قبل عامين تحديداً أقدم الأمن البحريني مدعوماً بقوات سعودية على هدم مسجد أمير محمد البربغي الذي يعود تشييده إلى ما قبل 450 عاماً، اي ما قبل دخول حكام البحرين الحاليين من آل خليفة إلى البحرين
قبل عامين تحديداً أقدم الأمن البحريني مدعوماً بقوات سعودية على هدم مسجد أمير محمد البربغي الذي يعود تشييده إلى ما قبل 450 عاماً، اي ما قبل دخول حكام البحرين الحاليين من آل خليفة إلى البحرين بما يزيد عن مئتي عام، ليفوق بالتالي عمر حكومة البحرين التي لازال يترأسها خليفة بن سلمان آل خليفة منذ فترة ما بعد الاستعمار البريطاني إلى اليوم.
يستعيد البحرينيون في يوم 17 نيسان/ أبريل ذكرى هدم مسجد البربغي التاريخي لربطها بسلسلة الانتهاكات التي طالت المساجد في المملكة، ضمن "عمليات إنتقام واسعة نفذتها الأجهزة الرسمية"، حسبما يرصد تقرير سابق أعدته جمعية الوفاق الوطني الاسلامية.
"شملت تلك الحملات عمليات هدم لأكثر من 38 مسجد مع تخريب وعبث بعشرات غيرها، وشكلت سابقة تاريخية منذ دخول البحرين في الاسلام في القرن الأول من الإسلام... شملت تلك الحملة الغاشمة إزالة مساجد ومقابر وأضرحة من جذروها"، حسبما ذكر تقرير الوفاق.
فلاح ربيع: مسجد البربغي يعود إلى ما قبل دخول آل خليفة بـ 220 سنة
وفي هذا الاطار يُطلق منتدى البحرين لحقوق الانسان دعوته لاعتبار يوم السابع عشر من نيسان/ أبريل يوماً للحرية الدينية، وفي هذا الإطار يوضح عضو منتدى البحرين لحقوق الانسان فلاح ربيع أن المطلوب إطلاق الحريات الدينية على خلفية ما جرى من تغييب وانتهاك لهذه الحريات في البحرين.
يشير ربيع في مقابلة خاصة مع موقع قناة المنار الى أن المطلوب من المنظمات الحقوقية الدولية والتجمعات الدينية تبني الإعلان واعتباره غير مختص بالبحرين حصراً.
ويقول إنه "جرى استهداف نحو 44 مسجداً وداراً للعبادة، هدم 38 مسجداً منها بالكامل، فيما جرى العبث بالآخرين.. وعندما جاء السيد بسيوني (لجنة تقصي الحقائق الملكية) حقق في هدم 35 مسجداً، أكد أن خمسة منهم هدمواً خلافاً للقانون، فيما جرى هدم البقية خلافاً للإجراءات الإدارية المتبعة".
من ناحيتها، بررت السلطات البحرينية هدمها للمساجد بزعمها أنها "منشآت غير مرخصة"، وهو ما تنفيه المعارضة. يكذب فلاح ربيع –بدوره- مزاعم السلطات مشيراً أن "مسجد البربغي يعود إلى قبل 450 عاماً، أي ما قبل دخول آل خليفة بـ 220 سنة، مثل هذا المسجد لا يوجد له وثيقة رسمية لكن يكتفي اعماره أو بيانه من خلال وثيقة المسح وشهادة البلدية وبعض الاجراءات الادارية المتبعة لدى الحكومة أو لدى وزارة البلديات والزراعة".
يلفت عضو منتدى البحرين لحقوق الانسان بأن الجهة المنفذة لعمليات الهدم لم تكن الوزارة المعنية بل قوة الدفاع مدعومة بقوات سعودية، رابطاً ذلك مع ما سبق وذكره معهد "كارنجي" للأبحاث عن أن "السعودية وفرت الغطاء لانتهاكات حقوق الانسان في البحرين بما فيها هدم المساجد".
"وقد استشكل بسيوني في تقرير على توقيت هدم المساجد، يقول بسيوني إن هدم المساجد في ذلك توقيت فُهم منه أن أتى ضمن عقاب جماعي لمكوّن أساسي في المجتمع البحريني هو الطائفة الشيعية".
الشيخ محمد موعد: الحسابات السياسية طغت على المواقف المسؤولة لعلماء الدين
وفي تعليقه على القضية لم يستغرب مسؤول العلاقات العامة والاعلام في مجلس علماء فلسطين الشيخ محمد موعد الصمت العربي والاسلامي على قضية انتهاك المقدسات في البحرين، مبيّناً أن السكوت على انتهاك مقدسات المسلمين في فلسطين جر الحكام العربي لانتهاكها في بلادهم أو تغطيتها على الأقل.
وفي حديثه لموقع المنار أسف فضيلته لطغيان الحسابات السياسية على المواقف المسؤولة لعلماء الدين، مديناً هدم أو التعرض لأي مسجد أو دار للعبادة سواء في البحرين أو العراق أو فلسطين او سورية، ومن أي جهة أتى رسمية كانت أم معارضة، لأن "التعرض للمساجد هو اعتداء على حرمات الله".
وأكد الشيخ محمد الموعد أن الشعب البحريني مظلوم ويحق له كما لغيره من الشعوب العربية المطالبة بحقوقه وتغيير الظلم الواقع عليه منذ سنوات.
الشيخ شريف توتيو: على الإعلام ابراز البعد الوطني للحراك البحريني ومساهمة أهل السنة فيه
ورأى عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان الشيخ شريف توتيو أن "المسلمين سنة وشيعة يجتمعون على رفض الباطل من أي جهة انطلق"، قائلاً: "نرفض الظلم بشكل عام وقاطع، فكيف اذا كان الظلم فيما يخص بيوت الله ومساجده ودور العبادة في اي بلد كان".
وأكد فضيلته لموقع المنار أن ما جرى سابقاً في العراق ولاحقاً في البحرين من انتهاك للمقدسات لن يصب إلا في جو تسعير الاحتقان المذهبي الذي يعمل عليه الكيان الصهيوني، ليكون له الحاكمية في العالمين العربي والاسلامي.
وفيما اعتبر أن الأنظمة الرسمية غطت الانتهاكات في البحرين فيما غضت الشعوب العربية الطرف عن ذلك، أشار إلى أن صمت العالم الاسلامي يتحمل جزءاً من مسؤوليته الإعلام الذي صوّر الحراك البحريني على أنه طائفي، "علماً أن العديد من الرموز السنية خرجت في البحرين لترفض الظلم الرسمي أيضاً.. اليوم يقع على الاعلام الحر دور التركيز على البعد الوطني لحراك الشارع البحريني وعلى دور أهل السنة في رفض الظلم الواقع في البحرين".
الشيخ حسن المصري: هدم المساجد جريمة تطال كل المسلمين
بدوره اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لـ "حركة أمل" في لبنان الشيخ حسن المصري أنه ينبغي تحييد المقدسات عن الصراعات السياسية، ونبذ الفتنة والعمل على وحدة الصف الاسلامي.
وفي حديثه لموقع المنار، أشار سماحته إلى أن الاعتداء على المساجد في البحرين هو قضية كل مسلم، وتتعدى بأبعادها قضية ظالم ومظلوم.
"ما حصل في البحرين جريمة مزدوجة بحق الشعب وبحق الانسانية وكل المسلمين لأن المساجد لله، وليست لطائفة دون أخرى"، قال المصري.
وأسف المصري لغياب الإدانات والمواقف التي يتطلبها حجم الحدث، رابطاً ذلك بحسابات سياسية أو مادية "تكمم الألسن وتعمي الأبصار عن قول كلمة الحق".