أكد مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد احمديان ان مفاعل بوشهر النووي في جنوب ايران مصمم لمقاومة زلازل بقوة اكثر من 8 درجات على مقياس ريختر
أكد مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد احمديان ان مفاعل بوشهر النووي في جنوب ايران مصمم لمقاومة زلازل بقوة اكثر من 8 درجات على مقياس ريختر، واصفا الدعاية الاعلامية لبعض الدول حول القلق من درجة ومواصفات أمان وسلامة المفاعل ازاء الزلازل بانها لا اساس لها.
وقال احمديان ان مفاعل بوشهر مصمم لمقاومة الزلازل القريبة التي لا تقل قوتها عن 8 درجات على مقياس ريختر، مشيرا الى ان الزلزال الاخير الذي ضرب قبل ايام المنطقة وقع على بعد اكثر من 100 كيلومتر من المفاعل، كما ان قوة الزلزال كانت حوالي 6 ريختر، ومن البديهي انها لا تحدث اية مشكلة للمفاعل. واعتبر ان الزلزال الاخير حتى لم يكن بمثابة اختبار لدرجة ومواصفات الامان المستخدمة في المفاعل بوشهر، لانه كان ضعيفا (بالنسبة للمفاعل) وبعيدا، وبين ان المفاعل لا يتأثر بمثل هذه الزلازل.
واكد مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية ان مفاعل بوشهر تم تصميمه وانشاؤه وفق المواصفات الدولية الاحدث والاكثر صرامة، وتحت رقابة واشراف كامل وصارم في كل مراحل البناء، منوها الى مركز نظام الامان في ايران والذي يعمل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان مشرفا على ذلك. واشار احمديان الى ان المفاعل يمثل ايضا رمزا لمستوى الصناعات النووية الروسية، ولذلك فان الشركة الروسية التي كانت تتولى بناءه كانت على اشراف تام على كامل مراحل البناء، مشيرا الى ان كل ذلك موثق وبامكان اي شخص او مؤسسة الاطلاع على ذلك بشكل مهني.
واوضح مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية ان ايران اطلعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوقوع الزلزال الاخير في جنوب البلاد، معتبرا ان بناء المفاعلات النووية امر في غاية الاهمية والحساسية ولا يمكن دون مراعاة كامل مواصفات الامان، كما لا يمكن اخفاء اي تقصير في ذلك عن الجهات الدولية المشرفة، داعيا الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي الى الاطمئنان على سلامة مفاعل بوشهر ومواصفات الامان فيه، وانه لا يشكل اي خطر على اي احد.
و اشار الى تعرض مفاعل فوكوشيما الى موجات المد البحري بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان، وبين ان منطقة الخليج الفارسي لا يمكن توقع حدوث تسونامي فيها بسبب موقعها الجغرافي، وهذا كان من اسباب اختيار هذه المنطقة لبناء محطة بوشهر النووية، مضيفا ان عدة عوامل اخرى ساهمت في وقوع كارثة فوكوشيما ولا ينطبق اي منها على موقع محطة بوشهر وظروفها.
واوضح مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية ان منظومات الامان في محطة بوشهر ذاتية التشغيل، واذا ما حدث زلزال فانها تعطل المفاعل اوتوماتيكيا، لتتيح للخبراء والمهنيين تفتيش الاقسام المختلفة للتأكد من سلامتها، منوها الى ان هناك سلسلة من انظمة الامان الاشعاعي معبأة في المحطة على شكل دوائر امان، واذا ما تعطلت اي منها فان التالية سوف تعمل على حفظ المحطة من الاشعاعات.
وحول اسباب اختيار المكان الذي تم فيه بناء محطة بوشهر لهذا الغرض قال احمديان اول الاسباب هو قربه من مياه البحر، لحاجة المحطة الكبيرة لذلك، وقربها من شبكات نقل الطاقة ، بالاضافة الى عوامل اخرى، مثل البعد عن خطوط الزلازل.
واكد مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية ان دراسات عديدة تمت من قبل الشركات التي تولت انشاء المحطة وبناءها قبل انتصار الثورة الاسلامية و تم اختيار المكان الحالي للمحطة، لكن لم يعترض فيها اي من الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي على ذلك في حينها، ما يعني ان الاحتجاجات اليوم ليس لها صبغة فنية ومهنية.
واشار الى ان تجمعات سكانية كثيرة تتواجد في المناطق المحيطة بالمفاعل، واكد حرص الجمهورية الاسلامية على سلامة هؤلاء وعدم تعرضهم لاي خطر نتيجة عمل المفاعل، معتبرا ان اختيار موقع المفاعل تم على اسس وقواعد علمية ووفقا لتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما اشار احمديان الى ان محطة بوشهر اتصلت في العام الماضي بشبكة الطاقة الوطنية، وانتجت حتى اليوم اكثر من مليار و 500 مليون (كيلو واط ساعة) من الكهرباء، منوها الى ان المحطة لم يتم تشغيلها بكل طاقتها بعد بهدف المزيد من التأكد والاطمئنان من مواصفات الامان والسلامة فيها. وحول الاستخدامات المتعددة للتقنية النووية، قال مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية ان المتخصصين الايرانيين في التقنية النووية يتمتعون بمهارة عالية، منوها الى ان ايران وضعت الاستفادة من كل الامكانيات للاستفادة من الاستخدامات المتعددة للتقنية النووية السلمية وفي كل المستويات على جدول اعمالها.
وتابع ان ايران تنتج الآن اكثر من 43 نوعا من الادوية الاشعاعية المستخدمة في تشخيص وعلاج بعض الامراض المستعصية، وخاصة السرطان، منوها الى ان خمسة انواع جديدة من الادوية الاشعاعية المنتجة على يد العلماء الايرانيين تم رفع الستار عنها في يوم التقنية الوطنية قبل ايام.
واضاف احمديان ان هناك برامج واسعة لاستخدام التقنية النووية في تعديل انواع مختلفة من النباتات ومكافحة الاوبئة النباتية، وزيادة عمر المحاصيل الزراعية، ونوه الى ان مفاعل طهران البحثي لا يكفي لسد حاجة البلاد على هذا الصعيد، وان هناك مشروعا لبناء 4 مفاعلات اخرى في البلاد. واوضح ان احد المفاعلات سيكون بطاقة 10 ميغاواط في محافظة فارس، مشيرا الى ان تصميمه وبناءه تم على يد الخبراء الايرانيين، كما ان وقوده سيتم تأمينه من داخل البلاد، وسيتم تدشينه خلال السنوات الاربع او الخمس المقبلة.