29-11-2024 02:49 PM بتوقيت القدس المحتلة

الكتائب تهدّد بتفجير 14 آذار: نتعرض لحرب إلغاء

الكتائب تهدّد بتفجير 14 آذار: نتعرض لحرب إلغاء

لا تكاد خلافات حزب الكتائب مع فريق 14 آذار تُحَل، حتى تندلع خلافات أكبر من السابقة. جديدها شعور حزب «الله والوطن والعائلة» بحصار حلفائه له





ليا القزي

لا تكاد خلافات حزب الكتائب مع فريق 14 آذار تُحَل، حتى تندلع خلافات أكبر من السابقة. جديدها شعور حزب «الله والوطن والعائلة» بحصار حلفائه له، وشنِّهم حرب إلغاء عليه، بحسب ما عبّر اجتماع مركزي للحزب أمس، كان أكثر «المحتدّين» فيه النائب سامي الجميّل.

لم تنضب يوماً المعلومات التي تتحدث عن خلافات بين حزبي الكتائب والقوات اللبنانية. لكن الفريقين دأبا على نفيها، واضعين إياها في خانة «الشائعة المغرضة». إعلامياً، هما «حبايب»، يسربان دائماً خبر لقاء بين النائب سامي الجميّل وسمير جعجع من جهة، وتوافق سياسي من جهة أخرى. تلك الصور الجميلة التي يمتهنها الاثنان، بدءاً من قبلات الرئيس أمين الجميّل الحارة للنائبة ستريدا جعجع، وعناق الجميّل الابن لجعجع ونائبه جورج عدوان، نجحت أحياناً في «دحض الأقاويل»، إلا أنه لم يعد لها قيمة اليوم. الكتائب اللبنانية تهدد «بتفجير تحالف قوى 14 آذار إن هم تجرأوا على إلغائنا»، حسب ما أكدت مصادر اللجنة المركزية في الكتائب، التي اجتمعت أول من أمس. يعود سبب التصعيد الكتائبي إلى انتخابات نقابات المهندسين في الشمال وبيروت، التي حصلت الأحد في 14 نيسان، وفازت بنتيجتها قوى الرابع عشر من آذار.

رشحت الكتائب لعضوية النقابة في الشمال المهندس شادي معربص (مسؤول منطقة الشمال) بيد أن القوات «قررت التنازل عن المقعد المسيحي لمصلحة تيار المستقبل بحجة مقتضيات الوفاق الوطني»، استناداً إلى مسؤول كتائبي. لم يرضخ حزب «الله، الوطن، العائلة» بأن تكون التضحية على حسابه. عُقد اجتماع في البيت المركزي في الصيفي عشية الانتخابات، اتُّفق خلاله على مقاطعة انتخابات النقابة، وتعليق المشاركة في الأمانة العامة لـ14 آذار. ترددت أصداء هذا التهديد في معراب ومكتب الرئيس سعد الحريري الطائر دوماً بين فرنسا والسعودية. حاول تيار المستقبل بالتعاون مع القوات ثني الكتائب عن اعتكافها. يفصح المسؤول عن اتفاق ثلاثي على التخلي عن مقعد الهندسة في الشمال لمصلحة التيار الأزرق، على أن «يكون كتائبي مرشح قوى 14 آذار لنقابة المحامين». بناءً عليه، أعطت الكتائب مناصريها الضوء الأخضر للمشاركة في الانتخابات النقابية. يقول مصدر اللجنة المركزية إن «القوات والمستقبل كذبوا علينا، فهذه ليست المرة الأولى التي يعدوننا فيها ويتراجعون تحت حجة وحدة 14 آذار والوفاق الوطني». بلعت الكتائب «الموس» في نقابة الهندسة – فرع بيروت، «لأننا نعلم أنه لا يمكننا الفوز بنقابة المحامين من دون التحالف مع 14 آذار، فأرغمنا على مضض على السكوت».

يضغط تيار المستقبل على الكتائب ويضيّق عليها الخناق تحت عنوان الانتخابات وعدم الرغبة في حدوث هزة تصيب «ثورة الأرز» التي تعاني أمراضاً جمة قبل مرور الاستحقاق النيابي على خير وسلام. «المستقبل مش طايق الكتائب»، يقولها المصدر الكتائبي. يبرر الأمر بأنه «ممنوع على أحد التمايز خارج الخط السعودي. المطلوب نموذج سمير جعجع في العمل السياسي: فليحكم الإخوان، والأمر لك يا شيخ سعد». محاولة «تدجين الناس» دفعت الجماعة الإسلامية سابقاً إلى فك رباطها مع 14 آذار، الطريقة ذاتها تدفع الكتائب إلى النفور والتلويح بقلب الطاولة. يزيد المصدر أن المستقبل «ينتقم من الشيخ سامي نتيجة مواقفه من النظام السوري، فهو لم يبايع المعارضة السورية، وإن كان ضد النظام في سوريا، إضافة إلى استنكاره تسمية المستقبل للنواب المسيحيين في معظم دوائر نفوسه». صحيح أن الجميّل الابن «يصون لسانه» إعلامياً، إلا أنه في مجالسه الخاصة لا «يعطي براءة ذمة للمستقبل، وهو أيد معظم ما جاء في كتاب «الإبراء المستحيل» الذي أصدره تكتل التغيير والإصلاح، ووصل الخبر بذلك إلى سعد الحريري».

تتقاطع مصلحة المستقبل بضرب الكتائب مع القوات اللبنانية التي اتهمها سامي الجميّل في اجتماع اللجنة المركزية، حسب ما نُقل عنه، «بشن حرب إلغاء على الحزب». يؤكد المصدر أن جعجع انزعج من لقاء الكوادر الكتائبية الذي أقيم يوم 7 نيسان في «فوروم دو بيروت». «ظن جعجع أن الحزب انتهى، ولكنه فوجئ بالعدد الكبير الذي اجتمع». تراجع القوات عن اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي الانتخابيّ لا تضعه الكتائب إلا في خانة «إلغائنا والخيانة. إنها المرحلة الثالثة بعد محاولة شلنا على الأرض والتضييق علينا نقابياً». في اجتماع اللجنة المركزية «كان منشف دمو لسامي، شعر بأنه طُعن في الظهر، ولكنه لن ينعى التحالف قبل اجتماع لجنة التواصل النيابية وتسجيل موقف عنيف من الذي يحصل». كذلك فإنه خلافاً لطبيعته الهادئة، نقل أحد المقربين من الشيخ أنها «والعة معو». قد يتأخر إعلان الموقف الرسمي الكتائبي من تحالف قوى 14 آذار، إلا أنه «مهما تأخر جايي» هذا اليوم الذي تعلن فيه الكتائب «انتهاء الثورة وإعادة تموضع الحزب سياسياً».

 

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه