عشرة أعوام مرت على سرقة المتحف الوطني العراقي، منذ الغزو الأميركي. 15 ألف قطعة أثرية نفيسة تجسد حضارات العراق اختفت حينها،
عشرة أعوام مرت على سرقة المتحف الوطني العراقي، منذ الغزو الأميركي. 15 ألف قطعة أثرية نفيسة تجسد حضارات العراق اختفت حينها، واليوم يستعيد العراق ستة آلاف منها فقط. تأتي عودة القطع الأثرية، في وقت تحمل فيه بغداد لقب عاصمة الثقافة العربية للعام الحالي، والتي خصصت ميزانية شبه مفتوحة لأنشطتها.
الصور الآتية من داخل المتحف تبدو شاحبة بعض الشيء، وقد لا ترتقي إلى القيمة العظيمة التي تحوزها حضارة العراق وآثارها، لكن برغم كل شيء لا يزال المتحف العراقي حياً يقاوم لاسترجاع القطع الأثرية إلى أحضانه.
ويضم المتحف بحدود 22 قاعة مختلفة، منها الأشورية والبابلية والسومرية، وتعرض فيه دمى ورُقم طينية، وهياكل عظمية بشرية تعود لدهور بعيدة ، لكـــن القــــاعات المفتوحة للســـياحة هي أربـــع فقـــط.
اللافت في المتحف كانت قيثارة أور، الآلة الموسيقية الشهيرة وقد وُضعت منتصف إحدى القاعات الأربع، وآثار التهريب واضحة عليها نتيجة تعرضها للسرقة. في نيسان العام 2003، سرق رأس الثور الذهبي الذي يتقدمها، لكن العراق استعادها مؤخراً من بريطانيا، وهي واحدة من ثلاث قيثارات إحداهن معروضة في المتحف البريطاني في لندن والأخرى في متحف بنسلفانيا في أميركا.
وكشفت إدارة المتحف الوطني العراقي أن عدد القطع الأثرية التي سُرقت في نيسان العام 2003 بلغت تقريباً 15 ألف قطعة مختلفة، وقد تمكن العراق إلى الآن من استعادة ستة آلاف قطعة أثرية كانت قد سرقت بعد دخول القوات الأميركية العاصمة بغداد واندلاع أعمال العنف والنهب في دوائر الدولة، ومن بينها المتاحف.
المؤسف أن حركة السياحة في المتحف الوطني قليلة، إذ تمر أيام عدة على المتحف من دون أن يزوره سائح، وفي الأغلب تحصر الزيارات بالطلاب، ويعود ذلك في جزء منه لكون المتحف لم يفتتح جميع قاعاته بعد.
في هذه الأثناء، لا يزال العمل على تأهيل المتحف مستمراً في غرفه وممراته، فيما باحة الحديقة المقابـــلة للمتحف مبعثرة بشكل كبير، والعمل عليهـــا جــــار من دون رفع المدافع العتيقة التي تعود للعـــهد العـثماني والعصور القديمة.
ومن الجدير ذكره أن المتحف العراقي في بغداد هو أكبر المتاحف في العراق وأقدمها، وقد تأسس العام 1923 وهو يقع في منطقة علاوي الحلة في العاصمة بغداد، ويحتوي المتحف على مجموعات أثرية تؤرخ تاريخ بلاد ما بين النهرين، ويضم مجموعات متنوعة من حقبات عديدة مثل السومرية والآشورية والبابلية وكذلك من الفنون الإسلامية.
وأُعيد فتح المتحف الوطني العراقي في شباط العام 2009 بعد إغلاقه لست سنوات بسبب تعرضه للنهب إثر الحرب العراقية. وكانت الحكومة العراقية كلفت شبكة محاماة في بلدان مختلفة تتابع الأثار المهربة التي تعود للعراق، ومقاضاة الجهة التي تنوي بيعها واستعادتها دولياً.