أكد بحث أميركي جديد نشر مؤخراً أن «لعبة الخطوط الحمراء» الأميركية الإسرائيلية لإيران قادت إسرائيل مؤخراً لإطالة مدى صواريخها
حلمي موسى
أكد بحث أميركي جديد نشر مؤخراً أن «لعبة الخطوط الحمراء» الأميركية الإسرائيلية لإيران قادت إسرائيل مؤخراً لإطالة مدى صواريخها، وتحميلها ليس بقنابل نووية عادية، وإنما قنابل هيدروجينية. وشدد البحث الذي أعده الباحث أنتوني كوردسمان من «مركز البحوث الإستراتيجية الدولية» (CSIS) الأميركي على أن إسرائيل تملك القنابل الهيدروجينية التي تزيد في قوتها مئة مرة عن القنابل النووية العادية، وأن المدن الإيرانية المأهولة تقع في مدى صواريخها.
وأشارت «معاريف»، التي نشرت تقريراً عن البحث على رأس صفحتها الأولى، إلى أنه على افتراض أن تقديرات البحث صحيحة، فإن إطلاق القنبلة يمكن أن يتم بواسطة طائرات سلاح الجو، صواريخ بعيدة المدى أو صواريخ جوالة تطلق من غواصات. أما بالنسبة لإطالة مدى الصواريخ فربط المعلق العسكري للصحيفة، عمير ربابورات، بين نتائج بحث كوردسمان ومنشورات أخرى في العام الماضي أفادت بأن إسرائيل أجرت تجارب على طراز جديد من صواريخ «يريحو». وفي ما يتعلق بالقنابل الهيدروجينية فإن إسرائيل لم تعترف أبداً بأنها تمتلك مثل هذه القنابل، كما أنها تحيط بالغموض مسألة السلاح النووي عموماً.
ونقلت «معاريف» عن الفيزيائي ورجل المؤسسة الأمنية سابقاً الدكتور رفائيل اوفيك قوله إن القوى العظمى تملك قنابل هيدروجينية منذ عشرات السنين، وأن بوسع مثل هذه القنابل تدمير كل ما يقع في محيط 20 كيلومتراً وأكثر.
عموماً، شدد كوردسمان في بحثه على أن من يقع تحت تهديد وجودي حقيقي هو إيران بالذات، لا اسرائيل. فإيران ليست مهددة فقط، على حد قوله، بقنابل «فتاكة» موجهة نحو تجمعاتها السكانية، بل إن إطلاق الصواريخ من البحر سيؤدي الى عبور الرذاذ النووي في أرجاء إيران من الغرب الى الشرق، ليغطي كل الدولة. وفي نظره، يمكن للإيرانيين أن يهددوا اسرائيل بقنابل صغيرة من البحر أو بواسطة صواريخ بعيدة المدى (لن تكون لهم قدرة إطلاق قنبلة ذرية بصاروخ في السنوات القريبة المقبلة)، ولكنهم ملزمون بأن يأخذوا بالحسبان بأن الرذاذ سيمس أيضاً بالتجمعات السكانية العربية.
ولاحظ ربابورات أن الوضع الراهن أقرب إلى أن امتلاك إيران قنبلة نووية يعني تسجيل هدف في مرمى فريق إسرائيل والولايات المتحدة، في حين أن رد الفريق سيكون سلسلة أهداف لا تتوقف في المرمى الإيراني. لكنه يشير إلى أن المشكلة تتمثل في سعي كل من إسرائيل وأميركا إلى منع إيران من تسجيل هذا الهدف. ويرى أنه إذا أخذت التصريحات بجدية، فإن الحرب واقعة لا محالة في صيف العام 2013، أو أن إسرائيل ستسلم بإيران نووية.
وسبق لإسرائيل أن دمرت مشروعين نوويين، العراقي (1981) والسوري (2007)، فيما تخلت ليبيا في العام 2004 عن مشروعها النووي. ومنذ العام 1991، تحذر إسرائيل من المشروع النووي الإيراني، الذي لم تلحظ علائمه الجوهرية إلا في العام 1995. وحينها قدرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن إيران ستمتلك قنبلة نووية خلال خمس إلى سبع سنوات.
وأشار ربابورات إلى أن بحث كوردسمان وتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت عن الاستثمارات الإسرائيلية الهائلة لمواجهة المشروع الإيراني، تؤكد استعدادات إسرائيل لذلك على مستويات عدة. فقد عملت إسرائيل على توفير خيار هجومي استند إلى التسلح بوسائل هجوم مناسبة، وأجهزة اتصال بعيدة المدى، وذخائر مناسبة، وأيضاً إعداد خطط عملاتية وتدريبية. وخدمت الاستعدادات الإسرائيلية ليس في مواجهة إيران، وإنما أيضاً في الضغط على أميركا لتشديد العقوبات.
والواقع أن إسرائيل عمدت «بأساليب ناعمة» إلى عرقلة المشروع النووي الإيراني عبر هجمات السايبر والفيروسات وتخريب المعدات المتجهة إلى إيران. ولكن إضافة لذلك استعدت بإطالة مدى صواريخ «يريحو»، وواصلت انتهاج سياسة الغموض النووي بحيث لا تتطرق إلى تطوير قنابل هيدروجينية.
وأشار ربابورات إلى إعلان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق الجنرال عاموس يادلين مؤخراً أن إيران إذا لم تكن قد اجتازت الخط الأحمر الذي رسمته إسرائيل، فإنها من المؤكد ستجتازه خلال شهرين. وهذا يدل على أن يادلين لا يأخذ بالطريقة التي تأخذ بها الأمم المتحدة المشروع النووي الإيراني. فالتقارير الدولية قبل شهرين تتحدث عن امتلاك إيران 167 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب، ولكن إنتاج قنبلة واحدة بوزن 25 كيلوغراماً يتطلب امتلاك إيران 250 كيلوغراماً. ويشدد يادلين على أن ما تمتلكه إيران من أجهزة طرد مركزي يسمح لها بإنتاج كمية اليورانيوم المخصب المطلوب خلال أسابيع، كما يمكن لإيران أن تحول بسرعة يورانيوم مخصب لأغراض مدنية إلى يورانيوم لأغراض عسكرية.
وكانت الخطوط الحمراء الإسرائيلية لإيران قد اجتيزت واحدا تلو الآخر. في البداية اعتبر نقل أجهزة الطرد إلى منشآت تحت الأرض في محطة فوردو خطاً أحمر، وبعد ذلك صار الخط الأحمر عدد أجهزة الطرد الذي يزيد حالياً عن 700، ويتوقع أن يضاف إليها 2800 جهاز جديد قريباً.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه