وأثار موقع ويكيليكس ردود فعل قوية في الدوائر الدبلوماسية حول العالم عندما نشر أكثر من 250 ألف برقية أميركية مسربة في العام 2010. وتغطي السجلات الجديدة الفترة ما بين 1973 وحتى نهاية 1976 ولم تسرب من قبل
كشف مؤسس موقع ويكيليكس المختص في نشر خفايا وأسرار السياسة العالمية، جوليان أسانج، أن موقعه سينشر، اليوم الاثنين، أكثر من 1.7 مليون من البرقيات الدبلوماسية والاستخبارية التي تعود إلى السبعينيات من القرن العشرين. وجمع الموقع سجلات متنوعة ثم رتبها وتشمل برقيات دبلوماسية وتقارير استخبارية ومراسلات الكونغرس وسينشرها بشكل يتيح إجراء بحوث بشأن قضايا محددة.
وأجرى أسانج معظم أعمال البحث انطلاقا من ملجئه في سفارة الإكوادور في العاصمة البريطانية لندن. وقال لوكالة برس أسوشيايشن المعنية بالشؤون الداخلية البريطانية إن السجلات سلطت الضوء على "المدى والحجم الهائلين" للنفوذ الأميركي حول العالم. ويعيش أسانج في مقر سفارة الإكوادور بلندن منذ تسعة أشهر في مسعى لتجنب ترحيله إلى السويد حيث كان يقيم من قبل لمواجهة ادعاءات متعلقة باعتداءات منافية للأخلاق؛ لكنه ينفي هذه التهم.
وأثار موقع ويكيليكس ردود فعل قوية في الدوائر الدبلوماسية حول العالم عندما نشر أكثر من 250 ألف برقية أميركية مسربة في العام 2010. وتغطي السجلات الجديدة الفترة ما بين 1973 وحتى نهاية 1976 ولم تسرب من قبل وهي متاحة للاطلاع عليها في إدارة الأرشيف الوطني الأميركي.
وتشمل هذه الوثائق مراسلات عديدة أرسلها وزير الخارجية الأميركي آنذاك هنري كيسنجر أو استلمها من آخرين.
وتصنف ويكيليكس العديد من الوثائق، التي تطلق عليها "المكتبة العامة للدبلوماسية الأميركية"، تحت خانة "غير قابل للتوزيع" أو "للاطلاع بالعين المجردة فقط" بينما صنفت وثائق أخرى تحت خانة "سري".
ويعد أسانج مؤسس موقع ويكيليكس الذي أغضب واشنطن بنشره برقيات وسجلات عسكرية تتعلق بحربي العراق وأفغانستان في واحدة من أكبر الاختراقات الأمنية في التاريخ الأميركي.
مصادر «مكتبة ويكيليكس العامة» هي الوثائق الرسمية التي أفرجت عنها الادارة الاميركية وفقاً لـ«قانون حرية المعلومات» الذي يكفل أن تزال السرية عن معظم الوثائق بعد انقضاء فترة معينة من الزمن. لكن ما تقدمه «المكتبة» للقرّاء هو أداة بحث مسهّلة ودقيقة تسمح بتحديد مجال البحث والحصول على الوثائق التي يريدها الباحث وفق الفترة الزمنية المطلوبة ومفتاح البحث المحدد (اسم البلد أو الشخصية السياسية...).
وهذا تحديداً ما لا تؤمنه الحكومة الاميركية بعد إفراجها عن الوثائق، إذ تمرّ عملية البحث فيها وتصفحها بمراحل معقدة ومضنية. وإضافة الى تسهيل الاطلاع على المعلومات، تضمن «مكتبة ويكيليكس» بقاء الوثائق الحكومية متوافرة للعموم، في حين تقوم الحكومة الاميركية عادة بسحب بعض البيانات بعد نشرها لفترة وجيزة.
وفي جولة سريعة على محتويات المكتبة، قبل فتحها للعموم اليوم، نشرت جريدة «الأخبار» بأنها اطلعت على وثيقة تعود إلى عام 1973 ضمن مجموعة «برقيات كيسينجر»، تبيّن هشاشة «أسطورة» الحصار النفطي الذي هدد به الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود حينها. وتنقل البرقيات حرفياً رفض الملك السعودي استخدام النفط كأداة للضغط على الغرب بهدف وقف دعمهم للدولة الصهيونية. برقيات أخرى تفصّل مثلاً زيارة الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون لطلب مساعدات عسكرية من طهران... وبهذا تكون مكتبة «ويكيليكس» العامة «القاعدة الوحيدة ذات المواد الجيوسياسية المهمة والمنشورة بالكامل على شبكة الإنترنت».