رفضت النمسا بشدة تصريحات وزير المالية الفرنسي بيير موسكوفيتش التي هدد فيها بإدراج النمسا ضمن اللائحة السوداء في إطار سياسة التهرب الضريبي
رفضت النمسا بشدة تصريحات وزير المالية الفرنسي بيير موسكوفيتش التي هدد فيها بإدراج النمسا ضمن اللائحة السوداء في إطار سياسة التهرب الضريبي والتستر على ودائع الاموال الأجنبية في مصارفها ورفضها قبول التبادل المعلوماتي البنكي مع نظرائها الأوروبيين.
ورفض المستشار النمساوي فيرنر فايمان في حديث مع صحيفة الكوريير النمساوية أي نصائح من الخارج حول كيفية تعامل الحكومة النمساوية في المحافظة على قانون سرية مصارفها واصفا تدخل فرنسا بأنه غير لائق ويأتي ضمن مقترحات غير مرغوب بها. بدوره اعتبر راينهولد لوباتكا وزير الدولة للشؤون الخارجية النمساوية التهديدات الفرنسية تدخلا بالشؤون الداخلية لبلاده واصفا تصرف باريس بأنه تهرب من مشاكلها وازماتها الداخلية.
وأعرب عن استغرابه ورفضه لهذا التصرف منوها في الوقت نفسه بتعاون النمسا الدائم مع شركائها الأوروبيين في مسألة سرية البنوك مالم يؤثر ذلك على القوانين الداخلية الخاصة بها في تبادل البيانات مع دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت مصادر مطلعة في الخارجية النمساوية ان باريس قدمت اعتذارا غير رسمي حول تصرفها الأخير في توجيه تهديدات إلى فيينا بوضعها على اللائحة السوداء للتهرب الضريبي.
وفي هذا الصدد أكد اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في ايرلندا أمس إصرار بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وبعض الدول الأوروبية بما فيها اللوكسمبورغ على خضوع النمسا للضغوط وقبول إبرام اتفاقية تقضي بتسهيل الاطلاع على ودائع الأموال الأجنبية في مصارفها والعمل بمبدأ التبادل البنكي بين الأوروبيين وهذا ماترفضه فيينا حتى اليوم.
وكانت فرنسا وبريطانيا وجهتا التهم إلى النمسا بأنها واحة وملاذ للتهرب الضريبي ومكان آمن لتسهيل ودائع الأموال الأجنبية المجهولة باعتبار أن النمسا هي البلد الأوروبي الأخير الذي يرفض مبدأ التبادل البنكي.