أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 18- 04-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 18- 04-2013
نيويورك تايمز: تخبط أمريكي بشأن كيفية التعامل مع المعارضة السورية
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن التقييمات المختلفة لكبار مسئولي الإدارة الأمريكية بشأن المعارضة السورية جاءت في الوقت الذي يدرس فيه البيت الأبيض الخطوات المقبلة التي يجب اتخاذها تجاه وضع نهاية للأزمة السورية المتفاقمة. ولفتت الصحيفة الأمريكية - في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- إلى أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أكد على وجود فرص للعمل مع المعارضة السورية، كما شدد على ضرورة زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الصحيفة عن تشاك هيجل، وزير الدفاع الأمريكي والجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) كانت تتحرك في إرسال إمدادات طبية وحصص غذائية لتلك المعارضة،إلا أنهما حذرا من أن التدخل العسكري يمكن أن يجر الولايات المتحدة في مضاعفات غير محسوبة إلى صراع إقليمي أوسع أو حرب بالواسطة". ورأت الصحيفة أن هذا الإختلاف في التقييمات إنما يبرز وجود تخبط بداخل البيت الأبيض بشأن كيفية التعامل مع الصراع السوري الدائر والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 70 ألف شخص حتى الآن، وهو ما ظهر أيضا في انتقاد عضو مجلس الشيوخ كارل ليفين، السناتور الديمقراطي الذي يرأس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، للإدارة الأمريكية معتبرا أنها تبعث برسالة مشوشة إلى الجميع.
نيويورك تايمز: جبهة سوريا المنسية
مع استمرار الحرب الأهلية في سوريا، ترتفع مخاطر انجرار إسرائيل إلى الأزمة. في يوم الجمعة الماضي، ضربت قذائف أُطلقت مرة أخرى من سوريا، مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، وردت عليها إسرائيل بالمثل. وهذه ليست المرة الأولى التي تتصاعد فيها وتيرة التوترات بين البلدين. ففي 30 كانون الثاني، شنت إسرائيل هجوماً جوياً على قافلة أسلحة في سوريا، ذكرت التقارير أنها كانت متجهة إلى «حزب الله» في لبنان. وفي 6 آذار، خطف ثوار جهاديون 21 فيليبينياً من عناصر قوة حفظ السلام الدولية في مرتفعات الجولان. وهناك مخاطر حقيقية من أن يتحول الانتقام الإسرائيلي رداً على النيران العابرة للحدود إلى مصادمات كبرى، أو حتى تدخل إسرائيلي أكبر لإقامة منطقة عازلة في سوريا. وللحيلولة دون ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تتوسط في التوصل إلى اتفاق ضمني بين إسرائيل وعناصر معتدلة من المعارضة السورية. ولا يوجد الكثير مما يجمع بين إسرائيل والمعارضة السورية، لكنهما يتشاركان في محاربة بعض الأعداء، وتحديداً «حزب الله» وإيران، اللذان يقاتلان بشراسة لإنقاذ حكومة بشار الأسد. وهذا التلاقي في المصالح يوفر فرصة لأمريكا كي تبرم اتفاقاً بعيداً عن الأعين بين إسرائيل وقيادة المعارضة السورية: يجب على إسرائيل أن تتفق على الإحجام عن تسليح وكلائها داخل سوريا لحماية حدودها؛ ويجب على المعارضة السورية أن تعمل على إبعاد جماعات متطرفة مثل «حزب الله» و "جبهة النُصرة" وجماعات أخرى تدور في فلك تنظيم «القاعدة» عن الحدود الإسرائيلية. وهذا من شأنه أن يظهر النوايا الحسنة للمعارضة السورية تجاه أنصارها الغربيين المحتملين ويُثني إسرائيل عن التدخل أو تسليح حلفائها في سوريا.
إن جيش نظام الأسد، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة على الجبهات الأخرى، سحب مؤخراً العديد من قواته من على الحدود الإسرائيلية، تاركاً المجال مفتوحاً لجماعات متطرفة مثل"جبهة النُصرة". وأدت الزيارة الأخيرة رفيعة المستوى التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إلى خط الجبهة في مرتفعات الجولان إلى انتشار شائعات في سوريا بأن إسرائيل كانت تخطط لإنشاء جيش بالوكالة وتدعيمه بين السكان الدروز السوريين. وعلى الرغم من أن هذه الشائعات ربما يكون مبالغاً فيها، إلا أنه ليس هناك شك في أن إسرائيل تحاول زيادة اتصالاتها عبر هذه الحدود. لكن إن حاولت إسرائيل إنشاء قوات بالوكالة في منطقة فاصلة على طول الحدود، فمن شبه المؤكد أن يترتب على ذلك نتائج عكسية. فتلك الخطوة سوف تحفز «حزب الله» وحلفائه وغيرهم من المتطرفين على الانضمام إلى الصراع. وهذا سيشبه إلى حد كبير ما حدث في لبنان، مع عواقب وخيمة على المدى الطويل، ابتداء من أواخر السبعينيات عندما غزت إسرائيل جنوب لبنان وأقامت "جيش لبنان الجنوبي" لحماية حدودها قبل أن تقوم بشن غزو ثاني أكبر في عام 1982. وكانت النتيجة إقامة «حزب الله»، بدعم إيراني، لـ "تحرير" جنوب لبنان -- وهو تهديد لا يزال قائماً حتى اليوم. وعلى مدار الثمانية عشرة شهراً الماضية، سافرنا أنا وزملائي بشكل مكثف في المنطقة وأجرينا مقابلات مع مئات من قادة ونشطاء المعارضة السورية المسلحة وغير المسلحة. وقد أجرينا ثلاثة استطلاعات مثلنا فيها "مؤسسة پيختر لإستطلاعات الرأي" كشفت عن عداء شديد لكل من إيران و «حزب الله». وهذا الازدراء يعني أن المعارضة السورية يرجح أن ترغب في إبعاد قوات «حزب الله» عن أي أراضي خاضعة لسيطرة الثوار، وهو ما سيرضي إسرائيل.
وبالإضافة إلى اتفاق إسرائيل على عدم نشر وكلاء في سوريا، تستطيع المنظمات الخيرية اليهودية الأمريكية والدولية أن توافق على زيادة المساعدات الإنسانية التي تقدمها بالفعل لمدنيين سوريين على نطاق صغير. وهذه الجهود تجري في هدوء بشكل عام، وذلك خشية أن تؤدي الدعاية الزائدة إلى ردة فعل معاكسة في العلاقات العامة. وإلى جانب الغذاء والمأوى، هناك تبرع طبي سيكون له تأثير رمزي كبير: الأتروبين، وهو ترياق ضد الأسلحة الكيميائية التي يؤمن كثيرون أن الأسد بدأ في استخدامها ضد شعبه. وهذا النوع من المساعدات سوف يدحض قطعاً نظرية المؤامرة الزائفة لكنها واسعة الانتشار في صفوف السوريين بأن إسرائيل، واللوبي الأسطوري الذي يعمل لصالحها، لا يزال يدعمان نظام الأسد سراً. وسوف يبدد ذلك حالة انعدام الثقة المتأصلة بين السوريين تجاه إسرائيل. وأخيراً، تستطيع الولايات المتحدة أيضاً أن تحد من الاستخبارات الجوية التي لا تزال توفرها بشكل خاطئ للحكومة السورية بموجب اتفاقية من عام 1974 -- وهي معلومات يمكن أن يستخدمها الأسد لاستهداف جنود الثوار. إن أي اتفاق يُبعد المعارضة عن الجهاديين ويحول دون التدخل الإسرائيلي على الأراضي السورية ويركز جميع الجهود كلية ضد الأسد ينبغي أن يحوز رضا قادة المعارضة السورية. كما أنه سيحقق أهدافاً عديدة دون أي تدخل أمريكي مباشر: إرساء الاستقرار على جبهة غير مستقرة بشكل متزايد والحيلولة دون اندلاع المزيد من الصراعات الإقليمية؛ المساعدة في تخفيف أزمة إنسانية؛ وتمهيد الطريق نحو مستقبل أفضل بعد الأسد. والمفتاح هو أن نفعل ذلك بسرعة قبل أن يشهد حد آخر من حدود سوريا مزيداً من التدهور بشكل خطير.
نيويورك تايمز: حادث إيلات كشف عن تعاون وثيق بين مصر وإسرائيل
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن حادث إيلات الذي يعد أول هجوم على المدينة منذ عام، جدد الحديث عن التهديد المستمر لإسرائيل من المتشددين، الذين يعملون عبر الحدود في سيناء. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه بينما كان من المفترض أن يمثل التفجير الذي استهدف المدينة الإسرائيلية هذا الأسبوع مصدرا جديدا للتوتر بين إسرائيل ومصر، والتي يحكمها الرئيس الإخوانى محمد مرسى، فإن الهجوم دفع المسئولين الإسرائيليين للحديث عن تعاون وثيق بين البلدين، بسبب ما يرونه مصلحة مشتركة. وأشارت إلى تصريحات عاموس جلعاد، المسئول الرفيع بوزارة الدفاع الإسرائيلية، والتي أدلى بها للإذاعة الإسرائيلية عقب الهجوم، قائلا: "هناك حوار دائم وعميق مع المصريين. فمصر، تنظر لأي نوع من الإرهاب على أنه تهديد لها، والمصريون ملتزمون جدا باتفاق السلام معنا، وهذا الالتزام قد تحسن وأصبح أكثر قوة". وأضاف جلعاد: "الهجوم الصاروخي يهدف لتعقيد وإثارة حالة من الذعر في علاقتنا بمصر، وسنبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون ذلك".
الفايناشنال تايمز: هدنة هشة
التوتر يسود الجولان بسبب احتمال انهيار الهدنة الهشة. تناولت صحيفة الفاينانشال تايمز التوترات في القرى الحدودية في مرتفعات الجولان بسبب اقتراب الحرب الأهلية منها. تقول الصحيفة إن التوتر يسود منطقة الجولان بسبب احتمال انهيار الهدنة الهشة في المناطق الحدودية التي عمرت على مدى أربعة عقود بعد إبرام هدنة بين إسرائيل وسوريا علما بأن الحدود يحرسها نحو ألف جندي تابعين للقبعات الزرق (قوات حفظ السلام) في منطقة منزوعة السلاح. لكن مسؤولين ومحللين إسرائيليين يقولون إن الجبهة الشمالية (الجولان) أصبحت متوترة أكثر من ذي قبل بعد سحب الرئيس السوري قواته من المنطقة لحاجته إليها في الدفاع عن العاصمة، ما ترك الجولان تحت سيطرة المعارضة وبعضها ينتمي إلى الحركات الجهادية.
المونيتور: إحياء معادلة " فتح لاند " ضد النظام السوري في شبعا اللبنانية
خلال الساعات ال ٤٨ الأخيرة وصل إلى منطقة شبعا اللبنانية نحو سبعين نازحا سوريا من بلدة بيت جن الواقعة في القسم غير المحتل من هضبة الجولان السورية . لقد عبر هؤلاء الحدود مع لبنان سيرا على الإقدام لنحو ثماني ساعات متجاوزين منطقة الاندوف التابعة للأمم المتحدة التي تشرف على فض الاشتباك بين الجيشين السوري والإسرائيلي الذي أعقب حرب العام ١٩٧٣. وهذه الدفعة من النازحين من بيت جن إلى منطقة شبعا اللبنانية هي الثالثة من نوعها . وكان سبقتها دفعتين الأولى قبل نحو ثلاثة أشهر والثانية في الشهر الماضي . ويقول مصدر في الجيش اللبناني لل monitor ان مجموع أعداد النازحين السوريين إلى هذه المنطقة بلغ أكثر من ٢٥٠٠ نسمة معظمهم من قرية بيت جن ومزرعتها . وتحدث عمليات النزوح هذه نتيجة وصول الاشتباكات بين المعارضة السورية المسلحة والجيش السوري إلى القسم غير المحتل من قبل إسرائيل في هضبة الجولان. وبلغ التوتر ذروته خلال الشهر الماضي عندما دخلت مجموعات من جبهة النصرة إلى بيت جن بشكل مفاجئ وأعلنتها قرية محررة ، اثر ذلك أنذر الجيش السوري سكان البلدة بإخراج المسلحين منها، وإلا فانه سيبادر لقصفها . عقب ذلك فضل قسم من أهاليها تركها باتجاه شبعا المقابلة لقريتهم داخل الأراضي السورية، فيما القسم الآخر من سكانها تركوها باتجاه شبعا أيضاً بعد أن نفذ الجيش السوري إنذاره بالقصف. ووصلت الدفعة الثانية من النازحين وبصحبتها، آنذاك، جرحى نقلوهم معهم إلى داخل الأراضي اللبنانية سيرا على الأقدام. وتوفي احدهم اثر نقله إلى مستشفى لبناني في منطقة البقاع . ورفض أهالي شبعا اقتراح تقدم به احد أعضاء مجلس بلديتها المنتمي للجماعة الإسلامية ( الاسم اللبناني للإخوان المسلمين ) بدفن النازح السوري في مقبرة البلدة ، خوفا من أن يصبح ضريحه مزارا للمعارضين السوريين المسلحين الموجودين في مواقع قريبة منها، داخل الأراضي السورية ، ما يؤدي إلى انتقال القتال بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي إلى بلدتهم على نحو ما يحدث الآن في قرى لبنانية في منطقة الشمال، مقابله لكل من تلكلخ والقصير السوريتين الواقعتين في ريف حمص.
وتقول مصادر محلية في شبعا للmonitor أن الأمن العام اللبناني يجري عند نقطة التفتيش التابعة له بين منطقة شبعا وهضبة الجولان السورية بشقيها السوري والمحتل ، عمليات مراقبة لحركة النازحين ، حيث يوثق أعدادهم ويعمل على تعبئة استتمارات عن أوضاعهم ويدقق بعدم إدخال أسلحة معهم إلى داخل الأراضي اللبنانية . والواقع أن استمرار عمليات النزوح السوري إلى منطقة شبعا يثير قلق المستوى السياسي والأمني الرسمي في لبنان، وذلك لعدة اعتبارات ، أهمها: الحساسية السياسية والأمنية عالية المستوى لمنطقة شبعا . فهذه المنطقة الواقعة جنوب لبنان، تعرف بمنطقة العرقوب . وسيرة أحداثها تقدمها على أنها مثلث ديموغرافي وجغرافي قابل للاشتعال في حال لامسته أية مواد تطورات متفجرة إقليمية . فبعد العام ١٩٦٧ صار يطلق اصطلاحا على هذه المنطقة اسم " فتح لاند ". ويعود الفضل في إطلاق هذه التسمية عليها إلى دمشق التي رسمت على أيام البعثي القوي المتشدد في نظامها آنذاك صلاح الجديد، إستراتيجية تحويل منطقة شبعا الواقعة على مثلث الحدود اللبنانية السورية مع هضبة الجولان التي كانت احتلتها إسرائيل للتو، إلى قاعدة خلفية ينطلق منها الفدائيون الفلسطينيون لاستنزاف الدولة العبرية . مة اليوم خشية لدى المستوى الأمني في لبنان ، من إعادة إنتاج وظيفة منطقة شبعا بحسب مصطلح " فتح لاند"، ولكن هذه المرة بدور مقلوب يستهدف استنزاف النظام السوري . وما يعزز الاعتقاد بحصول هذا السيناريو، هو تواتر المعلومات عن استخدام مجموعات إسلامية متشددة من المعارضة السورية للمسالك الوعرة الممتدة من بلدة شبعا حتى سفوح جبل الشيخ وصولا الداخل الأراضي السورية، كمعابر خفية لتمرير السلاح والجهاديين من والى سوريا.
أضف إلى ذلك أن منطقة شبعا تعتبر تاريخيا معقلا لجماعة الإخوان المسلمين . ورغم ان هذا المعنى يخفت في تلك المنطقة في أوقات عدم وجود أزمات سياسية ، إلا انه يعود للظهور بقوة عندما يستعر المناخ الإقليمي بالصدامات . فحالة الإسلام السياسي في هذه المنطقة أشبه " بمناخ نائم " سرعان ما يستيقظ عندما تلامسه الأزمات، خاصة إذا كان الإخوان المسلمين طرفا فيها . وبالنظر لاشتداد ضغط الأحداث مؤخراً على منطقة شبعا، وتعاظم حركة النازحين السوريين إليها من مناطق سورية قريبة لها ، فان هذا يعزز التوقع بتحولها إلى قاعدة او حتى جبهة خلفية للمعارك الدائرة في المنطقة غير المحتلة من هضبة الجولان، وذلك على نحو يشبه ما حدث في شمال لبنان الذي تحولت مناطقه المقابلة لقرى ريف حمص ( تلكلخ والقصير)، إلى جبهة خلفية مشتعلة وبمثابة امتداد عسكري ولوجستي ونزاعي مذهبي لميدان حمص المتفجر منذ نحو عامين.
المونيتور: ماذا تفعل الرياض في بيروت؟؟
أحيا لبنان قبل أيام الذكرى الثامنة والثلاثين لاندلاع حربه الأهلية في 13 نيسان 1975. لكن اللافت أن فعاليات المناسبة تمت فيما لبنان من دون حكومة، ويكاد يكون بلا برلمان، والبعض يرجح أنه يتجه نحو أزمة انتخابات رئاسية بالتأكيد أيضا في أيار 2014... إلا إذا نجحت المبادرة السعودية الأخيرة. فهل هناك فعلاً مبادرة من هذا النوع؟ بدأ الحديث عن خطوة سعودية توفيقية بين القوى اللبنانية المتصارعة، بعد استقالة رئيس الحكومة الأخيرة نجيب ميقاتي في 22 آذار الماضي. إذ تحدث كثيرون عن أن السعوديين كانوا من بين الجهات الدولية التي شجعت ميقاتي على الاستقالة، أو حتى طلبتها منه. بعدها سجل دور سعودي واضح في تسمية الشخص الذي كلف تشكيل الحكومة الجديدة. فقبل أن تُجرى الخطوات الدستورية اللازمة لذلك، سافر نائب بيروت تمام سلام إلى الرياض، والتقى هناك عدداً من المسؤولين السعوديين، أبرزهم مسؤول الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان. بعدها تمت الخطوات الدستورية، وكأنها شكلية، وأُعلن سلام كرئيس حكومة مكلف جديد. حتى أن أحد أبرز أمراء الحرب السابقة، زعيم طائفة الدروز، وليد جنبلاط، قال صراحة أن بندر كان قد طلب منه تسمية شخص آخر ليخلف ميقاتي، لكنه تمكن هو من إقناعه باختيار سلام، وهكذا كان. عند هذا الحد انطلق الكلام عن وصاية سعودية جديدة على لبنان. وتعددت التفسيرات المعطاة لها. البعض قال أن الاندفاعة السعودية جاءت لترث الدور السوري الذي تراجع طيلة سنتين من حروب دمشق الأهلية، ووصل اليوم إلى حالة الانعدام الكلي في لبنان. بعض آخر قدم نظرية "النقزة" السعودية من الدور القطري في سوريا وامتداداً في لبنان. إذ أن الأموال القطرية تذهب إلى قوى جهادية منفصلة عن تلك التي تدعمها السعودية، وتؤدي إلى تكوين حالات أصولية غير منضبطة، يخشى السعوديون أن تتحول مسخاً يرتد عليهم كما حصل مع "الأفغان العرب" وبدايات تنظيم "القاعدة" وأسامة بن لادن ابن "النظام" في ولادته. نظرية ثالثة قالت بالانتباه المتأخر للسعودية إلى حوض الغاز المكتشف في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقرارها في الآونة الأخيرة، عدم ترك هذا المعطى الاستراتيجي الجديد، لمنافسين لها، أكانت قطر أو تركيا أو حتى روسيا.
أياً كان السبب والدافع، يظل واضحاً أن السعودية عادت لتلعب دوراً محورياً في بيروت اليوم. لكن اللافت أنها تحرص في الشكل على ما يبدو، على ألا تظهر في مظهر الوصية الجديدة، كما على ألا تبدو في موقع المنحاز إلى الفريق السني التابع لها، في صراعه السياسي مع الأفرقاء اللبنانيين الآخرين، وخصوصاً الشيعة والمسيحيين. هكذا كان السفير السعودي في بيروت، على عواض العسيري، يؤكد طيلة الأسبوعين الماضيين، أن المطلوب "حكومة ترضي الجميع". وفي حديث خاص ذكر لي العسيري أن دولته تعمل على التوفيق بين جميع اللبنانيين من دون استثناء. حتى أنه بدا جازماً في نفي رواية جنبلاط عن تدخل مسؤول استخبارات بلاده لتسمية رئيس الحكومة اللبنانية الجديد. وإذ أبدى استغرابه لكلام جنبلاط هذا، وعدم معرفته بالأسباب التي يمكن أن تكون دفعته إلى قوله، شدد على أن بندر بن سلطان غير معني بالملف اللبناني في الرياض. ذلك أن الموضوع اللبناني بحسبه، محصور تعاطيه في وزارة الخارجية السعودية، بين الوزير سعود الفيضل، ونائبه عبد العزيز بن عبدالله . علماً أن في تسمية المسؤول السعودي الأخير كأحد المعنيين بملف بيروت في الرياض، إشارة ذات دلالة بالغة. ذلك أن عبد العزيز هو نجل الملك السعودي الحالي، وهو أحد آخر الأصدقاء السعوديين للرئيس السوري بشار الأسد، وموفد السعودية الأبرز إلى دمشق أيام التفاوض بين البلدين على تسوية للأزمة اللبنانية. وحرص السفير السعودي على الإعراب لي بحزم، عن تفاؤله بالحقبة المقبلة لبنانياً. هذا التفاؤل تزامن لبنانياً مع مساع سعودية واضحة لتدعيم مهمة تمام سلام، المكلف تشكيل الحكومة الجديدة. خصوصاً بعد ظهور صعوبات في طريقها، نتيجة الفريق الحريري الحليف التقليدي للسعودية، في عدم إعطاء خصومه المسيحيين أو الشيعة الحصص الموازية لتمثيلهم ضمن الحكومة المقبلة. إذ كان لافتاً أنه في مواجهة هذا التصلب من قبل "الوكلاء المحليين" للرياض في بيروت، طلبت السعودية محاورة هؤلاء الخصوم مباشرة. وترجم هذا الطلب في توجه رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الدين الحريري إلى باريس، للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي الموجود هناك لموعد مقرر له مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. علماً أنها المرة الأولى التي يلتقي فيها الحريري بطريرك الموارنة منذ كانون الثاني سنة 2011، تاريخ استقالة حكومة الحريري. وفي معلومات خاصة لموقعنا أن رجل السعودية الأول في بيروت، فاتح المسؤول الكنسي الأقوى في لبنان، بنية فريقه التعاون مع الجميع والانفتاح لتمرير أزمات تشكيل الحكومة والاتفاق على قانون انتخابات ومن ثم إجراء الانتخابات. وفي الوقت نفسه، علم موقعنا أن اتصالات بعيدة عن الإعلام، جرت بين دبلوماسيين سعوديين في بيروت وبين مسؤولين قريبين من حزب الله، التنظيم الشيعي الأقوى لبنانياً، والمناوئ الأبرز للفريق السني الحريري. كما أن لقاءات مماثلة حصلت بين السعوديين وبين مسؤولين من تيار الجنرال ميشال عون، الزعيم المسيحي الأقوى. وعلى الخطين، أعرب السعوديون عن رغبتهم في إطلاق حوار لبناني جامع يؤدي إلى حل لبناني شامل.
غير أن الأمور لم تصل حتى اللحظة إلى نتيجة واقعية. ذلك أن النيات الطيبة لا تكفي على ما يبدو. وهي تنتظر الترجمة الفعلية، في مجالين محكومين بمعادلات رقمية واضحة: تشكيلة الحكومة وحصة "غير السعوديين" فيها، كما قانون الانتخابات ومدى قبول "السعوديين" باعتماد قانون جديد عادل. على عكس القانون الحالي المجحف، الذي سمح لهم في انتخابات 2009 بالفوز بفارق 14 مقعداً عن خصومهم، علماً أن خصومهم تفوقوا عليهم بنحو 145 ألف مقترع، وذلك في مفارقة انتخابية عجيبة، سمح بها قانون الانتخابات القائم. لكن الأهم أن تسوية كهذه تحتاج كما يقول المراقبون، إلى سقف إقليمي يكون ضامناً لها. سقف من نوع الانفتاح السعودي – الإيراني كحد أدمى، أو الانفراج الإيراني – الأميركي حتى. إذ في غياب حاضنة إقليمية من هذا النوع، يخشى اللاعبون المحليون أن يكون الدور السعودي من نوع المناورة، وأن يكون الهدف منه استدراج الخصوم إلى كمين مزدوج، حكومي انتخابي، لعزلهم ومن ثم ضربهم. حتى أن البعض يقول أن النيات السعودية المعلنة في بيروت جيدة. غير أن التأكد منها قد يكون مرتبطاً بالموقف السعودي في البحرين، والموقف الإيراني في اليمن، وحتى بمحادثات آلما آتا. فنسب الحكومة والبرلمان اللبنانيين قد تكون مطابقة لأرقام نسب تخصيب اليورانيوم الإيراني، أكثر مما هي مطابقة لأرقام اقتراع اللبنانيين!! مسألة غريبة، لكنها مفهومة في بيروت، التي غالباً ما تطلق على الحرب الأهلية التي استذكرتها هذا الأسبوع، اسم "حروب الآخرين على أرضنا".
ابرز العناوين
سي بي اس الأميركية
• الأمم المتحدة: قوات الجيش السوري هي حيوانات مفترسة تلهث وراء الجنس.
نيويورك تايمز
• كبار مسؤولي أوباما يختلفون حول الثوار السوريين في شهادتهم أمام الكونغرس.
• الأسد يضع الصراع السوري في إطار نضال له ضد المستعمرين الغربيين.
• الأوروبيون يتحركون باتجاه تسهيل صادرات النفط السورية.
• تقرير يحث البيت الأبيض على إعادة النظر في العقوبات الإيرانية.
لوس انجلوس تايمز
• الولايات المتحدة ترسل قوات إلى الأردن، قد تستخدمها في سوريا.
الغارديان البريطانية
• زلزال إيران يخلف الآلاف بلا مأوى في باكستان المجاورة.
واشنطن بوست
• الولايات المتحدة تزيد عدد قواتها في الأردن لمراقبة سوريا.
• إيران تدين تفجير بوسطن وتحذر.
• تزايد حدة التوترات على الحدود الإسرائيلية السورية.
وول ستريت جورنال
• البنتاغون يعزز وجوده في الأردن.
جيروزاليم بوست
• نتنياهو: إسرائيل مستعدة للدفاع ضد أسلحة الدمار الشامل السورية.
ديلي تلغراف
• كوريا الشمالية تطالب بإنهاء العقوبات قبل المحادثات.
• الأسد يحذر: الغرب سيدفع ثمن "دعم تنظيم القاعدة في سوريا".
• إيران تستعد لتعزيز تخصيب اليورانيوم.
• رياضيو غزة منعوا من المشاركة في ماراثون بيت لحم.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها