رغم أنّه انحاز إلى الثورة منذ بداياتها، لا يزال محمود سعد متهماً بأنّه من الفلول، ومن رموز النظام السابق. في حديث لـ«السفير»، يؤكّد سعد انحيازه للجانب المعارض اليوم
لم ينسَ المصريون بعد اتصال أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق، ببرنامج «البيت بيتك» في نهاية شهر كانون الثاني من العام 2011، عقب اندلاع الثورة بأيام قليلة. يومها، هاجم الفقي مقدّم البرنامج محمود سعد، واتهمه بتقاضي أجر يبلغ ملايين الجنيهات، في وقت لا يجد مساكين المصريين قوت يومهم، كما قال. يومها ردّ عليه سعد: «هذه الأموال يا معالي الوزير هي في الحقيقة من عائدات الإعلانات، وليست من خزينة الدولة».
كتب محمد حسن في جريدة السفير :
رغم أنّه انحاز إلى الثورة منذ بداياتها، لا يزال محمود سعد متهماً بأنّه من الفلول، ومن رموز النظام السابق. في حديث لـ«السفير»، يؤكّد سعد انحيازه للجانب المعارض اليوم. يخصص مجمل اللقاء للكلام عن المضايقات التي يتعرّض لها برنامجه «آخر النهار» (يعرض على قناة «النهار»)، والإعلام المصري عموماً، من قبل حكم «الإخوان». يقول: «أودّ أن يفهم الإخوان أننا لا ننتقد من أجل النقد، ولا ننتقد من أجل الهدم، وإنما ننتقد من أجل التقويم. ألم يقل محمد مرسي قبل أن يصبح رئيساً، «إن أخطأت فقوّموني». ونحن كصحافة وكإعلام معارض نحاول تقويمه هو وجماعته التي كثرت إخفاقاتها».
يؤكّد سعد أنّ الإعلام المصري المعارض بات يتعرّض لضغوط كبيرة، سواء على شكل دعاوى قضائيّة، أو «من خلال التهديد بإغلاق القنوات بحجة أنّها لم تدفع إيجارات الاستوديوهات، أو أنّها لم تدفع إيجارات الحيّز الفضائي على القمر الصناعي «نايل سات»، أو أنها تتهرب من الضرائب. الحجج كثيرة، بعضها حقّ يراد به باطل. لكنّنا كإعلاميين لن نسكت لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس».
ويستغرب سعد أنّ يتحدّث «الإخوان» عن إنجازات الرئيس محمد مرسي، قائلاً: «لقد تعهدت لهم على الهواء، أنّهم لو صدقوا، وكانت تلك الإنجازات حقائق فسأعتزل العمل الإعلامي، لأنني أكون قد هاجمتهم زوراً. لكنّ الحقيقة المرة بالنسبة لـ«الإخوان»، انه لا إنجازات من أيّ نوع. هم يدّعون أن مخترع محرك المترو الجديد مصري، وأنا أطلب منهم أن يعرّفونا عليه، كي نحتفي به وبإنجازه. للأسف لن يحصل ذلك، لأنّه لا أساس لتلك المعلومة. والحقيقة أنّ خطّ المترو الجديد متفّق عليه منذ عهد النظام السابق، وفي إطار بروتوكول تعاون بين الهيئة العربية للتصنيع ومسؤولين يابانيين. وتفيد معلوماتي بأنّ المترو كلّه صناعة يابانية وتمّ تجميعه في مصر، ولا أعتقد أنّ مجرد التجميع يعد إنجازاً يتفاخر به الرئيس مرسي وجماعته».
برأي سعد، فإنّ «الإخوان المسلمين» يهربون من إخفاقاتهم وفشلهم بالترويج لإنجازات وهمية، «ويعتبرون الإعلام أعداء النجاح». يقول: «أكبر الديموقراطيات في العالم يشهد ازدهاراً للصحافة المعارضة والإعلام المعارض، وبالتالي فعلى «الإخوان» أن يتركونا نعمل دون مضايقات إن كانوا يؤمنون فعلاً بالديموقراطية كما يدّعون». وختم سعد حديثه قائلاً إنّه على «الإخوان» إعادة النظر بما يقدّمه الإعلام، و«إعادة تقويم أنفسهم لأن البلد لم يعد يحتمل مزيداً من الانحدار».