صحيح أنه لم يتبن الفكر الصهيوني، الذي كان في أوج انتشاره، لكن "والت ديزني" مارس بالفعل العنصرية والإمبريالية والجشع والعجرفة. فأكثر من ثلاثة أرباع القصص التي قدمها تصور شخصيات تستهدف البحث عن الذهب.
سخن الحوار معه واستفزه المحاور الأميركي الشهير "لاري"، في البرنامج الذي كان الأكثر شعبية في الولايات المتحدة الأميركية LARY KING LIVE، فصرخ أمام الملأ :"اليهود يحكمون هوليوود بل إنهم يملكونها فعلا !..".
ولم يكن الممثل الأميركي الراحل مارلون براندو يقصد احتكار اليهود السينما الأميركية للكبار فحسب، بل ايضاً لعالم "والت ديزني". وثارت عاصفة كبيرة ضده شنها اليهود طبعا وكالعادة أُتهم بمعاداة السامية والعنصرية.وقد تساءل الكثيرون بعد العاصفة كيف يمكن لأقلية يبلغ عددها 2.5 % من عدد السكان في أميركا أن تسيطر على صناعة السينما في هوليوود؟.
ديزني...التضليل بالتسلية
للإجابة عن هذا السؤال لا بد لنا أن نتعرف على قصة سينارست الرسوم المتحركة الأول في العالم وهو الأميركي "والت ديزني". هو لم يستخدم يوما كلمة "التضليل" ولا حتى "التعليم"، ولم يقل في حياته إلا أنه يقدم التسلية ولا شيء أكثر من ذلك. لم تكن بدايته في ولاية ميسوري الأميركية، ونهايته في هوليوود إلا ممارسة للتضليل بمنتهى البراءة التي ادعاها. صحيح أنه لم يتبن الفكر الصهيوني الذي كان في أوج انتشاره في تلك الحقبة التاريخية من القرن العشرين، لكن "والت ديزني" مارس بالفعل العنصرية والإمبريالية والجشع والعجرفة. فأكثر من ثلاثة أرباع القصص التي قدمها تصور شخصياته تستهدف البحث عن الذهب.
أما الربع الباقي فتتنافس فيه الشخصيات على المال والشهرة. ووفق البحث الذي تمّ على أعمال ديزني وشركاته للإنتاج الفني، فإن نصف القصص تدور أحداثها خارج كوكب الأرض، بينما تقع أحداث النصف الأخر في أراض أجنبية حيث يعيش بشر يتصفون بالبدائية، وكلهم من غير البيض..!!وقبل وفاته أعلن ديزني رضاه التام عن أدائه لرسالته، وقال :"إنني سعيد أن مشاعري بعيدة تماما عن اي اكتئاب "فاستحق بحق ما وصفه به ماكس رافيرتي، المراقب السابق للتعليم العام في كاليفورنيا بأنه "المعلم الأعظم في هذا القرن (القرن العشرون)".
ديزني والسيطرة اليهودية :
بالعودة إلى البدايات تمكّن ديزني من بيع عدد من أفلامه القصيرة وحقق بعضها نجاحا معقولا بينما لفت فيلمه "الأرنب أوزوالد" أنظار موزع يهودي اسمه "تشارلز منتز" كان يعمل لحساب بعض كبار المنتجين في هوليوود، وتعاقد "منتز" مع "والت ديزني" على دفع مبلغ 1800 دزلار كمقدمة لإنتاج 18 فيلما قصيرا من أفلام الرسوم المتحركة المستمدة من قصة "أليس في بلاد العجائب". وقد شجع هذا ديزني وشقيقه على تأسيس استديو صغير لإنتاج الرسوم المتحركة، لكنهما فوجئا بـ"منتز"يلغي العقد معهما!!بعد أن كان ديزني، نظرا لخبرته القليلة أنذاك، وقع على بند في العقد يتنازل بمقتضاه عن حقوقه الشخصية كافة التي ابتكرها باسم "الأرنب أزوالد".
وعندما ابتكر والت ديزني شخصيته الشهيرة "ميكي ماوس" رفض كبار المنتجين اليهود في هوليوود توزيعها عبر شركاتهم، لأن ديزني قد رفض توقيع عقد مع أحدهم يمنحه جميع الحقوق المتعلقة بهذه الشخصية.هكذا كانت أصول الصراع بين ديزني واليهود في هوليوود عبر النصف الأول من القرن العشرين. حتى استطاع والت ديزني أخيرا في العام 1955 أن يفتتح "عالم ديزني" ليكون أكبر مدينة للملاهي.
وظن أن ما فعلته لجنة النشاطات المعادية لأمريكا قد أضعف اليهود المسيطرين على هوليوود كثيرا. وكان ظنه خاطئا، إذ تنامى الوجود اليهودي في هوليوود مجددا مستغلين تجاوزات "لجنة مكارثي"ضد الحريات والمثقفين.وفي الوقت نفسه اكتشف ديزني إصابته بالسرطان ثم توفي في العام 1966، مخلفا نزاعات عائلية حول السيطرة على مؤسسته. وفي منتصف الثمانينيات كانت الهيمنة اليهودية قد زحفت فعلا على استديوهات ديزني السينمائية، ومع بداية التسعينات ضُم عالم والت ديزني في كاليفورنيا وفلوريدا إلى إمبراطورية هوليوود اليهودية.
اليهود : الدور نفسه في نمط اكثر عدائية
بعدما استلم اللوبي الصهيوني الأميركي مقاليد الأمور في "والت ديزني" أكمل مهمة التسلية المقنعة بهدف التضليل وبات استعمار العقول هدفا أساسيا له. ففي فيلم "أمير مصر"، على سبيل المثال، وهو فيلم رسوم متحركة، يتم إظهار النبي موسى (ع)كداعية للحرية لشعب بني إسرائيل ضد استغلال واضطهاد المصريين القدماء الذين هم "نازيو القرون الماضية"!..والفيلم يبدو في مظهره بريئا، ولكنه مخادع أشد الخداع، بما يبثه في وعي المشاهد الطفل، من خلال الإبهار البصري اللوني والإضائي والسمعي والموسيقي والمرئي والحوارمن خلال تشكيل الفني للحركة، واستخدام الشخصيات الكرتونية التي تضفي البراءة على الشخصيات الإسرائيلية، واستخدام الخطوط الحادة المقوسة التي تبرز ملامح القسوة والعنف على وجوه الشخصيات المصرية!!..
وفي نهاية القرن الغشرين أبى القائمون على عالم "والت ديزني"إلا أن يعلنوا عن انحيازهم وولائهم لـ"اللوبي الصهيوني" فأتى مندوب عن "ديزني لاند" إلى الكيان الإسرائيلي في أب 1999 مقترحا إنشاء قسم خاص من معرض عالم ديزني للألفية الثالثة تحت عنوان "القدس عاصمة إسرائيل"وبعد اعتراضات من جانب المنظمات الأميركية الإسلامية العربية، ومن جانب دولة الإمارات المتحدة، وتهديدات بمقاطعة كل انتاج ديزني من جانب الدول العربية والإسلامية، وافقت على حذف عبارة "القدس عاصمة إسرائيل"مع بقاء محتوى الجناح كما هو دون تغيير. وصرح سفير إسرائيل في واشنطن تعليقا على قرار ديزني بقوله"لقد انتصرت إسرائيل".