... الوزير يُفترض أنه المسؤول عن الأداء الإعلامي في مصر وتكراره هذا الخطأ يمثل شكلاً من أشكال العناد المعيب والافتقار إلى القدرة على مخاطبة الرأي العام
يأبى وزير الإعلام المصري الصحافي صلاح عبد المقصود إلا أن يُثير الجدل دائماً بتعليقاته وردوده على الصحافيين والإعلاميين التي تحمل مضموناً غامضاً يرى فيه معارضوه تحرشاً غير لائق.
وكان عبد المقصود أثار عاصفة من الانتقادات برده على صحافية قاطعته أثناء حديثه في إحدى الندوات عن حرية الإعلام، وسألته: «أين الحرية؟»، فأجابها: «تعالي وأنا أوريكي فين»، وهو رد له دلالات غير لائقة في الشارع المصري، ما اعتبر تحرشاً لفظياً بالصحافية، دفعها إلى تقديم شكوى ضده في نقابة الصحافيين التي ردت بأن الوزير لم يعد مقيداً في جداول المشتغلين بها، وانتقل إلى جداول غير المشتغلين بعدما تم توزيره.
وبعد سيل من المقالات والبيانات المنددة برد الوزير والوقفات الاحتجاجية ضده، سعى عبدالمقصود للدفاع عن نفسه، معتبراً أن من فسر رده على هذا النحو من «ذوي النفوس الضعيفة» الذين أولوا كلامه على نحو لم يكن يقصده. لكن عبدالمقصود واصل تحديه لمنتقديه، فرد بذات الكلمات على مراسة إعلامية سألته أثناء حديثه في مؤتمر عن تطوير الإعلام الرسمي، فأكد حدوثه بعد الثورة، فأوضحت أنها تسأل عن تطوير المضمون والمحتوى وليس الاستديوات والأمور اللوجستية، وأنها لا ترى أن مضمون أو محتوى الإعلام تطور، فأجاب: «تعالي وأنا أوريكي فين التطوير وفين المضمون». واحتد عليها وطالبها بالانضباط حين وصفت النظام الحالي باتباع نفس أساليب النظام السابق، فانسحب عدد من الصحافيين والإعلاميين من المؤتمر.
وجدد رد عبدالمقصود الحملة ضده، فامتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تسخر منه وتتهمه بـ «التحرش اللفظي» بالصحافيين والإعلاميين. وقال أستاذ الإعلام الدكتور صفوت العالم لـ «الحياة» إن الخطاب العام خصوصاً عندما يكون قادماً من وزير الإعلام لا بد أن يلتزم بالاتزان والارتقاء والمهنية واحترام إرادة الرأي العام والتعبير الدقيق والموضوعي عن سياسات وقرارات الحكومة، مشدداً على ضرورة احترام أي مسؤول مضمون ومحتوى كل سؤال يوجه إليه والرد عليه رداً موضوعياً، احتراماً للرأي العام. ورفض تكرار الألفاظ التي تتسم بالغموض والقابلية للتأويل خصوصاً حين يكون الرد على فتاة فتتعاظم قابليته للتأويل.
وأضاف العالم: «رد وزير الإعلام للأسف يمثل شكلاً من أشكال الازدراء لزملاء المهنة ... الوزير يُفترض أنه المسؤول عن الأداء الإعلامي في مصر وتكراره هذا الخطأ يمثل شكلاً من أشكال العناد المعيب والافتقار إلى القدرة على مخاطبة الرأي العام». وسأل: «لو أن وزير الإعلام، وهو صحافي، يتعامل مع الصحافيين بهذا الشكل المعيب، فماذا يفعل بقية المسؤولين».
(مع بعض التصرف)