23-11-2024 06:28 AM بتوقيت القدس المحتلة

السعودية تحت المجهر الغربي 1/3

السعودية تحت المجهر الغربي 1/3

وزارة الخارجية الفرنسية تطلب خمس دراسات من باحثين بسوآل واحد: لماذا لم يتحرك الشارع السعودي لحد الآن.



وزارة الخارجية الفرنسية تطلب خمس دراسات من باحثين بسوآل واحد: لماذا لم يتحرك الشارع السعودي لحد الآن.
 
في وزارة الخارجية الفرنسية هذه الأيام خلايا نحل تتابع بنشاط غير مسبوق الأحداث المتسارعة في العالم العربي، خصوصاً في منطقة الشرق الوسط. فباريس التي تتعثر منذ بدايات الأحداث والثورات العربية تحاول العمل بروية أكثر هذه الأيام، وهذا ما تظهر صورته في التعاطي مع الشأن السوري رغم بعض التصريحات هنا وهناك والتي في أكثرها ترجع للخلافات الداخلية في بيت القرار الفرنسي حول ما يدور في العالم العربي.

ويبدو أن الفرنسيين قرروا سياسة جديدة تعتمد مبدأ قراءة ما يمكن وقوعه أو استباق للأحداث قد يكون نافعا ومفيدا للدور الذي تريد فرنسا لعبه في "العالم العربي الجديد القادم" كما سماه احد الدبلوماسيين العاملين في وزارة الخارجية الفرنسية. وهذا ما دفع وزارة الخارجية الفرنسية للطلب من باحثين في خمس مراكز أبحاث وجامعات فرنسية تقديم خمس دراسات عن السعودية محورها سوآل واحد هو: لماذا لم يتحرك الشارع السعودي لحد اليوم؟ هذا الخبر نقله لنا باحث في شؤون الشرق الأوسط في احد الجامعات الفرنسية سوف يشارك في إتمام أحد هذه الدراسات التي يجب الانتهاء منها  في أسرع وقت.

منطق الأحداث المتسارع في العالم العربي جعل الساسة الفرنسيين يتساءلون عن السبب الحقيقي الذي يمنع التحرك في السعودية لحد الآن، لما لهذا البلد من أهمية اقتصادية كما يعرف الجميع فضلا عن كونه الحليف العربي الذي يعتمد عليه الغرب في إزعاج إيران التي تسعى الدول الغربية وإسرائيل لمنعها من إكمال برنامجها النووي وتطويره، فضلا عن التزامه بعدم التحريض ضد إسرائيل وعدم استخدام سلاح النفط في هذه النقطة تحديدا.

في نفس الوقت، وفي الشأن السعودي، وخلافا للتصريحات العلنية يسود الأوساط السياسية الفرنسية قلق كبير من التدخل السعودي العسكري في البحرين الذي يعتبره القيمون على السياسة الخارجية الفرنسية هذه الأيام خطوة سعودية متهورة سوف تصب نهايتها في مصلحة إيران، التي ترى أقدام العائلة السعودية المالكة تغرق في رمال المنطقة المتحركة، وتنتظر الفرصة والوقت المناسب لتجعل السعودية تدفع ثمن ما فعلته، حسب مصدر أكاديمي فرنسي معني بشؤون المنطقة.

التقييم الفرنسي للخطأ السعودي في البحرين وإن لم يظهر للعلن، لا يبعد كثيرا عن التقييم الإيراني الذي قال ذات مرة إن هذا التدخل في البحرين يشكل خطأ استراتيجيا فادحا ترتكبه السعودية  فضلا عن قناعة فرنسية تقول إن العلاقات السعودية - الأميركية والسعودية - الأوروبية لا يمكن أن تستمر على عهدها مع المتغيرات الحاصلة في العالم العربي في حال بقي النظام السعودي على تركيبته الحالية.

لفرنسا أيضا خلاف وعتاب مع السعودية مصدره الفيتو الأميركي البريطاني على بيع أسلحة فرنسية للسعودية، وهذا ا يجعل فرنسا "ساركوزي" التي عولت كثيرا على المملكة السعودية في تسويق طائرة رافال الفرنسية المقاتلة في الخليج، محبطة من الارتهان الغير محدود للمسؤولين السعوديين لكل ما تقوله أميركا وخصوصا في موضوع السلاح.

"السعودية لن تبقى بعيدة عن التغييرات الجذرية، رغم هجومها الاستباقي في البحرين ومحاولاتها الكثيفة للحفاظ على علي عبدالله صالح في اليمن".هكذا يقول غالبية الفرنسيين ممن لهم علاقة مباشرة بملفات العالم العربي، غير أن توقيت التحرك هو الذي يبقى موضوع السوآل فضلا عن انتشاره، ومن أين سوف يبدأ؟ لأن كل هذا قد يحدد نتيجة أي تغيير على الصعيدين الداخلي والخارجي، مع ملاحظة ازدياد حركة تحويل الأموال من السعودية للخارج منذ أزمة البحرين، وهذه الحركة في التحويلات حسب مصادر فرنسية تشمل عشرات  الأمراء في العائلة السعودية المالكة.