25-11-2024 06:32 AM بتوقيت القدس المحتلة

ملفات الاحتلال الدموية "الحراس": اعترافات الجواسيس الجريئة !

ملفات الاحتلال الدموية

يحصر الفيلم اهتمامه بالمهمة الاساسية المنوطة بهذا الجهاز وهي ما يسمى "مكافحة الإرهاب الفلسطيني". ويتطرق الى بعض ما ارتكبه هؤلاء الجواسيس من جرائم

ملصق فيلم الحراس الإسرائيليطيلة اكثر من ثلاثين عاماً، اعتقلوا وسجنوا وعذّبوا ودمّروا وقتلوا مقاومين ونشطاء ومواطنين فلسطينيين، في حرب قذرة لا هوادة فيها قيل انها "ضد الإرهاب".

تقنيو آلات الاحتلال الاسرائيلي وأدواته وجواسيسه هؤلاء فجّروا منذ فترة زلزالاً سياسياً في إسرائيل، وأثاروا مؤخراً ضجة إعلامية ملفتة في باريس إثر عرض فيلم تسجيلي اسرائيلي في عنوان ‘الحراس′ (إخراج درور موديح)، لا يخلو من الجرأة والصراحة، فتحوا فيه بعض ملفات الدولة العبرية الدموية، واعترفوا بمسؤوليتهم عن عمليات عنف ودهم واعتقال وتعذيب وقمع واستنطاق وقتل وتدمير أودت بحياة مئات الفلسطينيين.

كتب وليد شميط في جريدة "القدس العربي" :


يتحدث الفيلم عن ‘مآثر هؤلاء الجواسيس الكبار، ويتطرق الى بعض ما فعلوه عندما تولوا رئاسة جهاز الشين بيت المكلف بـ ‘مكافحة الإرهاب (متابعة الشؤون الاسلامية)، وحماية السياسيين والدبلوماسيين والعلماء والتجسس على وكالات الاستخبارات العالمية. وقد تعاقب على هذا الجهاز ستة من كبار القادة الامنيين في اسرائيل خلال الفترة ما بني 1980 مع افراهام شالوم و2011 مع يوفال ريسكين، مروراً بيعاكوف بيري (1988-1994)، وكارمي جيلون (1994-1996)، وآمي أيالون (1996-2000) وآفي ريشتر (2000-2005).


يحصر الفيلم اهتمامه بالمهمة الاساسية المنوطة بهذا الجهاز وهي ما يسمى "مكافحة الإرهاب الفلسطيني". ويتطرق الى بعض ما ارتكبه هؤلاء الجواسيس من جرائم، ويفسح لهم في المجال للتعبير عن افكارهم وآرائهم. ويقول ان الحرب مهنة قذرة، وان السياسة الاسرائيلية الراهنة ليست اخلاقية ولا هي فعالة او مجدية. ويعتبر ان هؤلاء الجنرالات الجواسيس قد فشلوا في مهمتهم، وانهم منذ مقتل رابين فقدوا الثقة بالطبقة السياسية الاسرائيلية.

ويتهم الاجهزة الامنية الاسرائيلية بأنها لا تحرك ساكناً في التعامل مع المتطرفين الصهاينة. ويرى ان من شأن اي ضربة قاتلة توجّه للفلسطينيين ان تزيد من حدة الكراهية وان تؤدي الى مزيد من العنف، وان هاجس الامن حجة واهية لا تنضب يستعملها ‘استراتيجيو الجمود’. ويضيف انه آن الأوان لوقف كل هذا والجلوس الى طاولة المفاوضات، وان سياسات زعماء اسرائيل تعرّض اسرائيل للخطر، وان هؤلاء السياسيين جبناء ويكذبون على الشعب ويدّعون انهم يعملون من اجل السلام مع الفلسطينيين.


افراهام شالوم في الفيلم يدلي باعترافاتهوصل الفيلم الى هذه الاستنتاجات من خلال شهادات هؤلاء الجواسيس التي لا تخلو من الجرأة وان جاءت متأخرة وبعد احالتهم على التقاعد. هل ندموا على ما فعلوه؟ ماذا يقولون؟ يتحدثون الآن عن دولة فلسطينية، عن السلام، عن الحوار، عن شركاء فلسطينيين. وينتقدون الطبقة السياسية الاسرائيلية بشدة.

ومن أبرز وأقوى هذه الشهادات شهادة افراهام شالوم. يقول شالوم: ‘بدأنا العمل في الضفة الغربية وغزة في مكافحة الارهاب من دون ان نعرف تماماً ما هو الارهاب. بحثنا عن محاورين يمكنهم مساعدتنا على فهم الفلسطينيين وطريقة تفكيرهم، فتحدثنا مع اشخاص من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية. وهكذا ولدت عند الجانب الاسرائيلي فكرة الدولة الفلسطينية. انا شخصياً تحمست لهذه الفكرة وذهبت الى الاراضي مع عدد كبير ومتنوع من الاشخاص المهتمين بالشأن الفلسطيني. ولكننا لم نكن نعرف تماماً ماذا علينا ان نفعل لأننا لم نتلق اية تعليمات من الحكومة. (..) نجحنا في التحكم بالإرهاب ولكننا نسينا القضية الفلسطينية’.

(مع بعض التصرف)