نحن نمر بمرحلة من فقدان التوازن في كل ما يتعلق بسوريا وليس لدينا رؤية واضحة وموحدة حول مستقبل الأحداث. هذا الكلام لمسؤول الملف السوري في دولة كبرى
(نحن نمر بمرحلة من فقدان التوازن في كل ما يتعلق بسوريا وليس لدينا رؤية واضحة وموحدة حول مستقبل الأحداث). هذا الكلام لمسؤول الملف السوري في دولة كبرى زار فرنسا خلال اليومين الماضيين و قاله في جلسة حوار جمعته مع وفد دبلوماسي عربي يعمل في العاصمة الفرنسية باريس.
المسؤول الغربي قال ان قضية الحكومة المؤقتة أو حكومة (هيتو) كما سماها أنتجت فشلا كاملا على كافة الصعد، وكانت نتاج عمل صبياني غير محسوب ومتعجل في حرق المراحل مضيفا اننا الان بصدد إعادة تكوين الائتلاف الوطني المعارض حتى يشمل كافة شرائح المعارضات السورية.
وقال المسؤول الغربي اننا بحاجة الى مؤتمر قاهرة 2 (في إشارة لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية الذي عقد بداية العام 2012) مضيفا ان الاتجاه الحالي للدول الداعمة للمعارضة يكمن في توسيع الائتلاف المعارض ليضمَ مكونات جديدة من المعارضة حتى ولو رفضت هذه المكونات الدخول في الإئتلاف بطريقة مباشرة، لكنها يمكن ان تكون في داخله مع الحفاظ على شخصيتها المستقلة وأطرها المنفصلة عنه. وبحسب الدبلوماسي الغربي تتلخص الفكرة في جمع أطياف المعارضة السورية على اختلاف مشاربها في مؤتمر عام في محاولة لتوحيد رؤيتها لحل مستقبلي للأزمة السورية ولوقف الخلافات بينها.
وفي موضوع التسلح والحرب الدائرة في سوريا قال المسؤول الغربي ان الحسم العسكري أصبح من الماضي , وعلى الداعين لتدخل عسكري امريكي مباشر عبر إقامة مناطق عازلة او القيام بقصف شامل او محدود او ما شابه ذلك في سوريا مراجعة مواقفهم , وتغيير قناعاتهم ,لأن قضية الحسم العسكري أصبحت من الماضي خصوصا مع دخول حلفاء النظام على خط المواجهة مباشرة ، واستراتيجيتنا الحالية تكمن في محاولة فرض توازن عسكري جديد في الساحة ,يفرض على النظام السوري وحلفائه واقعا يغير من قناعتهم انهم الأقوى في الحرب الدائرة، مضيفا ان الاجتماع الروسي الأمريكي الأخير لا يحمل اي تغيير يذكر في رؤية كل طرف للواقع السوري، فليس هناك اتفاق محدد المعالم والملامح , ونحن ما زلنا في عملية التأويل والتأويل المقابل لبنود اتفاق جنيف التي يتمسك بها الطرفان الروسي والأمريكي بسبب انتفاء البديل السياسي والإعلامي في الوقت الحالي.
وقال المسؤول الغربي: الإيرانيون حزموا أمرهم , وقرروا المواجهة المفتوحة للدفاع عن حليفهم في قصر الشعب في إشارة الى (الرئيس السوري بشار الأسد)، مضيفا ان الروس رفضوا خلال اللقاء الأخير الذي جمع لافروف وكيري وقف شحنات السلاح التي يمدون بها الجيش السوري، وقال ان فلاديمير بوتين يتعامل باستعلاء مع الغرب في كل ما يتعلق بالأزمة السورية, وهو لا يستمع لكلام احد في هذا الموضوع , وحتى المعارضة الروسية القريبة من الغرب ليست بعيدة في مواقفها عن موقف بوتين الذي يستفيد من صعود في الشعور الشوفيني الروسي لدى فئات واسعة من الشعب , وهو يدغدغ هذا المد الصاعد عبر مواقفه المتصلبة في الأزمة السورية التي تُشعر الروس أنهم عادوا بقوة الى الساحة الدولية من خلال سوريا، مضيفا ان الروس في لقاءاتنا معهم لا يتوقفون عن القول ان الولايات المتحدة ليست وحدها من يحدد مسار السياسة الدولية واتجاهاتها, وان روسيا موحدة على الساحة الدولية , ولها نظرتها المحددة ومصالحها القومية والاستراتيجية, ولها دورها الريادي العالمي الذي تريد ان تملأه , وعلى الغرب أن يأخذ المصالح الروسية في الحسبان.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه