إن العديد من الرويات التفسيرية تكون ضعيفة أو فاقدة السند، فليست هناك روايات تفسيرية موثوقة إلا قليلاً.
عادة الروايات الموجودة في التفاسير الروائية لم يتم تنظيمها وتصنيفها؛ الأمر الذي يعد أحد نواقص هذه التفاسير. وتحدث الباحث القرآني الايراني والعضو في هيئة التدريس بمعهد الثقافة والفكر للبحوث في ايران، حجة الإسلام والمسلمين السيد «محمد حسن جواهري»، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا) عن باثولوجيا التفاسير الروائية، قائلاً: إن العديد من الروايات التفسيرية تكون ضعيفة أو فاقدة السند، فليست هناك روايات تفسيرية موثوقة إلا قليلاً.
واعتبر الباحث القرآني أن ضعف الروايات التفسيرية لايعود إلى مجرد كونها مرسلة إذ أن هناك روايات مرسلة تتمتع بنصوص متقنة وموثوق بها، خصوصا إذا كانت منقولة عن الرواة الموثوق بها مثل «إبن أبي عمير» الذي لايروي الروايات إلا من الثقة.
وصرّح حجة الإسلام والمسلمين جواهري أن التفاسير الروائية تعاني من مشكلة مهمة هي أنها لم تميز الروايات الصحيحة من الضعيفة أو المنحولة، فلهذا ليس بإمكاننا أن نميِّز بشكل دقيق بين هذه الروايات بسبب فقدان السند أو ضعفه، إلا أن هناك روايات غير صحيحة يمكن التعرف عليها بسهولة.
وأردف قائلاً: هناك مشكلة أخرى تواجهها التفاسير الروائية هي أن معظم الروايات الموجودة فيها لم يتم تنظيمها وتصنيفها؛ بمعنى أن بعض الروايات ترتبط بقراءة القرآن الكريم وبشأن النزول وأخرى بتأويل وتفسير الآيات القرآنية.
وأكّد عضو هيئة التدريس بمعهد الثقافة والفكر للبحوث في ايران على ضرورة تصنيف هذه الروايات، مصرحاً أن بعض الناس يرغب إلى الروايات المتعلقة بالظواهر وبعض آخر يرغب إلى الروايات المتعلقة بالمضامين القرآنية العميقة، الأمر الذي يستوجب تمييز الروايات الصحيحة من الضعيفة أو المنحولة.
وأشار حجة الإسلام والمسلمين جواهري إلى أن تقطيع الروايات يعد أيضاً من نواقص التفاسير الروائية، موضحا أن بعض التفاسير كتفسير «نور الثقلين» لم تأت بنص الرواية كاملاً وقدإكتفت بجزء منها؛ الأمر الذي يجبر الباحث على العثور على الرواية كلها حتى يدرك الغرض منها.
وأضاف الباحث القرآني الايراني والعضو في هيئة التدريس بمعهد الثقافة والفكر للبحوث في ايران، حجة الإسلام والمسلمين السيد «محمد حسن جواهري»: للأسف أن بعض الإسرائيليات وأساطير العرب والتأويلات الشخصية للرواة قد دخلت في هذه التفاسير، فعلينا أن ننتبه إلى هذه المشكلة حين الرجوع إلى التفاسير.