حاول الخبر إضفاء السبب السياحي لتفعيل هذه التظاهرة، ولكن لا بد من القول إن هذا الإجراء العربي يعود في جذوره إلى التسامح الإسلامي التاريخي مع أتباع الديانات الأخرى، إذ تحاول الصهيونية طمس هذه الحقيقة
رغم كل محاولات تشويه سمعة التاريخ العربي الإسلامي بأنه مضطهد لأتباع الديانات الأخرى، انطلق يوم الجمعة26 أبريل/نيسان في جزيرة جربة التونسية، موسم حج اليهود إلى كنيس "الغريبة". وتتواصل الفعالية على مدى يومين بمشاركة قرابة 1500 يهودي من كافة أنحاء العالم وخاصة من أوروبا، كما أكد بيراز الطرابلسي، رئيس جمعية "الغريبة".
وقال الطرابلسي إن اليهود بدأوا يتوافدون على الجزيرة للمشاركة في هذه الاحتفالات الدينية الموسمية. وأشار إلى "أن السلطات التونسية حرصت على توفير كل ظروف النجاح لهذه التظاهرة الدينية السياحية". وأضاف أن كل الاستعدادات قد تمت لهذه الاحتفالات، التي تقام في كنيس "الغريبة"، وهو أقدم كنيس في شمال إفريقيا، ويضم أقدم نسخ التوراة في العالم.
وأولت الحكومة التونسية أهمية كبري للحدث وخاصة من حيث الجانب الأمني، خاصة أنها تأخذ في الاعتبار الحيلولة دون تكرار الاعتداء الذي استهدف الكنيس في أبريل/نيسان 2002، من جانب تنظيم القاعدة، وأسفر عن مصرع 21 سائحا، أغلبهم من الألمان. وفي هذا السياق قال محمد علي العروي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية إنه "تم اتخاذ إجراءات أمنية هامة، واستنفار من أجل إنجاح هذه التظاهرة السياحية الدينية، ما سيكون له أثر ايجابي على إنجاح الموسم السياحي في تونس". وإلى جانب اليهود الأجانب، يشارك في موسم "الغريبة" نحو 2000 من يهود تونس، من سكان جزيرة جربة ومدينة جرجيس وتونس العاصمة.
وان تم التركيز على الجانب السياحي ، لكن لا بد من التأكيد ان هذا الإجراء يعود في جذوره إلى التسامح الإسلامي التاريخي مع أتباع الديانات الأخرى , في وقت يحاول الصهيونية والإعلام الغربي طمس هذه الحقيقة لتبرير قيام كيان يهودي صاف لهم في فلسطين المحتلة، بحجة أنهم مضطهدون في العالم.
والجدير بالذكر أن الخبر لم يتطرق إلى ما إذا كان المستوطنون الصهاينة في فلسطين المحتلة سيشاركون في هذه التظاهرة الدينية أو لا، خصوصا أن الإعلان أفاد أن تونس ستستقبل اليهود من جميع أنحاء العالم ..!!..