من صخب الحديد تخرج بسمة العطاء من وجوههم..ومن بين ضجيج الآلات يمرّ صمت نظراتهم بسلام ..هم العمال عصب الوجود وسفر المن صخب الحديد تخرج بسمة العطاء من وجوههم...ومن بين ضجيج الآلات يمرّ صمت نظراتهم بسلام
من صخب الحديد تخرج بسمة العطاء من وجوههم...ومن بين ضجيج الآلات يمرّ صمت نظراتهم بسلام ..هم العمال عصب الوجود وسفر الحياة ..
الأول من أيار/مايو تاريخ يُحتفل به في كل أنحاء العالم بهدف لفت الإنتباه إلى دور العمال ومعاناتهم، والعمل على تأمين متطلبات عيش كريم لهم.
في لبنان تستحضرنا الأنظمة والقوانين التي ترعى العمال والعمل في ظلّ الظروف العامة التي يعيش بها هؤلاء، فعلى سبيل المثال: المادة 44 من قانون العمل اللبناني التي تتحدث ان الأجر يجب أن يكون كافياً للعامل كي يسد حاجاته الضرورية وحاجات عائلته، فالتمعن بمضمون هذا النص يدفعنا للتساؤل، هل أن ما يحصل عليه العامل في لبنان فعلا يؤمن له حاجاته الضرورية وحاجات عائلته؟ فهل حصول العمال في لبنان على حد ادنى للاجور لا يصل الى 900,000 ليرة لبنانية، يؤمن له حاجاته وحاجات عائلته الضرورية؟.
وعندما نتابع يوميات العمال في لبنان نجد الكثير منهم يقوم بأكثر من عمل واحد كي يؤمن لقمة عيش عائلته، فهذا يدفعنا الى التساؤل عن جدوى نصوص القانون التي تتحدث عن الراحة اليومية والاسبوعية للعامل وحماية حقوق الانسان العامل، فهل واقع العمال في لبنان يحترم فعلا حقوقهم كبشر؟؟
لذلك نقول إن الحديث عن واقع العمال في لبنان بين حرفية النص القانوني والتطبيق الواقعي قد يطول في بلد يغيب عنه التخطيط في كل مجالاته ومن ضمنها سوق العمل والعمال باعتباره الاداة الاساسية لاي نشاط اقتصادي.
آسيا الموسوي إعلامية لبنانية قالت لنا إنه"عندما لا يكون هناك تقدير أو على الأقل عطلة في هذا اليوم يمكننا الحديث وقتها عن الإحساس في عيد العمل وهو اليوم من دون معنى ،وأشارت الموسوي إلى أن"العيد الحقيقي للعمال هو بتحقيق مطالبهم المحقة وإنصافهم".
أما "أبو ماجد شعيتو" وهو سائق عمومي فإنه يشعر بالغبن وقال على طريقته"إذا اشتغلنا مناكل وإذا ما اشتغلنا ما مناكل... ع مين بدك تتكل؟ ما في حدا تتكل عليه.. ومتل ما بتعرف البنزين غالي والمعيشة كل يوم أكثر من يوم فأنا معظم أيامي بنزل على الشغل وحتى يوم الأحد ..بدنا نطلع اكلاتنا وبس ..ما بدنا لا ضهرة ولا لبس".
"أبو ماجد" طالب بضمان شيخوخة وتساءل اذا مرضنا وين بدنا نروح ؟"،وأشار إلى أن"خطاب السياسيين مثاليٌ وهم ملتهون بقانون الإنتخاب وأخر همهم الناس"، وتركناه وهو يردد "عندي 5 ولاد والله يبعتلن ايام احلا من أيامنا " .
فادي شهاب وهو موظف بنك قال"صحيح اننا في عطلة اليوم ولكن هناك هموم كثيرة تجعلنا لا نشعر بعيد العمال ..وخاصة الأمور الخدماتية ونحن على أبواب فصل الصيف والكهرباء في إنقطاع مستمر والغلاء فاحش وليس لنا القدرة على مواكبته".
ويضيف فادي"ايضا الهاجس الامني والخوف وحالة الطرقات والخطف وكل هذه الأمور تجعلنا نعيش بقلق".
أما "أبو هيثم حسون" وهو يملك عربة لبيع العصير إعتبر أن"عيد العمال هو عبارة عن يوم عمل إضافي"، لافتا إلى أن"اليوم يلي منعطل فيه مننكسر" .
"ولاء حمود" وهي فتاة تعمل في محل لتجارة الألبسة لم تلتفت إلى أن اليوم هو عيد العمال عازية سبب نسيناها لتشابه الأيام مشيرة إلى أن الهدف أصبح اليوم هو النزول إلى العمل والقدرة البيع والتحصيل لأن متطلبات الحياة أصبحت كثيرة والأعباء أكبر من قدرة الشخص على تأمينها،وبسبب الأوضاع السياسية والظروف الضاغطة هناك جمود في الأسواق وهذا ينعكس على نفسية العامل .
ديالا بشارة (ماجستير في العلوم السياسية والإدارية ) وهي تعيش في السويد قالت لنا إن" العمال في لبنان والعالم ما زالوا مسحقوين انما بنسب والفرق بين لبنان وأوروبا ان العلاقة مرتبطة بطريقة مختلفة،وهي تعتقد ان النظام الطائفي في لبنان يلعب دورا رئيساً في تأخير مطالب العمال ونضالاتهم وذلك نتيجة تمييع العمل السياسي والطبقي لصالح الطائفية ، وتمنت ان"يأتي اليوم الذي نتمكن فيه من ازالة ذلك الغبن المترسب بيومياتنا".
وفي العيد لا بدّ أن نرفع الصوت عاليا للمطالبة بانتزاع الحقوق كاملة خصوصا في ظل ارتفاع الاسعار والغلاء الفاحش، وهجرة الشباب الى الخارج، التي تنعكس خسارة يومية على مستوى الادمغة والعقول وإيلاء العمال الاهتمام الكامل، وايجاد فرص ووظائف لهم، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي بات يهدد ليس العامل فقط، انما كافة الطبقات والشرائح الاجتماعية اللبنانية.
تصوير : وهب زين الدين