كان لمحمد زهير الصديق أثناء إقامته الفرنسية حاشية من اللبنانيين والسوريين و بعض المصريين مدفوعي الأجر وكانت هذه الحاشية تهتم به وتؤمن ظهوره الإعلامي، وقد توزعت هذه الحاشية المتعددة المشارب والاتجاهات
كان لمحمد زهير الصديق أثناء إقامته الفرنسية حاشية من اللبنانيين والسوريين و بعض المصريين مدفوعي الأجر وكانت هذه الحاشية تهتم به وتؤمن ظهوره الإعلامي، وقد توزعت هذه الحاشية المتعددة المشارب والاتجاهات بين رفعت الأسد وعبد الحليم خدام وجماعة مقربين من رئيس تيار المستقبل في لبنان وكان هذا التوزيع قائما أيام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وانفض عقد هذه المجموعات عند وصول الرئيس نيكولا ساركوزي الى سدة الحكم في فرنسا.
حينها عمد الرئيس الفرنسي الجديد إلى التخلص من الإرث الشيراكي الثقيل مع آل الحريري عبر طرد محمد زهير الصديق إلى الإمارات العربية المتحدة، في نفس الوقت الذي تم إبلاغ نازك الحريري عبر القصر الجمهوري الفرنسي أن برناديت شيراك لم تعد في قصر الإليزيه وانه لا مجال بعد اليوم لزيارات يومية إلى القصر.
فضلا عن ذلك تأخر الرئيس الفرنسي حينها بإعطاء موعد لسعد الحريري الذي كان نائبا في البرلمان اللبناني فقط وكان الرد الفرنسي على طلبات الحريري المتكررة لزيارة الإليزيه انه ليس رئيس للجمهورية وليس رئيس للوزراء لذلك البروتوكول يقول أن الحريري بإمكانه لقاء رئيس كتلة حزب الاتحاد من اجل الأكثرية الذي يتزعمه ساركوزي.
كان البعض في باريس يومها يعلل قرارات ساركوزي هذه بعدم وثوقه بسعد الحريري نظرا لعلاقات عائلة الحريري مع جاك شيراك خصم ساركوزي اللدود، وكان ساركوزي يعتقد أن أي كلام يقوله للحريري سوف يصل بالتأكيد لجاك شيراك.
عند اختفاء الصديق من باريس وضواحيها اختفت الحاشية المحيطة به، وتقطعت بالبعض سبل العيش فيما بقى آخرون في منازلهم يتقاضون معاشات ترقبا للوقت المناسب. غير أن الموقف الفرنسي المستجد من سوريا قد يكون ارتأى العودة لاستخدام ورقة هؤلاء في عملية الضغوط الفرنسية على سوريا خصوصا أنه ليس هناك قدرة فعلية لدى ساركوزي على فرض ضغوط حقيقية بعد الرفض الروسي القاطع لاستخدام مجلس الأمن ونظرا للورطة الكبيرة لساركوزي في ليبيا والتي قد تكون السبب في خسارته الانتخابات الرئاسية بعد سنة من الآن.
عادت بعض الوجوه السورية التي شكلت جزءا من حاشية الصديق للظهور في باريس عبر المظاهرات التي قامت بها بعض جماعات المعارضات السورية على خلفية الأحداث الجارية في مناطق سورية. كما عاد هؤلاء للظهور في بعض مقاهي العاصمة الفرنسية التي كانوا يترددون دائما إليها وهي بالمناسبة تقع في الدائرتين الثامنة والسادسة عشرة قريبا من منازل خدام ورفعت الأسد وليس بعيدا عن منزل آل الحريري وإن كان سعد الحريري خرج من المنزل الذي ورثته السيدة نازك وكان ينزل في فندق قرب الشانزيليزيه.
منذ الأيام الأولى لتظاهرات درعا حضر هؤلاء بشكل ملفت وكانت تظاهراتهم تتم بوجود رموز للمعارضات السورية الممولة أميركيا والتي كانت بالأصل من صنع جهات سلفية جهادية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقاعدة وتمول جماعة القاعدة في العراق مثل أنس العبدة صاحب تلفزيون بردى الذي تدعمه واشنطن بالمال كما هو معروف فضلا عن جماعات تابعة لنهاد الغادري المقيم في واشنطن والذي صرح مؤخرا عن عزمه فتح سفارة إسرائيلية في دمشق ونيته طرد حماس والجهاد وباقي فصائل المقاوم الفلسطينية من سوريا في حال سقط الرئيس بشار الأسد ونظامه .
والملاحظ أن عودة هؤلاء للظهور العلني في باريس، اتبع بعد فترة بعودة ظهور دانيال بلمار عبر قراره الظني المعدل الذي قدمه لدانيال فرانسين، وعودة ظهور المحكمة والحديث عنها كوسيلة ضغط قديمة جديدة ضد سوريا وحلفائها .
في بداية التصعيد الفرنسي الحالي ضد سوريا، حدثني صحفي فرنسي صديق عن ملف المحكمة الدولية الجاهز للاستثمار في حال تغير الحكم في سوريا.
هل عدنا إلى دوامة الضغوط السابقة وهمروجة المحكمة ؟ من المؤكد أننا أمام حملة ضد سوريا لا تتعدى حدود التصعيد كلامي وسياسي يتوقع المراقبون هنا في باريس أن تطول مدتها حتى أيلول المقبل التاريخ الأقصى المتوقع لسقوط نظام القذافي في ليبيا.