أصبحت نقابة المعلمين الايرلندية، المنظمة الأولى في دول الاتحاد الأوروبي، التي تعلن عن المقاطعة الأكاديمية الشاملة للدولة العبرية، ويجيء هذا القرار ليُتوج قرارات أخرى مناهضة لدولة الاحتلال
ذكرت مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب أن نقابة المعلمين في ايرلندا تعلن عن مقاطعة الكيان الإسرائيل، هذا الخبر الذي حمل العديد من التفاصيل، نشرته صحيفة القدس العربي اليوم التي تصدر من لندن.
وقالت إنه بذلك أصبحت نقابة المعلمين الايرلندية، المنظمة الأولى في دول الاتحاد الأوروبي، التي تعلن عن المقاطعة الأكاديمية الشاملة للدولة العبرية، ويجيء هذا القرار ليُتوج قرارات أخرى مناهضة لدولة الاحتلال، التي سارعت إلى اتهام ايرلندا بأنها تقود المعسكر الأشد عداء وتطرفا ضد الدولة العبرية في الاتحاد الأوروبي.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية الاثنين، إن منظمة المعلمين الايرلندية صادقت يوم الخميس الماضي، على اقتراح يدعو لفرض المقاطعة على إسرائيل، كما أشارت الصحيفة إلى أن منظمة المعلمين (TUI) التي تضم في صفوفها 14 ألف معلم ومعلمة، قررت باجتماعها السنوي بأغلبية ساحقة لدى التصويت، مقاطعة دولة الاحتلال.
وجاء في قرار المقاطعة أنه يجب قطع جميع العلاقات بين المؤسسات التعليمية في ايرلندا، مع نظيراتها الإسرائيلية، كما دعا القرار المعلمين وأعضاء المنظمة إلى إنهاء عملهم مع الإسرائيليين، والتوقف عن أي تعاون مشترك في المجالين الثقافي والأكاديمي مع إسرائيل، بما في ذلك التوقف عن تبادل المعلومات، والطلاب أو أي تعاون آخر في مجال الأبحاث الأكاديمية، علاوة على ذلك، شمل القرار أيضا، بندا يدعو الإطار الأم لنقابة المعلمين الايرلنديين وهو (مؤتمر المنظمات المهنية)، بتعزيز حملاته لفرض المقاطعة، والامتناع عن استثمار أي ميزانيات في دولة الفصل العنصري إسرائيل، إلى أن تقوم الأخيرة بوضع حد للحصار غير القانوني على قطاع غزة، ووقف احتلالها غير الشرعي للضفة الغربية، وان تقوم بتطبيق قواعد القانون الدولي، وقرارات منظمة الأمم المتحدة بهذا الشأن.
ولفتت المصادر إلى أنه مع اتخاذ هذا القرار تصبح نقابة المعلمين الايرلندية، هي المنظمة الأولى في دول الاتحاد الأوروبي، التي تعلن عن المقاطعة الأكاديمية الشاملة لإسرائيل، مشددة على أن جيم روشا الذي تقدم بهذا الاقتراح لمنظمة المعلمين الايرلنديين أعرب عن سعادته البالغة من اعتماد هذا القرار بهذه الأغلبية الساحقة، خاصة بعد يومين من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية بقتل شابين فلسطينيين، حيث أثبتت إسرائيل أنها وبدون شك دولة فصل عنصري تجاه الفلسطينيين، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، اتهم سفير إسرائيل لدى ايرلندا بوعاز موداعي، السلطات الايرلندية، بالتغاضي عن أعمال التنكيل والإساءة التي يتعرض لها الإسرائيليون على أراضيها. ونقلت الإذاعة العامة عن السفير الإسرائيلي قوله إنه من المقرر أن يقام في دبلن خلال الأسبوع المقبل مهرجان الثقافة الإسرائيلية تعرض فيه مقاطع موسيقية وأفلام، إلا أن منظميه يواجهون صعوبة في إيجاد مبان للعرض، على ضوء رفض أصحاب المحال تأجيرها.
وأضاف سفير تل أبيب لدى دبلن أن عددا من الشباب الايرلندي حطموا بوابات ونوافذ أحد المواقع الذي اختير لإقامة المهرجان في دبلن، وأطلقوا التهديدات ضده وطاقم السفارة. وأوضحت الإذاعة العبرية أن السفير الإسرائيلي اجتمع في أعقاب هذا الاعتداء مع وزير الخارجية الايرلندي إيمون جيلمور، إلا أن السلطات في دبلن لم تستجب له.
من ناحيتها، قالت "يديعوت أحرونوت" إن فرقتين موسيقيتين من ايرلندا قامتا بإلغاء عروض كانت مقررة لهما في إسرائيل، وذلك رضوخا لحملة مقاطعة الدولة العبرية التي تنامت كثيرا في الآونة الأخيرة في هذه الدولة الأوروبية، التي تتهما إسرائيل بأنها تقود الحملة الغربية لنزع الشرعية عن الدولة العبرية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب قولها إنه في الأسبوع الأخير ظهرت فرقة جديدة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، طالبت المشاركين والمتصفحين بإلقاء الصخور الكبيرة على مبنى السفارة الإسرائيلية في دبلن، ولفتت إلى أن المجموعات الايرلندية المؤيدة للشعب الفلسطيني قامت بمهاجمة الحسابات الشخصية للدبلوماسيين والعاملين في السفارة الإسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي، وتابعت إن ايرلندا بدون أدنى شك تحولت إلى أكثر دولة أوروبية معادية لإسرائيل وتقوم بدفع الدول الأوروبية الأخرى لاتخاذ مواقف متشددة وغير قابلة للتهاون ضد إسرائيل. فهل يمكن أن نحلم بأن يتحول هذا الأمل إلى حقيقة ؟!! وأنه بدأت عملية الوعي الجماعي الثقافي العام في أوروبا حيال قضية فلسطين المحقة؟!...