11-05-2024 11:55 AM بتوقيت القدس المحتلة

لقاء مع لجان الدفاع الشعبي في دمشق وريفها

لقاء مع لجان الدفاع الشعبي في دمشق وريفها

لم يكن الاجتماع مع مسؤولي وعناصر لجان الدفاع الشعبي في دمشق القديمة وفي الريف الدمشقي بالأمر السهل


نضال حمادة

لم يكن الاجتماع مع مسؤولي وعناصر لجان الدفاع الشعبي في دمشق القديمة وفي الريف الدمشقي بالأمر السهل، ولكن بما أن الأمور تحسب بخواتيمها، كان لنا ما طلبنا عبر الأصدقاء والمعارف من التواصل والاجتماع مع من تيسر من قيادات اللجان وعناصرها المقاتلة على الأرض وفي المحاور المدافعة عن الأحياء.

يتكلم شباب اللجان بحرية اكثر من عناصر وجنود الجيش العربي السوري ، فالجمع مدنيون بامتياز لكن الظروف الحالية, ودخول الغريب الآتي من وراء البحار حاملا  سلاحه وأفكاره الى سوريا اضطرهم لحمل السلاح , وتشكيل لجان الدفاع الشعبي .

في سهرة استمرت مطولا وحتى ساعات الصباح الأولى, تحدثت مع مجموعة كبيرة منهم, واستمعت اليهم يشرحون الموقف العسكري والأمني وخطط العدو, تحدثوا عن إنجازاتهم الكبيرة رغم قلة الإمكانيات المادية ، تطرق الكلام الى نظرتهم للمستقبل في سوريا، الى استعدادهم لمعركة قد تطول أكثر مما طالت لحد الآن, البعض روى قصص المعارك التي خاضها، تحدثوا بمرارة عن عدم التنسيق احيانا بينهم وبين الجيش والقوى الأمنية , خصوصا في بعض المواقف الصعبة والحرجة التي كانوا فيها يطلبون دعم سلاح الجو. البعض روى عن زملاء له وأصدقاء أصبحوا رفاق سلاح , وسقطوا في المعارك.

دار علينا احدهم بضيافة الشاي، بينما ازداد ارتياح المجتمعين للحديث الصريح, سألتهم عن الوضع العسكري في دمشق ومحيطها, أشاروا الى زميل لهم شارك في اكثر من منطقة ومحور في الريف الدمشقي ,وقال الشاب العشريني أنه شارك مؤخرا في جوبر , حيث الأوضاع العسكرية على حالها في محور جوبر , ساحة العباسيين على حالها في ظل تواجد ثابت للجيش العربي السوري عند مداخل جوبر المقابلة لساحة العباسيين شرق العاصمة السورية دمشق، فيما يعتمد الجيش في منطقة جوبر استراتيجية العمليات الخاطفة , ومن ثم الانسحاب الى مواقعه مضيفا ان هذه الاستراتيجية لا تناسب اللجان الشعبية التي تتنقل بين المحاور بعكس الجيش. وقال الشاب انه فقد أحد افراد مجموعته قبل يومين في نقطة كان قد طهرها من المسلحين يوم 13 أذار/مارس الماضي , وهو دخلها على أساس انها آمنه , لكنه اكتشف أن الجيش لم يبقِ نقاطا ثابتة بها .

شاب آخر في اللجان الشعبية في الاحياء المقابلة لجوبر قال أنهم دخلوا في شهر آذار/مارس الماضي الى معظم أحياء جوبر, وقاموا بتطهيرها , وحدد قائد مجموعة في اللجان أنه مع مجموعته طهروا أحياء في قلب جوبر الشهر الماضي, وكانت المنطقة ساقطة عسكريا, لكن الجيش فضَّل العودة الى مواقع الثابتة, والعمل باستراتيجية الضربات المباغتة في جوبر، ما سمح للمسلحين بالعودة الى جوبر في وقت نقل عملياته الهجومية المكثفة إلى الغوطة الشرقية في استكمال لعملية السيطرة على طرق الإمداد التي تغذي مقاتلي المعارضة السورية في دمشق وريفها وتحديدا عبر لبنان من بلدة عرسال وعبر درعا من الجنوب السوري , ويضيف الرجل قام الجيش السوري في تلك المنطقة بعملية واسعة شملت كافة بلدات الغوطة الشرقية حيث فك الحصار عن فوجي الكيمياء والإشارة في منطقة عدرا , وتابع تقدمه باتجاه قرية ميدعة وحوش الفارة , والتقت القوات هذه مع رتل من القوات طهَّر منطقة العتيبة وحران العواميد على طريق مطار دمشق الدولي , ما وضع الغوطة الشرقية بين فكي كماشة , وقطع طرق الإمداد من درعا باتجاه العتيبة في الغوطة الشرقية , ومن عرسال في لبنان الى سوريا عبر قرى فليطة ورنكوس والقسطل باتجاه عدرا في الغوطة الشرقية.

تحدث رجل في العقد الخامس من عمره عن محور الزبلطاني جوبر القريب من أحياء دمشق القديمة قائلا في هذا المحور يبعد المتحاربون عن بعضهم 200 متر فقط, ويسعى المسلحون للوصول الى برج 8 آذار الذي يمكنهم من السيطرة بالقنص على مجمل أحياء دمشق القديمة، ويجب طردهم الى خارج المتحلق حتى نبعد الخطر , ونحن مستعدون للقيام بهذا العمل على وجه السرعة. طلبنا من الجيش أمور معينة , ولم نتلقَ جوابا لحد الان.

أضاف الرجل ان المسلحين في جوبر كانوا يستخدمون مجرى نهر بردى الذي يمر بأحياء دمشق القديمة للتنقل بين العاصمة وجوبر , وأضاف منذ ثلاثة أشهر كانت مجموعة مسلحة تقدر بمائة رجل تتسلل الى حي باب توما من جوبر مستخدمة مجرى النهر, وتعرضت لكمين محكم من الجيش السورية ومن اللجان ,مؤكدا أنه تم القضاء على المجموعة بكاملها , ومن يومها توقفت المجموعات المسلحة عن استخدام مجرى النهر الذي يخضع على مدار الساعة للمراقبة.

بعضهم تحدث عن معركة طريق المطار التي أصبحت سالكة بالاتجاهين بعد تمكن الجيش السوري من السيطرة على قرية عقربة المجاورة لطريق المطار والتي كان المسلحون يقطعون منها الطريق , ويفصلون بين السيدة زينب(ع) والمطار ومدينة دمشق، وهذه البلدة طهَّرها الجيش السوري بالتعاون مع اللجان الشعبية , بعد ان حولها المسلحون الى نقطة تجمع كبيرة ومركزية, وتم تطهيرها بعد تطهير قرية (حران العواميد) المجاورة لمطار دمشق الدولي التي كان المسلحون يطلقون النار من منازلها على الطائرات المدنية التي تقلع وتهبط في مطار دمشق الدولي.

في صبيحة اليوم التالي مررنا بطريق المطار الدولي ذهابا وإيابا، دون مشاكل تذكر, فالطريق خاضع لسيطرة الجيش السوري بالاتجاهين.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه