أنشأت السلطات الفرنسية خلية وزارية وأمنية لمتابعة الأوضاع في سوريا، ومراقبة سير العلاقات الفرنسية السورية التي تسير باتجاه القطيعة الكاملة
كتب نضال حمادة:
فرنسا تدرس جهوزية قواتها في اليونيفل على خلفية تصعيد مرتقب مع سوريا من بوابة المحكمة الدولية.
أنشأت السلطات الفرنسية خلية وزارية وأمنية لمتابعة الأوضاع في سوريا، ومراقبة سير العلاقات الفرنسية السورية التي تسير باتجاه القطيعة الكاملة على خلفية دخول الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في سنة انتخابية سوف يكون عنوانها قيادة فرنسا لتحول ديمقراطي في العالم العربي بدأت بوادره مع التدخل الفرنسي القوي في الحرب ضد نظام معمر القذافي في ليبيا.
وقد علم موقع المنار أن الخلية التي تم إنشائها هي نفسها التي تابعت الوضع التونسي والمصري و تتألف من وزير الخارجية ووزير الداخلية وضابط الارتباط مع الأجهزة الأمنية في القصر الجمهوري فضلا عن وزير الدفاع، ويرأس هذه الخلية رئيس الجمهورية نيكولاي ساركوزي.
وتشير بعض الأخبار إلى إعادة البحث في إمكانية تحويل القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات اليونيفل في جنوب لبنان إلى قوة تدخل سريع، في حال توتر الوضع في لبنان على خلفية عودة ملف المحكمة الدولية إلى الواجهة في مواجهة سياسية يتم التحضير لها مع سوريا عبر بوابة مجلس الأمن الدولي وضغوط دبلوماسية تحت عنوان المحكمة الدولية في اغتيال الحريري.
وتسعى الرئاسة الفرنسية لدى واشنطن لاتخاذ مواقف أكثر تشددا من الرئيس بشار الأسد ونظام الحكم في دمشق، غير أن هذه المساعي لا تبدو ناجعة نظرا لمواقف إدارة الرئيس أوباما التي لا تريد حتى مجرد التفكير بتحرك عسكري ضد سوريا وليست مستعدة للدخول في أية مواجهة دبلوماسية عنيفة مع دمشق في هذا الوقت بالتحديد الذي يتم فيه البحث في التمديد من عدمه لبقاء القوات الأميركية في العراق .
وقد أبلغت جهات فرنسية عسكرية منذ فترة طويلة قصر الإليزيه أن القوة الفرنسية في جنوب لبنان ليس لديها القدرة على دخول أية مواجهة مع الشيعة في تلك المنطقة ، خصوصا أن التجارب السابقة أثبتت أن هناك خيارات لدى القوى الفاعلة على الأرض غير الخيار العسكري ممكن أن تجعل هذه القوة بمثابة قوة احتلال مذكرة بالصدامات بين سكان بعض القرى الجنوبية وجنود من الوحدة الفرنسية هناك.
ومن الواضح أن تصعيدا سياسيا ودبلوماسيا سوف يكون سمة المرحلة القادمة حتى حصول الانتخابات في فرنسا بعد عام من الآن، ولن تصل الأمور لحد الدخول في صراع عسكري لا مع سوريا ولا في جنوب لبنان نظرا لعدم قدرة فرنسا على القيام بذلك بمفردها فضلا عن خلاف داخل الإدارة الفرنسية حول السياسة الحالية العنيفة ضد سوريا، غير أن الأمر الأهم يبقى هو عدم رغبة أميركا اوباما في دخول حرب جديدة تحت أي شعار وسبب.
و للتأكيد على الرفض الأميركي للحل العسكري كان المنظر العسكري للجيش الفرنسي (ميشال غويا) قد كتب في دراسة عن الحملة العسكرية على ليبيا أن الولايات المتحدة قبلت التدخل من بعيد، ويبقى وضع التحالف الدولي هناك هشا. فيما ذكرت مصادر أن ساركوزي الذي أراد أن يكون التدخل العسكري في ليبيا تحت قيادة فرنسية خضع للرأي الأميركي بوضع العمليات تحت سلطة حلف شمال الأطلسي بعد أن هدد الأميركيون بالانسحاب من العملية برمتها.