28-11-2024 09:57 AM بتوقيت القدس المحتلة

"قلعة شقيف" اللبنانية .. الفلسطيني رواها بدمه في معركة 1982..

لقد استبسلوا ولم يستسلموا .. اسقطوا قبل استشهادهم طائرة فانتوم صهيونية وأخرى هليكوبتر حربية .. لقد كانت القلعة نموذجا مشرفا لهزيمة جيش الاحتلال الصهيوني في لبنان .

إنها قلعة شقيف تلك القلعة التي أطلق عليها الصليبيون اسم قلعة "بوفورت" .. لقد انتهت الغارات عليها باستشهاد المقاتلين الفلسطينيين الأحد عشر الذين كانوا يدافعون عن الوجود الفلسطيني والكرامة العربية .. استشهدوا تحت القصف العنيف .. لقد استبسلوا ولم يستسلموا .. اسقطوا قبل استشهادهم طائرة فانتوم صهيونية وأخرى هليكوبتر حربية .. لقد كانت القلعة نموذجا مشرفا لهزيمة جيش الاحتلال الصهيوني في لبنان .

الدكتور مازن صافي :

قلعة شقيف في لبنانكان قتالهم ممزوجا بالإيمان والاستماتة دفاعا عن الأرض والمبدأ .. كانوا جنود فتح الأوفياء .. "شقيف" هي كلمة السر للصمود العربي والفلسطيني في الاجتياح الإسرائيلي لـ لبنان .. لقد كانت معركة شقيف في 19/8/1982.. الفلسطيني هناك قاتل بضراوة حتى النهاية من خلال حسه الوطني بما يواجه شعبه من مجازر ومحاولات للإبادة .. في المؤتمر السادس عشر للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر صفق الحضور طويلا للقائد ياسر عرفات عندما ذكر الشهداء .. شهداء قلعة شقيف .. لقد وقف الجميع لهم تبجيلا ..

ولكي لا ننسى يجب أن تبقى شقيف حاضرة في تاريخ حرب 1982 .. علينا أن نقرأ شهادات أحد الضباط الصهاينة الذين كانوا يمارسون الإرهاب والقتل في حرب لبنان إذ قال عن معركة قلعة شقيف : " كان عددهم 33 فلسطينيا، ومعظمهم من قوات "فتح" ولم نأسر أيا منهم لأنهم قاتلوا حتى الموت، ولم يستسلم أحد، لقد دهشنا جميعا من ضراوة مقاومة هؤلاء الفلسطينيين، وهذا ما دفع رئيس هيئة الاركان ايتان لاداء التحية العسكرية لهم .. وأيضا بانتهاء المعركة / الحرب جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها "مناحيم بيغن" ليقدم تحية عسكرية لراسم وجنوده " . ويضيف " دخلنا إلى القلعة ووجدنا أن كل الفدائيين الثلاث والثلاثين شهداء .." ..

نعم لقد ارتقوا الى العلياء شهداء كل واحد يحضن بارودته ووسادته فلسطين القادمة .. والجدير بالذكر أنه كان بينهم مقاتل يمني بارع في الحرب والصمود .. وهنا علينا أن نذكر ونتذكر الشهيد يعقوب سمور( راسم) " ابن قرية "قبلان " كان القائد الفدائي في قلعة الشقيف خلال غزو الإسرائيليين للبنان سنة 1982، وراسم الفدائي أقر الرأي على المواجهة، بل على أن يصنع الحياة بالمواجهة .. لهذا كثيرا ما يتربط اسم قلعة شقيف باسم " قلعة راسم " ..

ياسر عرفات خلال تواجد حركة فتح في لبنان في العام 1982يقول الجنرال شاؤول نكديمون: " هذه الحرب كالمصيدة وقد وقعنا فيها كفئران صغيرة. في قلعة الشقيف فقد الفلسطينيون 30 مقاتلاً لكننا فقدنا خمسة أضعاف هذا العدد._ أكثر من مائتين من جنود النخبة جولاني الصهاينة_ " معركة الشقيف أذهلت بيغن وشارون، فقدنا في معارك الشقيف خيرة ضباطنا وجنودنا."

قلعة شقيف قهرت الصهاينة وأربكت كل خططهم وتحول الفلسطيني البسيط المشرد الذي يعاني من الانقسام و الفقر إلى فلسطيني مقاتل ومقاتل من الطراز الباسل .. نعم لقد كانت شقيف مقبرة للصهاينة ، ولولا النصائح الأميركية لقيادة الاحتلال الصهيوني بعدم التمركز المستمر حول القلعة لكانت خسائر الجيش الصهيوني الغازي كبيرة جدا ..

شقيف جغرافيا تقع في لبنان .. لكنها في التاريخ الفلسطيني وجغرافيا الثورة الفلسطيني موجودة في أعماق كل فلسطيني .. فكل فلسطيني هو قلعة عنيدة على الاستسلام تعشق الشهادة والاستبسال وتؤمن أن طريق النصر يمر عبر شقيف وصولا الى القدس .. لم يدافع عن شقيف الفلسطينيون وحدهم .. بل كان معهم ثلة مقاتلة من إخوانهم العرب من لبنان واليمن .. فالمعركة العربية واحدة ضد كل من يفكر في أن يعتدي على أي بلد عربي أو منطقة عربية ..هذه المعركة وهذا التحدي تصلح رسالة إلى الربيع العربي أن ثورات التحرر من الظلم يجب أن تتوحد خلف قضية مركزية لها عمقها وأبعادها ومسارها الواضح في واقعنا.

القضية الفلسطينية تبقى هى البوصلة وأعتقد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأهم الان والتي لربما تشكل حاضنة لهذه الثورات ، ونحن أهل فلسطين علينا قراءة تاريخنا والاستفادة من التجارب ، فنحن نؤمن بأن القضية الفلسطينية تحتاج الى كل جهد عربي سواء شعبي أو رسمي وأيضا إلى قوة دفع إقليمية ودولية، إن البندقية التي إنطلقت بها الثورة الفلسطينية أسست لمفردات ثورية ونضالية أجبرت الجميع أن ينظر لمن هم تحت الخيام في سقيع الشتاء وفي حر الصيف على أنهم أصحاب حقوق وقضية ويجب أن تعاد لهم هذه الحقوق. والقضية الفلسطينية أيضا لها أبعاد إنسانية وحضور في أذهان العالم كله ، لهذا وفي ظل استيراتيجية التحرر علينا أن نؤسس لموائمة الوسائل مع الأهداف وأن نحقق إنجازات وأهداف وإن صغرت أو كانت محدودة في طريق الوصول الى الهدف الاستيراتيجي الأساس وهو إنهاء الاحتلال وزواله .. كل التحية والتقدير لشهداء الثورة الفلسطينية .. لشهداء النضال والمقاومة الباسلة .. ولشهداء معركة شقيف ارفع قبعتي احتراما وإجلالا وإكبارا .

ملاحظة : أضم صوتي الى صوت رئيس التحرير في وكالة معا الاخبارية  د. ناصر اللحام الذي تضمن مقالته الأخيرة حول " معركة شقيف وشهدائها " بقوله /  الرجاء من قياداتنا والاخوة الذين كانوا في لبنان ، الرجاء من كل من يقرأ هذه المقالة ويعرف اسم اي فدائي كان في قلعة الشقيف ان يتصل بنا لتوثيق هذه المعركة، وعدم الاعتماد على الارشيف الاسرائيلي.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه