة"انني اتوجه الى الحلفاء في 8 آذار من موقع الصداقة والمحبة والحرص لأؤكد اننا لا نستطيع ان نبقى في هذه الحال من الشلل، نحن فريق واحد، نلتقي على مجموعة من الثوابت الوطنية والعربية وفي مقدمها التمسك بالطائف وحماية المقاومة، فماذا ننتظر، يجب ان نعلم اننا لم نعد نســتطيع ان نكمل بهذه الطريقة، وبهذا المنحى، فيكفي هذا الفراغ.
وعما اذا كان قد اعاد تموضعه السياسي، قال جنبلاط"هذه فرضية غير منطقية، فالمسألة ليست مسألة انتقال من موقع الى آخر، فما اقوم به هو تنبيه الحلفاء والاصدقاء في الموقع الوطني والمقاوم باننا لا نستطيع ان نستمر في هذه الحال من العبث والفوضى".
الأخبار :
أما صحيفة الأخبار فعنونت"جنبلاط: الأكثرية الجديدة فشلت فشلاً ذريعاً".
وقالت" أنذر زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي من سمّاهم المتحاصصين وبعض من لا يبحث سوى عن مصلحته المباشرة بأنه لن يستمر بتغطية موقفهم بعد الآن، متهماً الأكثرية الجديدة بأنها فشلت فشلاً ذريعاً في تأليف الحكومة
في ما يشبه الانتفاضة على أداء حلفائه الجدد، أو بعضهم حصراً، أطلق النائب وليد جنبلاط صرخة في وجه معرقلي تأليف الحكومة، حملت رسائل في أكثر من اتجاه، وقاربت التلويح بما هو أكثر من مجرد التحذير والتنبيه ودعوة المتحاصصين إلى الاستفاقة.
صرخة جنبلاط التي جاءت في موقفه الأسبوعي لجريدة الأنباء، كادت تقارب كلامه الانتقالي في 2 آب 2009، لولا أنه بدأها بتأكيده أن الاستمرار في تأييد بعض الشعارات العبثية التي سبق أن أعلنتها الأكثرية السابقة لم يكن ممكناً، ثم أردف ولكن في الوقت ذاته، لم يعد منطقياً استمرار الحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة النضال الوطني في تغطية هذه الحال من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يسمّى الأكثرية الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تأليف الحكومة الجديدة. وبعدما ذكّر بأن الأكثرية الثانية أجمعت على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، ورأى أن الأخير لبّى معظم مطالب مختلف الأطراف قدر المتاح، سأل: لماذا هذا الترف في التعطيل ووضع العقبات تلو العقبات على الرغم من كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تلاحق المواطنين وتحاصرهم في كل مكان؟. وأعلن أن الحزب التقدمي وجبهة النضال من موقع الالتزام بقضايا الناس والعمال والفلاحين والكادحين، يرفضان الانجرار إلى لعبة الحصص الوزارية التي لا تزال تعطّل التأليف منذ ما يزيد على مئة يوم، ويريان أن مصلحة البلاد لا تتحقق من خلال تولّي هذا الطرف لتلك الحقيبة أو العكس، بل من خلال تخطّي المصالح الفئوية الضيقة والذهاب نحو واقع جديد، اتضح أن ما يسمّى الأكثرية الجديدة أعجز من أن تستولده في ظل انقساماتها الراهنة وتجاذباتها المستمرة التي لا تنتهي.
وختم ملخّصاً موقفه بالقول إن" الاعتبار الأساسي الذي بنى الحزب على أساسه موقفه السياسي هو حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وإذا كان البعض من القوى السياسية لا يبحث إلا عن مصلحته المباشرة، فإننا لا نستطيع الاستمرار في تغطية هذا الموقف بعد الآن، فالسقوط في هذه الدوامة هو إسقاط للبلد برمّته، فحبذا لو يستفيق المتحاصصون".
النهار :
بدورها صحيفة النهار عنونت على صفحتها الرئيسية "جنبلاط يُنذر الأكثرية ولا يبدّل تحالفاته".
وقالت" حرّك موقف مفاجئ في حدته من الاكثرية الجديدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أمس ركود الرتابة السياسية التي باتت تحكم أزمة تأليف الحكومة من دون إمكان الجزم بما اذا كان هذا الموقف سيؤدي الى احداث اختراق في هذه الازمة".
غير أن موقف جنبلاط اكتسب أهمية ودلالة بارزتين في الشكل والمضمون من حيث اعتباره انذارا متقدما أو دق جرس الانذار للأكثرية ورفض تغطيتها طويلا في المراوحة التي تطبع الازمة الحكومية. فمن ناحية الشكل جاء موقف جنبلاط بعد زيارتين قام بهما أمس لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ولمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، علما ان الزيارة الثانية أثارت اهتماما سياسيا واسعا وعدت خطوة اضافية على طريق اعادة العلاقات الطبيعية بين جنبلاط والمراجع الاساسية في الطائفة السنية، خصوصا انه يمحض رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي دعما قويا. وبدأ خطوات متدرجة لاعادة تليين العلاقة مع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري.
أما مضمون الموقف الجنبلاطي، فتميز باعلانه للمرة الاولى أنه “لم يعد منطقيا استمرار الحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة النضال الوطني في تغطية هذه الحال من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يسمى الاكثرية الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلا ذريعا في تأليف الحكومة الجديدة”. وإذ لوحظ ان جنبلاط حرص على التأكيد أن ميقاتي"لبى معظم المطالب السياسية لمختلف الاطراف قدر المتاح"، انتقد "الترف في التعطيل ووضع العقبات تلو العقبات على رغم كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تلاحق المواطنين وتحاصرهم في كل مكان".
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت"جماعة برّي تستعيد لغة الشتم والتجريح.. وجعجع يدعو الى حكومة تكنوقراط"و" جنبلاط: الأكثرية فشلت ولم يعد منطقياً تغطيتها".
وقالت" في ظل عجز الأكثرية الجديدة عن اجتراح حلول لأزمة تشكيل الحكومة نتيجة صراع المصالح والتناتش على الحصص، تتجه الأنظار إلى بكركي التي تستضيف بعد غد قمة روحية إسلامية مسيحية يؤمل أن تكون لها انعكاسات إيجابية على المشهد اللبناني عموماً.
غير أن اللافت أمس هو اعتماد جماعة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لغة سوقية قوامها الشتم والسب والتطاول، في معرض الرد على مواقف سياسية أطلقها عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت الذي كان اعتبر أن "كلام بري الاخير يناقض نفسه"، مؤكداً أن "الامتيازات الأساسية في هذا البلد هي المناصب التي تربّع عليها البعض منذ عشرات السنوات". ولفت إلى انه "بعقلية السلاح يتم فرض الأمور والتعدّي على الأملاك العامة، والرئيس بري يعرف تماماً أن ما يعوق إقامة الدولة هي العقلية الميليشيويّة التي تعتمد على السلاح الذي لا يمنع فقط اقامة الدولة بل يهدف ايضاً إلى إسقاطها".
وتابعت الصحيفة"وفي جديد الملف الحكومي، حركة مميزة لرئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط بدأها في اتجاه رئاسة الجمهورية حيث التقى الرئيس ميشال سليمان ثم دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. أعقبها بسلسلة مواقف لجريدة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي"، حيث لفت إلى أنه "بات من الضروري القول إنَّ الاستمرار في تأييد بعض الشعارات العبثيّة التي سبق أن أعلنتها الأكثرية السابقة لم يكن ممكناً، ولكن في الوقت ذاته، لم يعد منطقيّاً استمرار الحزب "التقدمي" و"جبهة النضال"، في تغطية هذه الحالة من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يُسمّى الأكثريّة الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلاً ذريعأً في تأليف الحكومة الجديدة".
وإذ أشار إلى أنَّه "سبق أن أجمعت الأكثرية الجديدة على تسمية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة الجديدة، ولبّى الرئيس المكلف معظم المطالب السياسية لمختلف الأطراف قدر المتاح"، سأل جنبلاط "لماذا هذا الترف في التعطيل ووضع العقبات تلو العقبات، على الرغم من كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية التي تلاحق المواطنين وتحاصرهم في كل مكان؟".
اللواء :
صحيفة اللواء بدورها عنونت"جنبلاط يهزّ طبخة البحص: لن نغطي هذا الترف بالتعطيل!".
وقالت" هذا هو، على الاقل، الانطباع لدى اللاعبين الكبار والصغار على مسرح تأليف حكومة جديدة تعبر عن الاكثرية الجديدة التي منيت بإنتكاسة كبيرة، يوم امس، عبر الموقف الذي اعلنه النائب وليد جنبلاط، وفحواه ان
واذا كان موقف النائب جنبلاط الذي انصف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بتلبيته معظم المطالب السياسية لمختلف الاطراف قدر المتاح، متسائلاً: لماذا هذا الترف التعطيلي ووضع العقبات تلو العقبات على الرغم من كل المشاكل التي تحاصر المواطنين في كل مكان؟، فإن مصادر المعلومات الدقيقة، وقبل الموقف الجنبلاطي، رجحت مجدداً فكرة حكومة من 14 وزيراً غالبيتهم من التكنوقراط، كسبيل للخروج من المأزق بأقل الخسائر الممكنة".