اعتبرت وكالة الطاقة الدولية أن تراجع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية يظهر أن السوق تتلقى إمدادات كافية من الخام
اعتبرت وكالة الطاقة الدولية أن تراجع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية يظهر أن السوق تتلقى إمدادات كافية من الخام. وأعربت المديرة التنفيذية للوكالة ماريا فان ديرهويفن عن أملها في أن يساعد تراجع أسعار النفط في دعم تعافي الاقتصاد العالمي.
وتراجع سعر خام برنت (القياس الأوروبي) أمس للعقود الآجلة دون مستوى مائة دولار للبرميل وذلك للمرة الأولى في تسعة أشهر بعد بيانات من الصين والولايات المتحدة أضعفت توقعات الطلب.
وفي مرحلة من تعاملات الثلاثاء تراجع خام برنت للعقود الآجلة إلى 98 دولارا مسجلا أدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2012، إلا أنه ما لبث أن ارتفع ليبلغ عند التسوية مستوى 99.91 دولارا للبرميل. ومن جهته تراجع الخام الأميركي الخفيف في مرحلة من تعاملات أمس إلى مستوى 86.06 دولارا للبرميل الواحد، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلا أنه ما لبث أن صعد لينهي التعاملات عند مستوى 88.72 دولارا للبرميل.
وكان خام برنت يتداول فوق مستوى مائة دولار للبرميل في أغلب الفترات منذ عام 2011 بسبب مخاوف بشأن الإمدادات بدأت مع الحرب في ليبيا ثم تفاقمت بسبب التوتر بشأن برنامج إيران النووي.
وكان صناع السياسات في أنحاء العالم يخشون أن تعرقل تكاليف الطاقة المرتفعة الانتعاش الوليد للاقتصاد العالمي منذ الأزمة المالية وتراجع برنت نحو 16% عن أعلى مستوى له هذا العام عند 119.17 دولارا للبرميل الذي سجله في الثامن من فبراير/شباط الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة الطاقة الدولية قد خفضت مؤخرا توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2013، وهي ثالث جهة عالمية تخفض توقعها للاستهلاك الأسبوع الماضي.
وتتوقع وكالة الطاقة -التي تتخذ من باريس مقرا لها وتقدم المشورة إلى 28 دولة صناعية بشأن سياسات الطاقة- أن ينمو الاستهلاك العالمي للنفط بواقع 795 ألف برميل يوميا هذا العام، وهو ما يقل 25 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة.
وأدى النمو الاقتصادي المخيب للآمال في الولايات المتحدة -أكبر اقتصاد في العالم- والعديد من الاقتصادات النامية، فضلا عن الركود الشديد في أجزاء من أوروبا بسبب أزمة اليورو المتفاقمة منذ سنوات، إلى تراجع الطلب على الوقود في الوقت الذي ينمو فيه إنتاج النفط بوتيرة متسارعة ولاسيما في أميركا الشمالية.
وخفضت إدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأميركية ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) توقعاتهما لنمو الطلب على النفط في 2013 في الأسبوع الماضي أيضا.
وأظهرت بيانات من الصين -ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم وثاني أكبر اقتصاد بالعالم- تباطؤ النمو الاقتصادي على غير المتوقع في الأشهر الثلاثة الأولى من 2013.