29-11-2024 12:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

شكراً... بشار الأسد ...

شكراً... بشار الأسد ...

في الشام سقطت الاقنعة .. وتغيرت مفاهيم الخطوط الحمر



في الشام سقطت الاقنعة ... وتغيرت مفاهيم الخطوط الحمراء ... وفي الشام ايضا عرفنا كيف قُزمت اصحاب العقول الشيطانية "النيرة "... في دمشق سقط هاجس التفاوض وبيع المقاومة ... وكأن من "يدير العالم" لم يحسبها هذه المرة حسابا دقيقا كعادته ... في دمشق شُكلت النواة الاولى للنظام العالمي الجديد الذي سيلفظ الولايات المتحدة الاميركية بعيدا ... واصبحت وديعة رابين قنبلة موقوتة يتحكم بشار الاسد بصاعق تفجيرها.

سيدي الرئيس رحلت ام بقيت، سقط نظامك ام استعاد زمام المبادرة لم يعد مهماً. "ستموت يوما ما" والعصور تتوالى، ولكن التاريخ لا يموت ... فاسمك ارتقى، وخُط في سجل  المجد الذهبي ... لطالما تساءلنا هل سنشهد نحن عمل بطولي يقوم به الجيش العربي السوري، بعدما سمعنا عن ملاحمه في المنازلات مع العدو الصهيوني، وتخيلنا سيناريوهاته مرات عدة ؟؟

تحرير أيار ونصر تموز من أبرز تجلياتهما انضاج روح الممانعة  في القطر السوري، لن نستطيع ان نسأل باسل ما الذي قدمته للمقاومة لانه ببساطة قد غيبه الموت، لكن معدن الرجال الصلب برز في شخصية لم تكن يوما ما مرشحة لتكون رئيسية في أروقة قصر الشعب ... رحل الرئيس حافظ الاسد، واستلم بشار حافظ الاسد الرئاسة، عبر استفتاء شعبي "بالدم" قلما نرى نظيره في العالم العربي. وهذا الرجل الذي لم يكن يوما ما في حسبان دوائر المخابرات العالمية وجهاز الموساد الاسرائيلي، اصبح منذ توليه الرئاسة الرقم الصعب في معادلة المقاومة والممناعة ... كان منفتحا مطورا مقاوما، ونقل سوريا الى عصرها الذهبي، وهذا بحد ذاته تحد ما بعده تحدي ....

تجانست وانسجمت دمشق وحارة حريك الواقعة في قلب الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت برعاية الجمهورية الاسلامية الايرانية، شدت اواصر هذا المحور، وبدأ يقوى عوده ليصبح شديدا قويا ... اسهبت كثيرا في تقديم الموضوع  علني امر مرور الكرام على قصة محور بالتأكيد تفاصيلها كثيرة واكثر تعقيدا ... 

شكرا سيادة الرئيس لانك قدمت لنا نموذجا اسطوريا في الصمود بوجه كثيرين اغنياء تابعين، وحكام قادرين يتحكمون بمفاصل هذا العالم، شكرا لك لأنك استطعت من خلال صمودك تحويل تجربتك الى نموذج جديد سيدرس في المستقبل ...

فاليوم أصبح جيشك قادرا على خوض المعركة الكبرى ضد الكيان الصهيوني ليس من خلال مدرعاتك وصواريخك بل بزنود ابطالك الشرفاء، فقد تدربوا تدريبا قاسيا خلال السنتين الماضيتين وبذلوا الكثير من الدم.

شكرا لك سيدي الرئيس، لأنك ستقضي على جميع الاغبياء في بلادك، وهذا ليس توصيفي، بل توصيف ثعلب الماسونية هنري كسينجر خلال مقابلة له مع صحيفة نيوروركر الأميركية الذي بدا فيها مستغربا كيف صمدت، وكيف بنيت انت ونظام والدك بلدكم رغم نقص الثروات الطبيعية، معتبرا انه من حسن حظهم (الغرب) انه ما يزال عندكم اغبياء بعد اعتقاد سائد ان والدك قضى عليهم جميعا ... ليس فقط اغبياء بلادك سيدي الرئيس بل كل اغبياء المنطقة الذين تعددت توصيفاتهم، سلفية كانت ام اسلامية معتدلة حتى القاعدة الذين تمتطيهم امريكا  لتحيك مكائدها في بلادنا للسيطرة عليها وعلى مقدراتها .... والقت بهم في سوريا بعد ان بدأوا يشكلون خطرا على مصالحها، واستشعرت انها لم تعد تحكم سطوتها وسيطرتها عليهم ....

شكرا بشار الاسد لانك لم تنسَ فلسطين وهذا جزاؤك منهم، شكرا بشار الاسد لانك قاتلت بنبل، ولم تتحفنا بخطابات سخيفة... شكرا لك لانك علمتنا كيف يكون الرجال الرجال، متمنيا ان يتعلم منك الاعراب كيف يخلعون عنهم عباءة الوهن ويقولون لا .... شكرا لك بشار الاسد ...

شكرا لك سيادة الرئيس، لانك لم تفشل مشروع المقاومة الذي بني على اكتاف مقاومين شرفاء، شكرا لك يا اسد العرب، فأنت من يضع الخطوط الحمر وليس اعداء الأمة، خطوط عنوانها الدم والتضحية والثبات، والفداء منا لك يا قائدا في زمن "الغدر العربي".